Al Jazirah NewsPaper Monday  13/04/2009 G Issue 13346
الأثنين 17 ربيع الثاني 1430   العدد  13346
بين قولين
التحذيرات المشوشة
عبدالحفيظ الشمري

 

ليس أكثر خطراً، وأقوى ألما من أن تكون التحذيرات الموجهة من قبل أفراد أو مؤسسات في المجال الطبي ذات مغزى غير مثالي، أو أهداف غير سوية قد تخرج هذه التحذيرات من كونها حالة صادقة للفت الانتباه لما هو مهم في حياتنا، إلى مجرد عبث، وتمرير رغبة ما أو تحقيق أهداف ربحية انتهازية.

فالتحذيرات في مجال تداول الأدوية، وبيع المستحضرات الطبية التي نرى الكثير منها اليوم وقد تم تداول قضاياها عبر وسائل الإعلام، والرسائل الإلكترونية، والمواقع، بل وحتى توزيع المنشورات، والقيام بنشر الإعلانات التي تحذر من هذا الدواء، أو ذاك، بغية التقليل من قيمة أي منجز طبي أو عقار جديد لسبب واحد هو إبعاده عن السوق، ليس لأنه ضار أو خطير، إنما يكمن في رغبة ما لإفساد تجارة من يقوم بتوريده، لأننا حقيقة في معركة مادية مسعورة لتصفية الحسابات بين بعض المتاجرين بصحة الناس، فهؤلاء ليسوا تجاراً في مجال توريد الأسمنت، أو بيع الحديد، إنما هو متاجرة فحسب بإكسير الحياة المتمثل في الدواء الذي تغلب أهميته ومكانته أحياناً الغذاء؛ لأن الدواء حقيقة بات عاملاً مؤثراً في حياتنا، وفي تكوين منظومة البقاء أصحاء مقاومين للأمراض والأسقام.

فالتحذيرات المضللة للقارئ، والمتابع، والمستهلك، ومن يبحث عن تطور نوعي جديد لأصناف الدواء في السوق، يجد أن مثل هذه التحذيرات لا تقف عند رغبة ما في مد جسور التواصل بين المستهلك البسيط وبين المجال الطبي والعلاجي، إنما لإخافته من هذا العلاج الجديد الذي يطرح في السوق، فالدهشة ستتملكك ربما بعد أقل من عام لأنك ستجد أن ذلك المستحضر الذي ظلت تحاك حوله التخمينات والحدسيات بخطورته، أو عدم ملاءمته قد عاد بنفس القيم، والمواصفات إلا أنه وضع بعبوة جديدة فقط.

أين دور وزارة الصحة في التحقق من هذه المحاولات وفي التحذير الذي قد يكون مبالغاً فيه؟.. سؤال يجب أن يستمر في غفوته؛ لأن (الشق) الطبي أوسع من الرقع التنظيمي؛ فقد استعصى على الراقع رتقه، ورفو خلله.

ربما نذكر بساطة العلاج قبل نحو خمسين أو أربعين عاماً حينما كان يأتي إلى بعض مناطقنا من مستشفى شركة (أرامكو) بجهود بعض العمال البسطاء، فكان يأتي مع المال البسيط الذي يرسل للأهل هنا وهناك في أرض الوطن، ليأتي (الآيدين)، و(الدجنان)، و(البنسلين) و(الأسبرين) وغيره، ولم يكن هناك أي وارد، أو طارئ في أمر البزنس، والتجارة على نحو ما نراه اليوم للأسف.

أخطر ما في الأمر حينما تكون المسائل كيدية، حيث يظهر المستأجرون أو الأجراء من قبل التجار في مجال العلاج من أجل خراب بيوت البعض!! وتدمير تجارة العلاج عند آخر، بل يجدر بنا أن نفرق بين من ينصحنا، ليبين الأخطار المتوقعة من هذا العلاج أو ذاك على نحو الظهور الضروري لبعض المختصين بكل جراءة أمام المشاهدين لكشف زيف هذه التجارة التي يراد فيها الكسب فقط.



Hrbda2000@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد