ما ورد في اعتراف زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله بأن سامي شهاب ينتمي للحزب، وأنه مفخرة أمر يدعو للاستغراب حقا!. فسامي شهاب الذي أعلنت مصر عن اعتقاله مع آخرين خططوا لتنفيذ أعمال إرهابية في مصر كان -حسبما اعترف نصر الله بكل جرأة وتفاخر- يقوم بعمل لوجيستي فقط على الحدود لصالح الفلسطينيين واعتبره مجرد (عتال) لدى الفلسطينيين. ومصدر الغرابة أولا أنه إذا كان الوضع الفلسطيني يقلق نصر الله كثيراً، فأين كان الحزب إبان العدوان الإسرائيلي على غزة؟!. لقد كانت فرصة كبيرة للحزب بأن يثبت إخلاصه للقضية الفلسطينية، وأن يقدم التضحيات التي طالما تمناها.
بل إنه سارع بسرعة البرق إلى نفي علاقته بالصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من لبنان إبان العدوان على غزة!!، حتى لا يتورط في الحرب!.
ونتساءل، هل اعتراف نصر الله سيعطي المبرر لإسرائيل لأن تقوم بعمليات عسكرية ضد الحزب، طالما أنه يقدم الأسلحة لأبناء غزة؟. أم أن نصر الله في غمرة التحدي للشقيقة الكبيرة مصر أنساه هذا الاحتمال؟!. ومن مصادر الغرابة أيضا أن زعيم حزب الله يقر بكل وضوح وبدون مواربة ولا خجل بأنه يعمل على أرض دولة ذات سيادة، ويعطي لنفسه الحق الشرعي في ذلك وبكل تحدي لمصر هذه الدولة الكبيرة التي يؤكد أحد مسؤوليها بأسلوب تهكمي بأن مصر ليست (وكالة من غير بواب)!.
طبعا هذا إذا كان ما يقوله نصر الله صحيحا من أن الخلية التي قبضت عليها في مصر هدفها ليس القيام بأعمال إرهابية في مصر، أما إذا أثبتت التحقيقات ذلك، فإن لمصر كامل الحق في أن تدافع عن أمنها وأمن مواطنيها بالطرق والوسائل المشروعة لأية دولة لحماية أمنها الوطني.
****