«الجزيرة» - أحمد الجاسر
كشف معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن عدد الملتحقين بعمادة التعليم عن بعد في الجامعة بلغ ما يربو عن 15 ألف طالب وطالبة حتى الآن.
وأكد معاليه -خلال تدشين المرحلة الأولى من الخطة الإستراتيجية للتعلم الإلكتروني بعد ظهر السبت الماضي في مقر مجلس الجامعة والتي بلغت تكلفتها ثلاثين مليون ريال- أهمية التعلم الالكتروني الذي بدأ في الانتشار وظهرت علامات الإقبال عليه سواء في داخل المملكة أو خارجها في كثير من الجامعات، وأن ما قامت به جامعة الإمام ممثلة في (عمادة التعليم عن بعد) من إنجاز كبير في مجال التعلم الإلكتروني قد جاء بتكاتف العاملين في المشروع والعمل المستمر في التخطيط والتنفيذ وأنه لم يأتِ محض الصدفة.
جامعة الإمام نحو العالمية
وبين معالي مدير الجامعة أن هذا النوع من التعلم سيجعل الجامعة في مصاف الجامعات العالمية وسيجعلها في مقدمة التصنيفات العالمية، وأن جامعة الإمام ستسبق الجامعات الأخرى في هذا المجال، وبين معاليه أن جامعة الإمام تجاوزت ما يربو عن أربعة آلاف جامعة في التصنيف العالمي خلال مدة قصيرة لا تتجاوز تسعة أشهر، لافتا إلى أن الجامعة قادمة على خطوات مهمة وتطويرية كلها تسعى إلى تحقيق تطلعات ولاة الأمر وتفعيل هذه الجامعة والعمل على إشراكها ومشاركتها مع قطاعات الدولة العامة والخاصة لتسهم إسهاما فاعلا وتؤدي واجبها على أتم ما يجب أن يكون عليه ذلك.
وأكد الدكتور أبا الخيل أن ما تم ويتم في الجامعة من تطور في كافة مناشطها أتى بفضل الله ثم بفضل الدعم السخي الذي تلقاه الجامعة من ولاة أمرنا -حفظهم الله- وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولى عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله- وكذلك دعم معالي وزير التعليم العالي للجامعة. مضيفا أن هذا الدعم يجب أن يكون دافعا لمنسوبي الجامعة كافة نحو بذل المزيد من العطاء والإنجازات بما يحقق رضا الله سبحانه وتعالى ثم رضا وطموحات ولاة الأمر وذلك لخدمة الدين والوطن والمواطن.
وفي معرض رد على سؤال ل(الجزيرة) حول رؤية معاليه للتعليم الإلكتروني في المملكة وهل انفردت جامعاتها برؤية خاصة بها أكد أن المملكة خطت خطوات رائدة ومميزة في تطبيق الحكومة الإلكترونية في المؤسسات العامة والخاصة سواء كانت تعليمية أو غيرها، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بتوجيهات ومتابعة ولاة الأمر - حفظهم الله-.
ونوه بأن جامعة الإمام تسهم إسهاما فاعلا في تحقيق كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن ومواطنيه، وأنها وضعت بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي ووزارة المالية الخطط الإستراتيجية والأطر العامة والأسس والقواعد التي من خلالها تبني طريقا واضحا للتعلم الإلكتروني يعتمد التقنية الحديثة، ويهدف إلى التوسع في تطبيقها على مختلف المستويات وتنوع التخصصات.
وأكد أن هذه الخطة ستكون نواة خير وانطلاقة فاعلة ومؤثرة لتعليم إلكتروني متميز في جامعة الإمام، مضيفاً: خصوصا إذا علمنا وأدركنا أن الجامعة سبق أن تميزت في أمور متعددة بما يتعلق بتطبيق الحكومة الإلكترونية والتعلم الإلكتروني، وكذلك التعليم عن بعد، إلى جانب وجود قناة تلفزيونية تعليمية تبث عبر البوابة الإلكترونية للجامعة.
التعلم الإلكتروني أكثر تشويقاً
من جهته، أكد عميد عمادة التعليم عن بعد في جامعة الإمام د. عبدالرحمن بن عبدالله السند أهمية التعلم الإلكتروني حيث يقوم عبر تطوير العملية التعليمية وتحسين الجودة، وتحقيق عدد من معايير الاعتماد الأكاديمي، وكذلك خفض التكاليف، وتحسين مخرجات الجامعة عبر إضافة أساليب التشويق للعملية التعليمية.
وبين د. السند أن المشروع يهدف إلى إعداد خطة إستراتيجية لتطبيق التعلم الإلكتروني في جامعة الإمام باستخدام المنهجية العلمية وفي ضوء دراسة الواقع والتوجهات والتجارب الدولية في مجال التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد.
