Al Jazirah NewsPaper Monday  13/04/2009 G Issue 13346
الأثنين 17 ربيع الثاني 1430   العدد  13346
بين المسؤول والإعلامي

 

العلاقة بين المسؤول والإعلامي علاقة شبه دائمة؛ فليس لأحدهما القدرة على الاستغناء عن الآخر. وطالما أنها علاقة تقترب من الديمومية فإنها يجب أن تبنى على مجموعة من الأسس الضرورية التي إن اختل أحدها تضررت هذه العلاقة، والضحية في آخر المطاف هو الجمهور المتلقي. وأهم هذه الأسس هي الشفافية والمصداقية.

وهذا أكد عليه سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز لدى استقباله مهنئيه من رؤساء تحرير الصحف أمس الأول. فالأمير نايف دعا جميع الأجهزة الحكومية إلى الانفتاح على الإعلام، كما دعا الإعلاميين إلى التمسك بالحقيقة ونقلها دون تشويه.

فمن جهة المسؤول لا بد أن يتسع صدره للإعلامي الذي يقوم بواجب نقل المعلومة إلى المتلقي، وألا ينظر إليه على أنه موظف علاقات عامة هدفه تحسين صورة المسؤول ومؤسسته. ولذلك، فإن أهم ما يميز المسؤول في تعامله مع الإعلام هو قدرته على التحلي بالشفافية في توضيح الحقائق للإعلاميين.

وبعض المسؤولين يتذرعون بحساسية بعض المواضيع لحجبها عن الجمهور! وإن كان في ذلك جانب من الصحة في ظروف خاصة واستثنائية إلا أن اتخاذ ذلك كسياسة مستمرة ينعكس سلبا على المجتمع المحتاج إلى معرفة كل ما يتعلق بحياته وبيئته، كما ينعكس سلبا على المسؤول ومؤسسته!.

ومهما كانت حساسية بعض المواضيع فلن تكون بحجم حساسية القضايا الأمنية، وخاصة المتعلقة بالإرهاب. ومع ذلك نجد أن وزارة الداخلية تصدر بين الحين والآخر بيانات توضح بالتفاصيل والأرقام والتواريخ والمواقع عملياتها الأمنية في مكافحة الإرهاب على سبيل المثال. كما أن سمو الأمير نايف لا يتوانى عن عقد المؤتمرات الصحفية ولا يتردد في الإجابة عن أي سؤال يطرحه صحفي مهما بلغت حساسية السؤال؛ الأمر الذي كان له أثر إيجابي كبير على مجتمعنا السعودي، ومن ذلك خلق وعي مجتمعي كامل بظاهرة الإرهاب وخطرها على أمننا الوطني، وهذه الشفافية لا تضطر المواطنين إلى استقاء المعلومة من جهات أخرى قد لا تكون ذات مصداقية طالما أن الجهة المسؤولة توضح الحقائق أولا بأول.

أما من جهة الإعلامي فلا شك في أن عمله يتطلب قدرا عاليا من بناء الثقة مع المسؤولين والجمهور على حد سواء، ولا يمكن بناء هذه الثقة إلا من خلال التحلي بالمصداقية العالية في نقل الخبر دون تحريف أو مبالغة. ولو كان على الإعلامي أن يختار بين الخبر الصحيح الموثوق به والسبق الصحفي الذي قد يخطئ ويصيب فإن الأولوية للخبر الصحيح؛ لأن الإعلامي إذا فقد المصداقية فإن سبقه الصحفي عندئذ سيفقد قيمته! في حين أن المصداقية لا يمكن بناؤها بين ليلة وضحاها!.










 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد