الرياض - أحمد القرني
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين مساء أمس (مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية) الذي يعقد في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض إنتركونتيننتال.
وبدئ الحفل بالقرآن الكريم.. ثم ألقى معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس فهيد بن فهد الشريف كلمة عرض فيها لمستقبل المؤسسة التي تعد أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.
وركز الشريف في كلمته على البرنامج التنفيذي لتخصيص المؤسسة وإعادة هيكلتها وكذا دورها في تطوير وتوطين تقنيات التحلية منذ صدور قرار المجلس الاقتصادي الأعلى العام الماضي بالموافقة على البرنامج التنفيذي لتخصيص المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وإعادة هيكلتها.
وقال معاليه: (إن هذه الموافقة جاءت تتويجاً لجهود بذلت من فريق استشاري عالمي بمشاركة فريق من المؤسسة بهدف تصميم ووضع إستراتيجية متكاملة لتحقيق إعادة هيكلة المؤسسة التي تعتمد على تحويلها إلى شركة مساهمة قابضة مملوكة للدولة تتبعها عدة شركات إنتاج يتم طرحها للمستثمرين والمطورين من القطاع الخاص وفقاً لجدول زمني محدد بدءً بشركة إنتاج تحلية ينبع المدينة المنورة).
وأضاف: إن إستراتيجية التخصيص تنص على فصل الإنتاج عن النقل حيث يبقى نظام ومعه المحطات القديمة ومعهد الأبحاث وتقنيات ومركز التدريب مع الشركة القابضة المحلية.
بعد ذلك ألقيت كلمة الجهات الراعية للمؤتمر ألقاها رئيس شركة أكوا القابضة محمد بن عبدالله أبونيان قال فيها: (إن المملكة تعد رائدة في صناعة تحلية المياه على مستوى العالم، متمنياً أن يكون لدى المملكة تقنية تتمكن من تصديرها للعالم في مجال تحلية المياه).
وأضاف أبونيان: (نشهد اليوم شراكة بين القطاعين العام والخاص وهي النواة الأساسية لتخصيص المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، كما تعد ثمرة لقرار المجلس الاقتصادي الأعلى في عام 2002 لإنشاء وتملك وتشغيل محطات تحلية وكهرباء، وباكورة هذه الشراكة هي شركة الشعيبة التي تنتج 400 آلاف متر مكعب من المياه و324 ميجاوات من الكهرباء يتم تصديرها للشبكة).
ثم ألقى معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين كلمة قال فيها: إن هذا المؤتمر ينعقد في وقت بالغ الأهمية وفي وقت يعيش فيه العالم خاصة الدول التي تعاني من تناقص مواردها المائية زيادة سكانية متعاظمة سيزداد خلالها التعداد السكاني العالمي من ستة مليارات نسمة في وقتنا الحاضر إلى تسعة مليارات نسمة في عام 2050م.
وأضاف معاليه: (إنه فيما يتصل بعالمنا العربي فإنه يعيش أصعب ظروف العالم المائية وأكثرها تشاؤماً على الإطلاق ففي حين أن توزيع المصادر المائية العالمية وعدد السكان بين القارات لا يتناسبان إطلاقاً نجد أن عالمنا العربي أكثر بعداً عن تناسب السكان ومصادر المياه).
وقال معاليه: (إن عالمنا العربي يقطنه خمسة في المائة من سكان العالم ولا يحوي سوى واحد في المائة من المصادر المائية، مشيراً إلى أن خطورة الوضع تتجلى في الوضع المستقبلي للمياه في العالم العربي في أن معظم المصادر المائية فيه إما أنهار منابعها خارج سيطرة دولها أو مياها جوفية أغلبها أحفورية غير متجددة، وما يزيد الوضع خطورة أن هذه المصادر تتناقص مع الوقت بمعدلات سنوية تدعو للقلق).
ومضى إلى القول: (يجب ألا نعلق كل آمالنا أو جزء كبير منها على أن التقنية ستسارع في إيجاد الحل، فعلى امتداد خمسين عاماً مضت لم يتمكن العالم مع الأسف الشديد من خفض تكلفة التحلية وهي أهم المصادر غير التقليدية بنسب تذكر ومازالت بعيدة التناول عن كثير من دولنا العربية في مجال الاستخدام البلدي وفيها جميعاً بالنسبة للاستخدام الزراعي).وقال: (ومع ذلك يبقى خيار التحلية أهم مصدر مائي لكونه مصدراً غير نافد، فكما هو معلوم أن العالم بأسره يعيش على أقل من واحد من واحد في المائة فماذا لو أتيح لنا استخدام التسعة والتسعين وتسعة وتسعين في المائة المتبقية وهي مياه البحار والمحيطات المحيطة بنا).
وختم معاليه بالقول: (إن وزارة المياه والكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تدعمان تنظيم مثل هذه المؤتمرات لما لها من مردود إيجابي يوفر فرصاً لتبادل الخبرات بما ينعكس على تحسين صناعة تحلية المياه في دول المنطقة وفي العالم).
بعد ذلك كرم معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الجهات الداعمة والراعية لعقد المؤتمر.
ثم قدم مجموعة من أطفال مركز النجوم الصغيرة نشيداً مشاركة من شركة زين السعودية للاتصالات بهذه المناسبة.
إثر ذلك افتتح معاليه المعرض المصاحب الذي تشارك فيه عدد من الشركات الراعية والداعمة والمهتمة بموضوع المؤتمر.