إن التطور الذي تبنته حكومة المملكة العربية السعودية، من عهد المؤسس الأول الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، الذي أخذ بوسائل التطور الحديثة في جميع المجالات: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية، وغير ذلك
مع التمسك بثوابت الإسلام والاستقامة عليه، مروراً بما قام به أبناؤه الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد -رحم الله الجميع- ثم ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- من جهود موفقة للنهوض بالبلاد، وفي مقدمتها إصداره أنظمة الحكم الثلاثة، التي توَّجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإصداره نظام البيعة، الذي أتى ليسد أي فراغ دستوري قد يحصل، كما حصل في دول كثيرة، وترتب عليه أضرار جسيمة زلزلت كياناتها، وأضعفت بنيتها، فصارت هدفاً سهلاً لعدوها، وقد تفطن قادة هذه البلاد المباركة لهذه الدروس، والعبر، فجاءت تلك المبادرات، والإصلاحات بخطوات استباقية تطمئن القلوب، وتسكن النفوس، وتحفز على الجد في الجد، والسير في ركب الحضارة الإنسانية المحترمة على هدى من شريعة الإسلام، والتزود من الخير الذي ندب إليه الشرع، وهذا فهم لواقع الأحوال، ومسايرة لمآلات الأمور.
ويأتي الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي نيف بالخبرة، والتجربة، والقيادة نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، لبنة جديدة من لبنات هذا الصرح الشامخ المملكة العربية السعودية، كيف وهو رجل المهمات الصعبة الذي عركته التجارب الكثيرة، وامتحنته المواقف العصيبة، خلال مسيرة طويلة زادت على نصف قرن من الزمان، عرف خلالها أحوال الناس، وتهيأ له ما لم يتهيأ لغيره معرفته، وأدار ما تحت ولايته بحكمة ورشاد، وأساليب موفقة، نشرت الأمن، والأمان، والهدوء، والاستقرار، وجعلت منه أنموذجاً تتطلع إليه كثير من البلدان التي فقدت مقوماتها الأمنية، وهو مع ذلك محافظ على الأمانة التي ائتمنه الله عليها من النصح للمسلمين وتطبيق أحكام الإسلام، ورعاية المؤسسات الشرعية، والذب عنها، ومواقفه في هذا المجال كثيرة تذكر فتشكر.
فتعيين رجل بهذه الصفات لم يكن مفاجئاً، ولا غرو، ولا عجب أن يبتهج ويفرح كل مخلص لهذه البلاد، وللأمة جميعاً بهذا القرار الصائب، ويطمح إلى أن يكمل سمو الأمير نايف المسيرة التي بدأها في الحفاظ على هذا الوطن ومكتسباته.
والواقع أن هذا التعيين المبارك ما هو إلا تتويج لجهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على مدى عشرات السنين في مجال الحفاظ على الأمن، وردع الجريمة، وتأمين الحدود، والحزم، والقوة في مكافحة الباطل، ونشر العدل والحق بين الناس. فهنيئاً لهذه البلاد وأهلها بهذه الخطوة الموفقة إن شاء الله تعالى، والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وللجميع منا الدعاء الصادق بالتوفيق والتسديد، والسمع والطاعة في المنشط والمكره.
والله أسأل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها، وعزها، واستقرارها، ويدرأ عنها حسد الحاسدين وكيد الكائدين، وعدوان المعتدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.