حمل أسبوع المرور الخليجي هذا العام شعار (لا تتصل حتى تصل)، فهل أكثرنا يدرك الرسالة التي تضمنها هذا الشعار، وهل أكثرنا على استعداد لتأجيل اتصالاته الهاتفية لحين انتهاء مشواره المروري ومغادرته سيارته؟ أشك في ذلك!!
وهل نعلم أنه بسبب استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة، فإن أعداد الحوادث المرورية لدينا في تزايد؟!
وهل نعلم أن الكثير منا لا يكتفي بإجراء مكالماته الهاتفية أثناء القيادة وإنما يتجاوز ذلك ليقرأ أو يكتب رسائل نصية أو يقوم بتخزين أرقام جديدة في هاتفه! أيضاً هل نعلم أن استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة يمثل نسبة كبيرة من أسباب الحوادث المميتة، وأنه يضاعف وقوع الحوادث بنسبة 400%، وهل نعلم أن استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة يمثل سبباً أساسياً في تلك المجازر المرورية في طرقنا والتي تخلف 20000 قتيل سنوياً وتكلفة مالية تزيد عن الثلاثة عشر مليار ريال.
وعلى الرغم من كون استخدام الهاتف الجوال سبباً رئيسياً في الحوادث المرورية، مما يعني أنه يمثل خطراً على حياتنا جميعاً، إلا أن عقوبة ذلك لا تتجاوز المائة والخمسين ريالاً فقط.
خلاصة الأمر، أعداد ضحايا الحوادث المرورية لا تزال ضخمة بسبب استخدام الهاتف الجوال، وقد لا تتعدل تلك الأوضاع ما لم يتم إقرار عقوبات رادعة وما لم يتم تنفيذ تلك العقوبات فعلياً.
مجرد تساؤل، ما هو السبب الحقيقي الذي جعل أعداد الحوادث المرورية في تزايد إذا كانت جهود الإدارات المرورية قد تضاعفت للحد من أعداد تلك الحوادث؟ وما السبب في بلوغ أعداد المصابين والوفيات بسبب الحوادث المرورية لأرقام قياسية في الوقت الذي نلاحظ فيه تحسن الوعي المروري عما كان عليه في السابق؟ الإجابة بكل بساطة هي استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة.
الجدير بالذكر أن العقيد عبد الرحمن المقبل مدير مرور منطقة الرياض قد اعتبر استخدام الهاتف الجوال سبباً رئيسياً في الكثير من الحوادث المرورية المميتة التي وقعت بالعاصمة، مؤكداً أن ما نسبته 50% من الحوادث المرورية المميتة ترجع إلى استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة.