عند مطالعة بعض الكتب التراثية والموسوعات القديمة يجد القارئ أمراً دائماً في هذه الكتب، وهو ما عبّر عنه باعتذارات المؤلفين عن أي نقص في عملهم، لأنّ النقص لا يسلم منه كتاب سوى القرآن الكريم.
وأتذكر أنّ أحد الباحثين ألّف كتاباً بعنوان : اعتذارات الأئمة، جمع فيه نصوصاً ونماذج من اعتذارات العلماء في مطالع كتبهم واعترافهم بالتقصير.
ومع أنّ بعض هذه الكتب التي اعتذر مؤلفوها تُعَد من أمهات الكتب والمراجع العربية المهمة، إلاّ أنّ التواضع والاعتراف بالتقصير سمة في مؤلفيها.
وقد نشر في هذه الصفحة قبل عدّة سنوات مقال لطيف لأحد الزملاء بعنوان (الكتب المحظوظة) ويتحدث فيه عن كتب نالت نصيباً كبيراً من الشهرة والقبول.
كثير من المؤلفين الذين اشتهرت كتبهم وذاعت، يعلمون أنّ كتبهم لقيت قبولاً كبيراً وبعضهم لمس ذلك من خلال التعليقات على كتابه في حياته، ومع هذا وذاك لم يبتعدوا عن عبارات التواضع ونكران الذات، وكأنهم بذلك يوجهون رسالة تربوية لجيل كبير من المؤلفين فيما بعد يرون في كتبهم المنقذ للأجيال ونقطة التحول في مسيرة الثقافة والتاريخ الحديث.
لا يعاب المؤلف أن يبتهج بصدور كتابه فهذا سمة في البشر، لكن ما لا يقبل أن يرى المؤلف في كتاب ما لا يراه السابقون في كتبهم ولا اللاحقون!!
للتواصل :فاكس - 2092858
Tyty88@gawab.com