من جانبه، بين المدير التنفيذي للمشروع الدكتور يوسف العريفي أن هذه الخطة يتم تنفيذها وما تتضمنه من دراسات وتقارير وتوصيات من خلال مجموعة مستشارين وباحثين مختصين، كما تتم إدارة المشروع من قبل فريق إداري عن طريق اتباع الطرق الحديثة في إدارة المشروعات، بما يضمن إدارة مثلى للموارد وتنفيذ أهداف المشروع حسب الخطة المحددة لتنفيذه. وأضاف: يأتي هذا المشروع كنتيجة للتوجهات العالمية الجديدة في التعلم والتعليم والتي أكدت على دمج التقنية في التعليم بما يتيح للطلاب التعلم بطريقة فعالة ومرنة، وكاستجابة لتطلع إدارة الجامعة في هذا الخصوص، مشيرا إلى رغبة الجامعة بعد إنشائها (عمادة التعليم عن بعد) في التوسع في التعلم الإلكتروني وفق خطوات منهجية وبناء على أسس علمية. ونوه إلى أنه تم تكليف مؤسسة التعليم الإبداعي «Creative Learning» بتنفيذ هذا المشروع الكبير، لافتا إلى أن نطاق المشروع يتمثل في مجموعة من الدراسات والتقارير الخاصة بأدوات وتقنيات ومعايير التعلم الالكتروني، مع دراسة الوضع الراهن للجامعة فيما يخص الشبكة والحاسب الآلي والبنية التحتية والتجهيزات التقنية، ومسح للمقررات الدراسية في الجامعة والمعاهد التابعة لها، إضافة إلى دراسة مجموعة من التجارب الناجحة والمتميزة لبعض الجامعات المحلية والعالمية في مجال التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وفي ضوء نتائج المرحلة الأولى سيتم بناء الخطة الإستراتيجية التنفيذية للتعلم الإلكتروني في الجامعة خلال مدة 5 سنوات وبناء نموذج تعلم شامل يوضح كيف سيتم التعلم والتعليم في التعلم الالكتروني بالجامعة وأسسه النفسية والعلمية، واللوائح التنظيمية للتعلم الإلكتروني في الجامعة (المرحلة الثانية)، وفي المرحلة الثالثة سيتم بناء وثيقة طلب عروض لتنفيذ مشروع التعلم الإلكتروني في السنوات القادمة والتي ستطرح على الشركات في شكل مناقصة عامة تتم على مرحلتين: المرحلة الأولى تغطي ثلاث سنوات ثم المرحلة الثانية وتغطي سنتين.
(8) محاور لتنفيذ المشروع
وبين د. العريفي أنه سيتم تنفيذ المشروع على ثمانية محاور تتمثل في: تقنيات التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد، والاتجاهات العالمية فيها، والوضع الراهن لجامعة الإمام فيما يخص التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد، وكذلك التجارب المحلية والعالمية في تطبيق التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد، والخطة الإستراتيجية لتطبيق التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد في جامعة الإمام، إلى جانب النموذج الاستثماري وإطار وآليات التعاون مع الجهات ذات العلاقة، ونموذج التعلم الإلكتروني في جامعة الإمام، إضافة إلى إعداد وثيقة طلب العروض (RFP)، والتقرير النهائي وملخص المشروع.
وأوضح أن مدة تنفيذ هذه الدراسة الاستشارية هي (11) شهرا، بدأت من 1-2-2009م الموافق 6-2-1430هـ، مشيرا إلى أن مراحل التنفيذ والجودة للمشروع يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل اعتمادا على منهجية إدارة المشروعات من حيث طبيعة كل مرحلة، مبينا أن مرحلة التجهيز والتخطيط تأتي في البداية ثم مرحلة التنفيذ، ثم مرحلة الانتهاء وإغلاق المشروع مع وجود عنصر الرقابة والجودة على امتداد مراحل المشروع.
وأشار إلى أن مخرجات المشروع تتمثل في عدد من التقارير والدراسات والوثائق يصل عددها إلى 20 وثيقة، تمثل في مجموعها الدراسة الاستشارية.
وحول منهجية العمل، أوضح د.العريفي أن تنفيذ المشروع وإدارته من خلال وجود مدير تنفيذي عام للمشروع يسانده فريق استشاري متخصص في تقنيات ونظم التعلم الإلكتروني، ويقوم بتنفيذ دراسات محاور المشروع وخطط فريق متخصص في الموضوعات والمجالات التي يشملها المشروع بإشراف مدير مشروع متخصص.