أخذ السياسيون الإسرائيليون، وعلى رأسهم رئيس كيانهم شمعون بيريز، بإطلاق تصريحات خبيثة حول التوتر الحاصل بين مصر وحزب الله ومن خلفه إيران، وخاصة إثر اكتشاف خليّة لحزب الله في مصر الشقيقة تسعى إلى العبث بأمن هذه الدولة العربية الكبيرة. فالسياسيون الإسرائيليون يريدون إحراج مصر، وإظهارها على أن تلاحق أعضاء هذه الخليّة خدمة لإسرائيل!، أو على الأقل أنّ هذه الملاحقة تأتي في صالح إسرائيل .. وهو الأمر الذي يُراد به تشويه صورة مصر أمام الرأي العام العربي والإسلامي، مع أنّ مصر تقوم بهذه العمليات حماية لأمنها، وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها من العرب والمسلمين والأجانب، وليس الأمر كما يصوره الخبث الإسرائيلي. ولمزيد من التوضيح نستعرض في عجالة بعض هذه التصريحات الملغمة، فشمعون بيريز يقول إنه سعيد بأن يرى الآخرين يتخاصمون من أجل إسرائيل!.
والمخابرات الإسرائيلية تأمل في أن تتعاون مع مصر من أجل محاربة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، ومحاربة التنظيمات المسلحة المصرية وغير المصرية العاملة في مصر.
ومسؤول إسرائيلي آخر يقول إنّ الصراع بين مصر وحزب الله (سيزداد حلاوة)، بعد أن أيّد محمد نزال أحد قادة حماس في دمشق نشاط حزب الله في مصر، بقوله إنّ كل عربي يعتز ويفخر بهذا النشاط!!.
وتمنى هذا المسؤول الإسرائيلي وقوف جميع قادة حماس إلى جانب حزب الله في هذه اللحظة، وذلك لأنّ مصلحة إسرائيل تكمن في ذلك. فإسرائيل تدرك تماماً أنّ مصر لن تتساهل مع أولئك الذي يريدون أن يعبثوا بأمنها ويقتلوا أبناءها وكل من يعيش على أرضها، وأنها ستلاحقهم، وتعتقلهم وستحاكمهم، ولذلك فهي تريد أن تستثمر التحرك الأمني لمصر في إضعاف الموقف المصري، عبر الإيهام بأنّ إسرائيل ومصر في خندق واحد .. وهذه مغالطة كبيرة للواقع، لأنه لو أرادت مصر أن تكون وإسرائيل في خندق واحد، لما رأينا على سبيل المثال السلام المصري الإسرائيلي الذي مرّ عليه عقود أبرد من الثلج!.
ولما رعت مصر في مثال آخر الحوار الفلسطيني الفلسطيني من أجل تقوية صفهم في وجه إسرائيل!. ولذلك لنحذر من هذا الخبث الإسرائيلي، ومصر محقّة تماماً في حماية أمنها، ومن يلوم دولة تقوم بواجبها للحفاظ على أرواح أبنائها فهو مصاب في عقله!.