إن من أعظم نعم الله تعالى على هذه البلاد الطاهرة أن جعل دستورها ومنهجها كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم، وأن رزقها بحكام صالحين كان ولا يزال اهتمامهم العناية بالكتاب والسنة تطبيقاً وحفظاً ودراسة.
وتأتي جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بفروعها الثلاثة خير شاهد وصورة مشرقة على هذه العناية وهذا الاهتمام.
وهذه الجائزة كانت وما زالت فريدة في نوعها ونبيلة في مقاصدها التي تهدف إلى حفظ السنة النبوية ودراستها والتأمل في علومها بأبحاث ودراسات أصيلة وربط ذلك كله بالواقع المعاصر للمسلمين بخاصة وللعالم الآخر بعامة بما يطرح الحلول الناجحة والاقتراحات المناسبة لما قد يواجه المسلمين من إشكاليات أو عقبات وبما يكفل إظهار محاسن دين الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان وأنه دين العدل والرحمة والوسطية. وجائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بفروعها المختلفة حققت أهدافها وأصبحت محط أنظار أصحاب الهمم العالية وتاج فخر يتنافس عليه المتنافسون.
وتأتي هذه الجائزة أحد اهتمامات سموه في ظل مهامه الجسام التي يقوم عليها ولعل آخرها نيله ثقة القيادة وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. وكل من تتبع السيرة لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز كشخصية وطنية قدمت خدماتها لوطنها بكل أمانة وإخلاص، وما تحمله هذه الشخصية من مقومات القيادة الناجحة في العمل.
سيشعر بفرح كبير لما يمتلكه سموه من القدرات والخبرة. وما تلك المناصب التي تقلدها سموه الكريم في مسيرة حياته العملية في الدولة إلا دليلاً على ما يتمتع به سموه من دراية وحنكة ونجاح في قيادة أي عمل يكون على رأس الهرم فيه.
والأمير نايف رجل دولة وقد تولى مهاماً جساماً أعطته من الخبرات والحكمة والحنكة الشيء الكثير، وما نجاحاته في وزارة الداخلية التي يقودها منذ عام 1394هـ إلا دليلاً قاطعاً على بعد النظر والحكمة والتروي واللين والشدة في وقتها المناسب. هكذا عرفناه يدافع عن أمن المملكة منذ عشرات السنين ويطور جهازها الأمني حتى وصل إلى أعلى المستويات. ومن نجاحاته الأمنية رئاسة اللجنة العليا للحج، وهي دليل قاطع على تفانيه في خدمة دينه ومليكه ووطنه. ثم توالت هذه النجاحات العظيمة في الحرب ضد الإرهاب حتى تحقق النجاح بفضل من الله.
ويحمل سمو الأمير نايف -وفقه الله- هماً جديداً هو الأمن الفكري، فها هو ينتظر الانتهاء من إعداد إستراتيجية وطنية للأمن الفكري من خلال كرسيه في جامعة الملك سعود للأمن الفكري. وكان سمو الأمير نايف قد تحدث عن هذا الفريق العلمي أثناء انعقاد الدورة السادسة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد في بيروت في شهر مارس الماضي، فأكد أهميته فقال: نحن بدأنا الآن مع جامعاتنا وخصوصاً مع جامعة الملك سعود لتفريغ عدد من الباحثين ليبحثوا وضع إستراتيجية فكرية أمنية. وكذلك أوجد كرسياً لهذا العمل، وإن شاء الله نرجو في وقت لا يطول أن يقدم إستراتيجية فكرية وأن تجد تجاوباً من رجال الفكر ومن الإعلام لتخدم هذا الهدف.
لقد أراد سموه أن يحقق لهذا الوطن كل عوامل الائتلاف وأن يبعده عن الاختلاف، كما أراد أيضاً أن يتوجه إلى كل شرائح المجتمع وأن يكون الإعلام هو الوسيلة الأقوى في تحقيق هذه النتائج. كما وضع سموه خطى كثيرة على الطريق الصحيح، وآمن أن الأمن الفكري هو الطريق الأهم لتحقيق كل أنواع الأمن في كل المجتمعات وليس في مجتمعنا.
دعوة صادقة من القلب أن يوفق الله تعالى جهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لكل خير ويجعل أعماله المباركة في ميزان حسناته وأن يجزل له الأجر، داعين الله تعالى أن يحفظ على بلادنا نعمة الإسلام والأمن والسلام في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
عضو مجلس الشورى