الرياض - حازم الشرقاوي:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالإنابة مساء أمس الأحد بالرياض ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2009م الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.
وفور وصول سموه مقر الحفل افتتح المعرض المصاحب للملتقى، وقام سموه بجولة في هذا المعرض الذي يحوي أجنحة لعدد من الشركات العاملة في المجال السياحي بالإضافة إلى مجالس عدد من مجالس التنمية السياحية وجناح الهيئة العامة للسياحة والآثار.
ثم توجه سموه لقاعة الاحتفال حيث بدئ الحفل بآي من الذكر الحكيم, ثم ألقى أمين عام منظمة السياحة العالمية المكلف الدكتور طالب الرفاعي كلمة تحدث فيها عن مستقبل السفر والسياحة في القرن الواحد والعشرين، مستعرضاً العوامل التي تؤثر في ازدهار السياحة والتحديات التي تواجه السياحة في هذا القرن والأزمة المالية والاقتصادية الحالية وتأثيرها على السياحة في العالم بشكل عام والشرق الأوسط بصفة خاصة إلى جانب المخاطر المحتملة على القطاع السياحي والمستقبل المشرق للسياحة والسفر في منطقة الشرق الأوسط، وقال: إن إجمالي دخل السياحة العالمية 900 مليار دولار في عام 2008، مشيرا إلى أنها تمثل 6% من توفير فرص العمل، وذكر أن 94 دولة من بين 116 دولة نامية بدأت تتأثر بالأزمة المالية العالمية، وقال: إن الجميع سيتأثر بسبب الازمة المالية العالمية الغير واضحة المعالم من حيث مدة استمرارها وعدم معرفة وقت انتهائها، وأشار إلى أن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا شهدت نموا في السياحة نسبته 2%.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كلمة رفع فيها الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز على تشريفه لافتتاح الملتقى مشيرا إلى أن هذه الرعاية تأتي في إطار الدعم والاهتمام الذي توليه القيادة حفظها الله للهيئة العامة للسياحة والآثار وكافة أنشطتها الهادفة إلى الارتقاء بالتنمية السياحية في المملكة.
وقال سموه انطلاقاً من حرص الهيئة على هيكلة وتنظيم هذا القطاع الاقتصادي الكبير وفق هذا النهج، فقد ركزت خلال العام المنصرم على جملة من البرامج والمشاريع المهمة، ومن أبرزها ما يلي:
* مراجعة شاملة لخطط وبرامج الهيئة في ظل التنظيم الجديد، تتضمن تحديث الخطط التنفيذية للسنوات الثلاث القادمة، وإعادة هيكلة للهيئة تراعي القطاعات الأساسية الجديدة التي ضمت إليها، وتطوير قدرات الهيئة وشركائها وكفاءاتها في إدارة البرامج والمشاريع، واستيعاب وتفعيل أداء القطاعات الجديدة التي تم ضمها للهيئة.
* إعطاء المناطق الدور الأساس في تنمية السياحة والآثار والمتاحف، حيث تم تأسيس أربعة عشر مجلس للتنمية السياحية في المناطق، وخمسة عشر جهازًا متخصصً للتنمية السياحية، و(45) مكتبا للآثار في المناطق والمحافظات يتم حالياً تطوير أدائها. كما شكّلت مجالس التنمية السياحية بالمناطق عدداً من ل جان التنمية السياحية في المحافظات ذات المقومات السياحية، وتشرف هذه اللجان على تنفيذ مشاريع التنمية السياحية بالمحافظات، وتسهم الهيئة في تقديم الدعم الفني والمالي لها.
* استكمال المراحل النهائية لتطوير مشروع وجهة العقير السياحية بالتعاون مع وزارتي الشؤون البلدية والقروية والمالية، وتطوير متنزه الثمامة كوجهة ترفيهية متكاملة لمنطقة الرياض بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وإعداد خطط لتطوير واستثمار محور الهدا والشفا وسوق عكاظ بمحافظة الطائف.
* الرفع ببرنامج تفعيل لخطة التنمية السياحية على البحر الأحمر، المقرة من مجلس الوزراء الموقر في 12-6-1429ه، لتطوير منظومة من الوجهات والمنتجعات السياحية الجديدة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية.
* الرفع بإنشاء شركة متخصصة لتشغيل الفنادق التراثية.
