Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/04/2009 G Issue 13345
الأحد 16 ربيع الثاني 1430   العدد  13345
السياحة الجيولوجية في المملكة رافد للاقتصاد الوطني

 

تعتبر السياحة من أهم الروافد الاقتصادية لكثير من الدول في العالم وترتقي بمستواها بالقدر الذي توليه الدولة اهتماماً بتنشيطها وتطويرها وإنشاء البنية التحتية الداعمة لها والذي يعود بالمحصلة عليها بمحتوى استثماري وشريان اقتصادي داعم لها، كما أن بعض البلدان تعتمد على السياحة كأساس لدخلها القومي، والغالبية العظمى من سكان العالم تميل للسفر بحثا عن مناخ مناسب أو زيارة بعض الأماكن الأثرية، أو... أو... وبما أنني كتبت قبل إنشاء هيئة السياحة في بلادنا منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً مقالاً نشر في جريدة الرياض بعنوان (أحد الطرق لزيادة الدخل القومي) بتاريخ 18- 10-1996م وفيها دونت بعض الأفكار عن السياحة الدينية وذكرت (أنه يمكن تنظيم رحلات لزيارة الأماكن المقدسة والأماكن التاريخية والأثرية في المملكة العربية السعودية على طول أيام السنة للمسلمين من شتى بقاع المعمورة لمدة أسبوع أو أسبوعين أو شهر شاملة جميع النفقات من قيمة التذاكر والإقامة والتنقل يقوم فيها الزائر (السائح) بزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة وأداء شعائر العمرة، كما يقوم بزيارة بعض الاماكن وكذلك مواقع الغزوات الإسلامية مثل موقع غزوة بدر وغزوة الخندق وغزوة أحد والأماكن التاريخية الأخرى مثل سوق عكاظ وغيره وبعض المساجد الإسلامية القديمة مثل أول مسجد بني في الإسلام وهو مسجد قباء في المدينة المنورة، وترتيب زيارات للأماكن الأثرية مثل مدائن صالح والربذة ودرب زبيدة، أي ترتيب زيارات لا يمكن أن ينساها أي مسلم يأتي لديارنا بقية عمره، وطلبت من أصحاب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة وأمير منطقة المدينة المنورة وغيرهم من الذين يهمهم الأمر في ذلك الوقت تبني الفكرة، والتفكير في إنشاء وزارة للسياحة تتولى تلك الأمور وتعنى بالسياحة في بلادنا.

وتحققت الفكرة، وأنشئت هيئة السياحة العليا في 12-1- 1421هـ وعين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمينا عاما لها وفقه الله.

والسياحة في المملكة تختلف عن السياحة في الدول العربية الأخرى، حيث يخيم عليها الطابع الديني أي أنها (سياحة دينية)، الهدف الأساسي منها هو استقطاب المسلمين من شتى أنحاء العالم للحج والعمرة، وكذلك استقطاب الجاليات الأخرى للتعرف على التراث والفولكلور والطبيعة في السعودية.

واليوم تعتبر السياحة الدينية الرافد الثالث لاقتصاد السعودية، كما يتوقع أن تستقبل المملكة 10 ملايين معتمر بحلول 2020، إجمالي إنفاقهم المتوقع نحو 16 مليار ريال.

كما أنني لاحظت أن الكثيرين في المملكة هجروا الزراعة والمزارع لأنها أصبحت تشكل عبئا ماليا عليهم، فكتبت مقالاً عن كيفية تشجيع السياحة الداخلية، بالتفكير في تنشيط (السياحة الزراعية) حتى يستفيد أصحاب المزارع ويجد الناس أمكنة هادئة يقضون فيها أجازة قصيرة، وذلك في مقال نشر في جريدة الجزيرة بتاريخ 18-9- 2007 وعنوانه (السياحة باستخدام المزارع أحد الطرق لتوفير البلايين) واليوم نرى ذلك النوع من الاستثمار السياحي بدأ في الانتشار في كثير من مزارع الأحساء والقطيف وبعض مناطق المملكة الأخرى.

وحديثا طلب مني صديق أن أكتب مقالاً له علاقة بالجيولوجيا، وبالذات بموضوع عن جيولوجية المملكة العربية السعودية الذي درسته سابقاً في جامعة الملك سعود، حيث قمت مع طلابي بزيارة الكثير من المناطق الجيولوجية في جميع أرجاء المملكة على مدى 38 عاما متوالية، لذلك قررت أن يكون هذا الموضوع عن (كيفية رفد السياحة الجيولوجية للاقتصاد الوطني)، التي تعتبر فرعا رئيسا لصناعة السياحة ذات المزيج العلمي البحث في قالب ترفيهي ترويحي مميز، وأكون بذلك قد أديت ولو جزءاً بسيطاً من واجبي، بمحاولة مساعدة هيئة السياحة في بلادنا للتعريف بجيولوجية بلادنا وزيادة معرفه وثقافة المواطن بهذا النوع من السياحة الداخلية.

