على مدى قرون طويلة استطاعت المرأة العربية أن تشارك بقوة في كل مجالات الحياة، وظهرت أسماء لامعة في فترات مشرقة من تاريخنا احتفى بها أفراد المجتمع والذين يعترفون لها بالريادة والتقدم في مجالات مختلفة.
وكما نعرف جميعاً فهناك مؤلفات متعددة عن أعلام النساء إلا أن الملاحظ أنها تفتقر إلى التعريف بإيجاز بهن ولا تخرج عن جملة الأعمال التي تفيد بالمراجعة السريعة، ولكن الغائب هي الدراسات التي تعتمد على المنهج العلمي والتي تبيّن المسارات التي شاركت فيها وهذه قليلة جداً إن وجدت ويشوب بعضها التحيّز أو المبالغة في معالجة المشكلة من منطلق توجه فطري يحمله أو تحمله الكاتب أو الكاتبة.
ومن هنا فإن عناية وتوجه الدراسات العليا في الجامعات السعودية في إجراء بحوث منهجية عن المرأة هو أمر واجب وضروري سوف تظهر نتائجها كثيراً من خطأ مما تناقله المتسرّعون من الذين ينظرون للمرأة بشكل سلبي ويثقلون كاهلها بافتراءات وهدفهم أن تظل بعيدة عن الدور الذي يجب أن تقوم به.
واستخدام المنهج العلمي في دراسات المرأة سوف يعيد إظهار صورة المرأة المشرّفة ويبيّن مكانتها شاعرة وكاتبة وفقيهة ومحدّثة ومسهمة في العمل الاجتماعي ومشاركة في الحروب.
ومن الطبيعي أن نقول إن المرأة نفسها مطالبة بأن تقوم بهذا العمل في التوجه نحو جانب من الدراسات العليا تكون موضوعات المرأة محوراً فيها، وفي هذه الحالة لا بد من السعي إلى رصد المعلومات بكل دقة واستخراجها من بطون الكتب والوثائق والمخطوطات حتى تكون وسيلة للتيسير لمن يرغبن في الكشف عن جوانب من مثل هذا النمط من الدراسات.
إن الحديث عن المرأة ومشاركاتها ومساهماتها لا يعني إخراجها من دائرة المطلوب منها أن تكون أماً ومربية وزوجة وصانعة أجيال، بل إنه يدعم ذلك ويظهر أن الدور الأسري لا يتعارض مع الدور المطلوب منها في بناء المجتمع وتطويره.
إنها دعوة صادقة أن تأخذ المرأة هذا الدور الذي أُغفل من الدارسين المعاصرين إلا ما ندر من دراسات قليلة لم يكتب لها الانتشار المطلوب.