* افتتاح عشر مراكز لخدمات الاستثمار السياحي في عدد من المناطق لخدمة المستثمرين, وتطوير محفزات الاستثمار في قطاع الإيواء السياحي، والإيواء المتخصص كالفنادق التراثية، والنزل البيئية والاستراحات الريفية، والمنشآت التي تعمل بنظام المشاركة بالوقت، والمدن الترفيهية، ومراكز الغوص، وتنظيم الرحلات والفعاليات والمهرجانات السياحية، بالإضافة إلى الاستثمار في مجالات الحرف والصناعات التقليدية، والنقل السياحي، وخدمات الأدلاء السياحيين. وتطوير سياحة المؤتمرات والمعارض في إطار خطة للنهوض بهذا القطاع السياحي الواعد.
* البدء في إصدار الرخص والموافقات التشغيلية للأنشطة والمهن السياحية، ومرافق الإيواء، ووكالات السفر والسياحة ومنظمي الرحلات السياحية، والمتاحف الخاصة والمرشدين السياحيين، حيث تم الترخيص ل (48) منظم رحلات سياحية، و(96) مرشد سياحي، و(20) منشأة إيواء سياحي، و(83) وكالة سفر وسياحة يعملون من خلال (206) مكتب.
* العمل بشكل مكثف على تحسين مرافق الإيواء السياحي، ورفع مستوى الخدمات والأداء من خلال طرح نظام جديد للتصنيف معتمد من منظمة السياحة العالمية (نظام النجوم)، وتطوير إجراءات ومعايير ضبط جودة الخدمات المقدمة في المشروعات السياحية، وتحقيق التوازن بين الأسعار والجودة وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، آخذين في الاعتبار أن المواطن السعودي الذي تعمل الهيئة اليوم على توفير الخدمات السياحية له ليس هو ذات المواطن عندما بدأت الهيئة نشاطاتها قبل عدة سنوات، فقد زادت معرفته وتجاربه وتوقعاته لمستوى جودة وتنوع وتنافسية أسعار الخدمات والإيواء السياحي، وهو ما تسعى الهيئة لتحقيقه من خلال ضمان حصول المستهلك على الخدمة بالجودة المطلوبة والسعر المناسب. كما نرى فرصاً واعدة للمواطنين في مجالات العمل والاستثمار في الإيواء السياحي.
* تنفيذ برامج توطين الوظائف السياحية في قطاعات السفر والسياحة، ومرافق الإيواء، والجذب السياحي، شملت حتى الآن (800 متدرب)، وبرامج توطين لوظائف قطاع الآثار والمتاحف، و(49) برنامج للحرف والصناعات اليدوية استفاد منها (760) مشارك في (17) مدينة. كما تم تنفيذ برنامج للمنح والابتعاث ضم في مرحلته الأولى ابتعاث (150) طالباً وطالبة، وإعداد المعايير المهنية لعشر من مهن السفر والسياحة، وتنفيذ برامج للتدريب والتوعية المهنية وخدمة العملاء غطت حتى الآن (25 ألف) مشارك.
* تفعيل برامج للتعاون مع الجامعات ومؤسسات التعليم والتدريب الحكومية والأهلية، وقد تم على ضوء ذلك إنشاء كلية للسياحة والآثار بجامعة الملك سعود، وكلية للعلوم الإدارية والسياحة بجامعة أم القرى، ومعهد متخصص للتدريب والتنمية السياحية بجامعة الملك عبدالعزيز، كما تم وضع حجر الأساس وبدء إنشاء ثلاث كليات سياحية متخصصة في كل من الرياض والمدينة المنورة والهفوف، وعدد من حاضنات الأعمال المتخصصة. كما سيتم وضع حجر الأساس لكلية السياحة في الطائف خلال الشهر القادم إن شاء الله.
* ولأهمية المعلومة ووصولها إلى السائح فقد تم الاهتمام بتطوير مواقع الكترونية للتعريف بالخدمات والمعلومات السياحية، بالاضافة إلى إنشاء مركز الاتصال السياحي الذي يتولى الرد على كل التساؤلات الخاصة بالسياحة، كما نظمت العديد من القوافل الاعلامية والتي ضمت ما يزيد عن 80 اعلاميا من مختلف الصحف والقنوات التلفزيونية، كما تم تشغيل (20) مركزاً للمعلومات السياحية في عدد من المطارات ومراكز التسوق الكبرى، و(80) جهازاً الكترونياً للمعلومات السياحية، ومركزاً للاتصال السياحي، وذلك ضمن خطة الهيئة في التسويق والترويج السياحي. وتم تركيب (95) من لوحات الطرق الإرشادية الخاصة بالمواقع والوجهات السياحية، وتوزيع مليوني نسخة من الخرائط والأدلة السياحية. كما تعد الهيئة خطة إعلامية شاملة لتطوير المنظور الإعلامي للآثار والمتاحف بهدف إحداث نقلة توعوية وطنية للتعامل مع الآثار الوطنية والتراث الوطني.