والمعروف أن السياحة الجيولوجية نوع من السياحة التي يمكن لبلادنا أن تكون رائدة فيها بسبب احتوائها على متحف جيولوجي طبيعي فريد من نوعه، ويعود ذلك لأن صخور وجبال المملكة متكاملة السجل ومنكشفة ولا تغطيها الأشجار والنباتات كما هو الحال في كثير من بلاد العالم، ولذلك يمكن مشاهدة تاريخ متكامل لمراحل تكون الجزيرة العربية، وهذا بحد ذاته شيء فريد لا يتوفر في أي مكان من العالم.

وبما أن طلاسم التاريخ وأسرار ومراحل الاحقاب الجيولوجية برزت كعناصر جذب ذات قيم تاريخية وعلمية ومادة تثقيفية تجتذب الملايين من السياح وبالتالي أصبحت مصدر دخل آخر للدول، ويتعدى الأمر ذلك بتخصيص متاحف متخصصة لعرض تسلسل التاريخ الطبيعي الوطني في أغلب بلدان العالم، ومع تطور وسائل النقل والتنقل والاتصال على نحو مكن السياح من الوصول وزيارة المناطق ذات التكوينات الجيولوجية الاستثنائية والصخور المكتشفة واستحداث ما يعرف بالحدائق الجيولوجية التي بلغ عددها حتى الآن 54 حديقة حول العالم تنتشر في 17 بلداً، وللعلم مصطلح (الحدائق الجيولوجية) يشير إلى الاراضي التي بها تكوينات جيولوجية فريدة وتعد نموذجا لتاريخ تطور جيولوجي محدد، وتقترح كل حديقة جيولوجية وطنية عنصراً تثقيفياً وافياً لمساعدة الزائرين على فهم تطور المناظر الطبيعية المحلية.

والحدائق الجيولوجية شكلت نقاطاً تنافسية باستقطاب ملايين السياح لمشاهدة مناظرها ذات الجمال الطبيعي من تشكيلات صخورها وتكويناتها العجيبة، وتحمل أراضي المملكة المئات من المواقع التي يمكن أن تكون حدائق جيولوجية من بينها مناطق تحوي الملايين من الأحافير (بقايا وآثار الحيوانات والنباتات البحرية والقارية القديمة المندثرة) من العصور الجيولوجية المختلفة، وخاصة تلك المميزة لحقب الحياة المتوسطة التي عاشت ما بين 70 و225 مليون سنة ماضية.

وبجانب ذلك يجب أن يعرف الجميع أن المملكة تتمتع بموقع فريد وطبيعة جيولوجية خلابة تفرض فيها التشكيلات الجيولوجية نفسها، حيث تتكشف فيه سجلات صخرية لمعظم العصور الجيولوجية نفسها، حيث تتكشف فيه سجلات صخرية لمعظم العصور الجيولوجية بدءاً من صخور القاعدة التي تشكل (صخور الدرع العربي) من دهر الحياة الخافية (800 -550 مليون سنة) وتمثل صخور الدرع العربي - النوبي الذي يصل عمره إلى مليار ومائة مليون سنة، تعلوها صخور دهر الحياة الظاهرة (حقبة الحياة القديمة والمتوسطة والحديثة) والتي يمتد عمرها من 550 مليون سنة وحتى وقتنا الحاضر.

ولا شك أن التنوع الفريد للسجلات الصخرية في المملكة يعد إرثاً جيولوجياً يمكن وضعه على خريطة المملكة السياحية وهذا يتطلب إنشاء متنزهات جيولوجية على قمم جبال المملكة وبين أوديتها لتوعية وتثقيف الجمهور بأهمية السياحة الجيولوجية، هذا التنوع الفريد في المظاهر الجيولوجية المثالية والتي تجملت بألوانها الزاهية، وكذلك وجود الصخور النارية والمتحولة في منطقة الدرع العربي في غرب الجزيرة العربية ومئات المناطق المتمعدنة فيه التي تحتوي أغلب المعادن، بجانب الصخور الرسوبية وتنوعها المنتشرة في وسط وشمال وشرق المملكة، وما تحتويه من الأحافير النادرة في الصخور البحرية القديمة والمميزة لكافة العصور الجيولوجية في المملكة بجانب الأشجار المتحجرة المميزة للصخور الرسوبية القارية القديمة.

