الشيء المحزن هو أنه بالرغم من أننا نعرف أن حياتنا لا تجدي في جوانب معينة منها، نظل خائفين من التغيير ونصبح أسرى لنطاق الأمان بغض النظر عن مدى تدميره لذاتنا) د. روبرت أنتوني.
** صالح مدرس، يكره المادة التي يدرسها، ويكره السبورة ويكره الطباشير وحتى السبورة الذكية، لا علاقة له بكل الأشياء التي تحدث حوله..
يدرس الصف الثاني الابتدائي، وحين يدخل من بوابة المدرسة ينتابه ضيق شديد، تقول له زوجته إن ذلك (عين) أصابته على راتبه الذي سيرتفع حينما تقر الوزارة تحسين المستويات.
لكن (صالح) غير معني بكل ذلك.
إنه يهوى الأعمال الحرة.. يتمنى لو أن لديه مشروعاً صغيراً يديره ويطوره، لكنه يخاف المغامرة، يخاف ترك العمل، ستلاحقه الظنون، ربما قال عنه أهله إنه مريض وربما قال عنه أهل زوجته إنه يتعاطى..
ربما يخسر زوجته وبيته..
إنه مقيد ب(نطاق الأمان) يخشى التغيير، ويكابر الشعور القهري الذي يسكنه، يتهرب من مواجهة مشاعر الحزن الكامنة التي تظهر على وجهه وتأخذ كثيراً من بريق وحيوية شبابه.
** دفع صالح مبلغ (ثمانية آلاف) ليلتحق بدورة (تطوير الذات)..
لم يقل له المدرب المعتمد غيّر، أو قاوم الخوف.. بل ظل يكرر على مسامعه القدرة على التكيف وفن القبول بالمتاح..
خرج صالح من الدورة وهو أشد حزناً وأكثر شعوراً باللا جدوى وأكثر إحساساً بالخوف..
** صالح يحتاج إلى التفكير الصحيح، لابد أن ينتشل نفسه من البيئة التي تمعن في تدمير ذاته مهما كانت هذه البيئة جالبة للمال، الإنسان لا يعيش بالمال وحده، إن ذاته أهم.. هو فقط يعرف ويدرك ما يناسبه!!
** عليه أن يتقدم خطوات ليغير حياته، يغير عمله، يطلب إجازة بلا مرتب حتى يرى وضعه في مشروعه الصغير، يتقدم لجهة تتبنى أفكاره.. عليه أن يبدأ، يحرر ذاته من الخوف، عليه أن يعمل على الخروج من فخ تدمير الذات.. لأن ذواتنا حين تتهشم يصعب ترميمها مجدداً.. فهي كالزجاج أو أرق قليلاً..
** الحياة جديرة بالتغيير، الموت وحده يعني السكون!!
fatemh2007@hotmail.com