* تنفيذ العديد من الرحلات الاستطلاعية وكسب الخبرة المهمة للتجارب الدولية الناجحة لمسئولي البلديات والمحافظات والجهات ذات العلاقة بالتنمية السياحية، في مجالات الأمن والسلامة السياحية، وتنمية الموارد البشرية، وتأهيل التراث العمراني، وتطوير المواقع السياحية.
* البدء بتنفيذ خطة شاملة لتطوير قطاع الآثار والمتاحف لتشمل برامج عدة، منها حماية الآثار والمواقع الأثرية، وتنمية القرى والمواقع التراثية، وتسجيل عدد من مواقع المملكة في قائمة التراث العالمي، وتحسين مراكز المدن التاريخية، واستثمار المباني الأثرية المملوكة للدولة، والتعويض عن المواقع الأثرية ومباني التراث العمراني المملوكة للمواطنين التي تم نزع ملكيتها، والمقر من مجلس الوزراء الموقر مؤخراً، واستعادة الآثار الوطنية التي نقلت إلى الخارج بطرق غير مشروعة، وإقامة معارض كبرى في المملكة بالتعاون مع المتاحف العالمية، وأخرى خارج المملكة لروائع الآثار السعودية.
* العمل على تنفيذ خطة لتطوير المتاحف, تشمل تطوير المتحف الوطني بالتعاون مع اللجنة الاستشارية للمتحف، وتطوير ستة متاحف إقليمية قائمة، وإنشاء خمسة متاحف جديدة، وتطوير (14) مبنى أثري وتاريخي كمتاحف للمحافظات، والترخيص للمتاحف الخاصة ودعم أنشطتها، وتوقيع اتفاقيات بين المتحف الوطني وعدد من المتاحف العالمية، وإنشاء مجموعة من المتاحف المتخصصة كدار القرآن الكريم بالمدينة المنورة، ومتحف قصر حزام بجدة، والرفع بمشروع وطني متكامل لتطوير الحرف والصناعات التقليدية، وإنشاء خمسة مقار دائمة للحرفيين وثمانية أسواق شعبية بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية.
* ترشيح المملكة من قبل منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية لتكون مركزاً إقليمياً لبناء القدرات في مجال الإحصاءات السياحية وحساب الأثر الاقتصادي السياحي في منطقة الشرق الأوسط تقديراً للمستوى المتقدم الذي حققته المملكة في هذا المجال. كما حصلت الهيئة من المنظمة على جائزة (يوليسيس) الدولية في مجال الإبداع السياحي في المؤسسات الحكومية لبرنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي تنفذه الهيئة مع وزارة التربية والتعليم.
وأوضح سموه أن الهيئة، وبتوجيه من المقام السامي الكريم رفعت للدولة عدداً من مشاريع الأنظمة والقرارات المهمة لتنمية السياحة.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة كلمة نوه فيها بالنقلات النوعية التي حققتها الهيئة العامة للسياحة والآثار في سبيل تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي منتج في ظل الدعم الذي تجده من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.وقال سموه: يسرني نيابة عن راعي حفلنا هذا سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، أن أفتتح ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار للعام الثاني على التوالي، بالتعاون مع شركائها من القطاعين العام والخاص. ولا يفوتني أن أنقل لكم تحيات سموه الكريم وترحيبه بضيوف الملتقى وكافة المشاركين متمنياً لهم طيب الإقامة، وللملتقى التوفيق والنجاح.وقال سموه يأتي هذا الملتقى، وفي ظل ما تحقق للمملكة من نمو اقتصادي كبير ولله الحمد، للتأكيد على اهتمام الدولة وحرصها على تنمية صناعة السياحة وتطويرها، ولتكون إحدى دعائم مسيرة التنمية الشاملة، وتنويع مصادر الدخل ورفع معدلات النمو، وزيادة فرص العمل للمواطنين وفتح مجالات جديدة للاستثمار.
وأوضح سموه أن للسياحة فوائدها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي وسيلة مهمة تُسهم في تعريف المواطنين بما تزخر به بلادهم من مقومات وإمكانات طبيعية وحضارية وتراثية، وتساعد على تلاحم المجتمع وترابط أفراده، وتوطيد روح المواطنة لديهم، وتنمي اعتزازهم بثقافتهم.
واضاف سموه قائلا: إن اجتماعكم في هذا الملتقى ينبع من إيمانكم بأن السياحة قطاع استثماري واعد، يتطلب تنسيق الجهود وتبادل الخبرات والعمل بمهنية عالية. ثم قام سموه بتكريم رعاة الملتقى.