ومن أهم عناصر السياحة الجيولوجية في السعودية ما يلي:

1- جبل طويق الجوراسي العمر، الذي تكون ما بين 180 - 135 مليون سنة ماضية، والذي يمتد لأكثر من ألف كيلو متر واندفانه شمالاً في شمال الزلفي وجنوباً عند المندفن جنوب شرق وادي الدواسر من أجمل ما يستمتع به الجغرافيون ويسعون لرؤيته وتصويره، وأتذكر عندما كنت عميداً لكلية العلوم، أن زار المملكة أحد أساتذة الجغرافيا المرموقين الألمان من جامعة تيوبنجن ليشاهد مواقع اندفان جبل طويق ليكتب عنه، ومشاهدة الاشكال الجيومورفولوجية الساحرة المنتشرة على طوله.

ولا بد من التنويه عن الأشكال الجيومورفولوجية الساحرة لصخور الميوسين لجبال برقاء الركبان غرب الأحساء التي تكون لوحات فريدة رائعة المنظر أيضا والمغارات فيها مثل مغارة (قاره) ولذلك يمكن أن تشكل هاتان المنطقتان حدائق جيولوجية.

والكهوف في بلادنا تسمى أيضا (الدحول) إذا كانت داخل الأرض، وتسمى بالكهوف إذا كانت بارزة على وجه الأرض، وهي تتكون نتيجة إذابة الماء عموما للصخر الجبسي السريع الذوبان المتطبق مع الطبقات الجيرية في باطن الأرض فترات طويلة من الزمن، وينتج تكهف وحفر منهارة (دحول)، وللعلم يوجد حوالي ثلاثة آلاف دحل في الصلب بالصمان على بعد 20 كم عن مركز شوية التابع لمحافظة رماح، على بعد 150 كلم شمال شرق الرياض، كما توجد في مناطق أخرى مثل منطقة الجوف والأحساء وغيرها من مناطق المملكة.

وننصح المرتادين لتلك المناطق بأخذ الحيطة وعدم السرعة عند التجول بالسيارة في مناطق الدحول، لأن بعض هذه الدحول لا يبعد عن مثيله إلا عدة أمتار وتشكل فتحاتها الصغيرة الغير واضحة أحيانا خطرا على السيارات العابرة لعدم وضوح معالمها، التي هي في الغالب عبارة عن فتحة صغيرة قد لا تتجاوز مساحة فوهة الدحل واحد متر مربع، ولكنها تتحول إلى ما يشبه المنزل متعدد الغرف، تمتد من أعلى إلى اسفل عموديا في حدود قد تصل إلى 14 مترا ثم تأخذ طريقها أفقيا إلى مسافات قد تصل في بعض الأحيان لأكثر من كيلو متر والكثير منها يتعرج مساره مما يصعب على أي مغامر النزول والعودة إلى مكان الخروج، لذلك ننصح لمن هو غير مستعد وغير متدرب بعدم مواصلة السير فيها مما قد يسبب الضياع وعدم معرفة طريق الخروج، ولهذا قد يحدث وفيات للجهلة من مرتاديها، وكذلك ننصح بعدم اقتراب الأطفال منها، فقد تحدث مآسٍ لا قدر الله.

ونظراً لما تتمتع به الدحول من اختلاف أشكالها وتكويناتها الجمالية ونظرا لوجودها في مناطق برية جذابة، لذلك يجب دراسة الاستفادة منها في مجالات وطنية متنوعة مثل استخدامها كمخازن طبيعية استراتيجية أو كمناطق جذب سياحي تقوم على أساسها عملية تطوير للمدن والقرى من حولها، وتحتاج الدحول في منطقة الصمان إلى تطوير وتحسين مداخلها على سبيل المثال لتحويلها إلى منطقة سياحية، هذا بجانب أن الصمان يتحول إلى حديقة كبيرة خضراء عند سقوط الأمطار مما يساعد على نجاح مشروع سياحي فيها كمشروع استثماري مربح، لذلك تعد الكهوف من الناحية الاقتصادية ثروة وطنية يجب الاستفادة منها، وتطويرها والدعاية الجيدة لها عالميا، قد يشجع على مجيء أعداد كبيرة من السواح والعلماء ومحبي المغامرة والاستكشاف لزيارتها، وللعمل تقدر أرباح سياحة الكهوف في العالم بحوالي 800 مليون دولار سنويا.

