بات من الطبيعي حدوث العنف والمشادات الكلامية والجسدية بين الطلاب داخل أسوار المدارس أو خارجها..!! العنف الذي ينال المدرسين منه النصيب الأوفر!!
بل إن وتيرة العنف بينهم آخذة في التصاعد، ومن أسباب ذلك: التفكك الأسري، حيث أثبتت الدراسات أن شخصية الطفل تتشكل بنسبة 80% في السنوات السبع الأولى، الرفقة السيئة، العصبية القبلية، تردي الحالة المادية للطالب، التركيبة العدوانية للطفل
.....وعدم تفهم هذه التركيبة وعلاجها، بجانب أسباب متعلقة بالمعلم نفسه، بتعامله السيئ مع الطالب، ومحاولة توبيخه المستمر أمام زملائه، التهديد بالرسوب، أو بصعوبة أسئلة الاختبارات، كذلك ضرب المعلم للطالب.. وربما هناك أسباب أخرى لن يتمكن من الوقوف على أبجدياتها سوى أهل العلم والاختصاص من أخصائيين تربويين ونفسيين متمرسين ومدركين لواقع الطالب العنيف وأسلوب التعامل معه أو انتشاله من محنته هذه..!! ولكن تظل الظاهرة من الطبيعي نشوؤها بين الطلاب والذكور بوجه عام تقريباً لتلك الأسباب وغيرها، حينما نفاجأ بوجودها في مدارس البنات وإن يكن بنسب بسيطة جداً!!
لكن ما نسبته بسيطة اليوم عرضة لأن تزداد النسبة إن تم السكوت عنه وتمريره دون تداركه في مراحله الأولى وهو ما أطلق عليه (الفتوّة الناعمة)!!
من أمثلة هذه الفتوة الناعمة هذا الخبر المنشور في صحيفة سعودية:
(مدرسة ثانوية للبنات تقع في غرب مدينة الدمام احتضنت مؤخراً ظاهرة غريبة على المجتمع النسائي الذي عُرف بالرقة والنعومة، حيث حدث داخل المدرسة مشاجرة جماعية عنيفة بدأت باقتحام مجموعة من (الفتوات) - البنات - لأحد الفصول ودفعن معلمة الصف وتهجمن على طالبتين بطريقة همجية، وقد فقدت إدارة المدرسة السيطرة على الوضع مما استدعاها طلب النجدة من الشرطة التي رابطت إحدى دورياتها خارج المدرسة، ودخول رجال إسعاف الهلال الأحمر إلى المدرسة لإسعاف إحدى الطالبتن المعتدى عليهما والتي دخلت في حالة إغماء ولم تفق إلا في طوارئ البرج الطبي بالدمام من شدة الضرب الذي تعرضت له).
وما يثير حنقنا وصف تلك الظاهرة بالغريبة على مجتمعنا!! وهو الوصف ذاته الذي يطلق على كل ظاهرة تحدث أو مشكلة وقضية، ولا أجد مبرراً لوصفها بالغريبة سوى محاولة التنصل أو التباطؤ في مناقشة القضية وبحثها جيداً.. أيضاً ضرورة فرض عقوبات رادعة وقوية، حيث إن اللائحة الخاصة بسلوك الطالبة ضعيفة.
وقد ذكرت طالبة تعرضت لمشادة جماعية أنها عندما تدخلت لإنقاذ صديقتها من بين مجموعة من الفتيات اللاتي تهجمن عليها وبعد عدة محاولات تعرضت للضرب المبرح وبشكل همجي وأصيبت بجرح غائر في وجهها وتم نقلها إلى المستشفى من قبل إدارة المدرسة لتلقي العلاج وبعد عودتها إلى البيت لم تصدق عائلتها بأن الإصابة حدثت من قبل عدد من الفتيات في مدرسة تعليمية!!
من أخطر الأسباب لنشوب مشاجرات بين الطالبات هو ظاهرة العصبية القبلية، والإعجاب بينهن بحيث تكون طالبة معجبة بطالبة ويكون هناك رفض وعدم تقبل من الطرف الآخر مما يحدث ردة فعل من الطالبة المعجبة فتحاول الاحتكاك وافتعال مشكلة، ومن الممكن تدخل صديقات الطالبتين وتكون المشاجرة جماعية.
فهل ستستمر لائحة سلوك الطالبة كما هي دون إعادة صياغتها بآلية تتفق وحلبة فتل العضلات بين الطالبات..!!
الأسباب يصعب حصرها.. والهدف ليس الحصر بل الدراسة بغية المعالجة بعد أن أفاد مصدر في الوزارة أنه صدرت موافقة نائب وزير التربية والتعليم (بنات) الأمير خالد بن عبدالله بن مقرن آل سعود على إنشاء لجنة تتعلق بمتابعة كافة قضايا العنف في المدارس وتشمل عنف الطالبات والمعلمات ورفع ما يتعرضن له من عنف أو اضطهاد أسري أو اجتماعي، وحدد سمو نائب الوزير ثماني قيادات نسائية يمثلن لجنة الحماية بالوزارة بإشراف شخصي من وكيل الوزارة ومتابعة كل قضية تحدث داخل المدرسة أو خارجها عن طريق تقرير مفصل ترفعه مديرة المدرسة للجنة الحماية، والتي تم استحداثها لهذا الغرض، وبالتالي تقوم اللجنة بارتباط مشترك بمتابعة قضايا العنف في المدارس مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان.
Happyleo2007@hotmail.com