وللعلم يوجد في بعض الكهوف سجل تفصيلي عن المناخ السابق وبقايا أنواع الحيوانات وبذور وحبات اللقاح للنباتات التي كانت تعيش في الماضي، حيث توفر دراسة العظام وبذور النبات وحبوب اللقاح في التربة السطحية داخل الكهوف، معلومات حول أنواع الحيوانات والنباتات التي كانت سائدة في الماضي القريب، كما تعتبر مغامرة اكتشاف الكهوف من أحب الرياضات لدى المغامرين والمستكشفين وعلماء الأنثروبولوجي بسبب أنهم يبحثون عما يمكن أن يكون قد تركه الإنسان القديم في تلك الكهوف من بقايا، كما أن بعضها يتميز بصواعدها وهوابطها الجميلة والبديعة المنظر.

وتتفاوت أحجام تلك الكهوف عمقاً وسعة، وقد يصل عمق بعضها إلى أكثر من 500 متر، وفي بعضها أكوام كبيرة لعظام حيوانية، تحتاج إلى دراسات أنثروبولوجية، والواجب دراستها قبل أن تعبث بها أيدي الجهلة من المرتادين لها، وللأسف هناك إهمال وتخريب تتعرض له بعض الكهوف، حيث يعمد بعض مرتادي البر عن جهل إلى رمي النفايات والحيوانات النافقة فيها.

وتوجد الكهوف أيضا في مناطق البراكين (الحرات) مثل تلك الموجودة في حرة (الحرة) شمال سكاكا أو في بعض الحرات الأخرى، وقد تم اكتشاف أكبر كهف في الوطن العربي (أم جرسان) بحرة خيبر طوله 1500 متر وأقصى ارتفاع فيه 12 مترا وعرضه 45 مترا، حيث يحتوي بداخله على موجودات أثرية من جماجم بشرية وعظام لحيوانات مفترسة وكتابات يعود تاريخها لآلاف السنين، ومن بين هذه العظام أجزاء لحيوان الوحش البقري الذي انقرض منذ ثمانية آلاف سنة، فضلا عن حيوانات مفترسة محنطة طبيعيا نتيجة وجودها داخل الأجواء الطبيعية في الكهف، كما وجد من بين الآثار الموجودة داخل الكهف أوان منزلية مصنعة من الحجارة، وللعلم تبلغ درجة الحرارة صيفا داخل الكهف 24 درجة مئوية وخارجه 50 درجة مئوية.

واستكشاف الكهوف في المملكة يعتمد على تحديد مواقع الكهوف ودراستها من قبل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ومسحها من الداخل قبل رسم الخرائط لها وأخذ عينات صخرية وعضوية مثل العظام وغيرها الموجودة داخل الكهف، وتحليل المياه إن وجدت، وقياس درجات الحرارة والرطوبة، وتحديد مدى إمكانية تسجيلها ككهوف سياحية.

ومن المواقع الجيولوجية في الشمال موقع (غار العمة) في مدينة القريات والعيون الكبريتية في قرية كاف وقرية عين الحواس وأماكن استخراج الملح في القريات التي يمكن تطويرها سياحيا.

ولمزيد من المعرفة عن الكهوف والدحول ننصح بقراءة كتاب من إعداد المساحة الجيولوجية السعودية بعنوان: (الكهوف الصحراوية في المملكة العربية السعودية).

وفي وقت يشهد نمط سياحة الاستشفاء اهتماما واسعا من شريحة كبيرة من السياح على المستوى الإقليمي والمحلي، يتم تطوير مشروع العيون الحارة بالخوبة جنوب شرق مدينة جازان بمسافة 70 كم، وعلى ارتفاع 160م من منسوب سطح البحر من قبل هيئة السياحة، ويشتمل الموقع على عدد أربعة عيون متدفقة تقع داخل حفرة طبيعية على شكل حوض بيضاوي الشكل بطول 16م وعرض 12م وبعمق 5.5 م وتتراوح درجات حرارة المياه الخارجة من هذه العيون بين 58-75 درجة مئوية، وتصب مياه هذه العيون في وادي خلب عبر مجرى طبيعي.

وتتميز المنطقة بطابع بيئي جميل، تتنوع بتضاريس مميزة من الغطاء النباتي والجبال الشاهقة، والأودية المنحدرة والتلال والسهول، أكسبت الموقع تميزاً فريداً، ويعد موقع المشروع أحد المواقع المميزة والمعتمدة لتطوير السياحة الاستشفائية في المنطقة، بجانب عين الحارة في الأحساء إذا لم تكن قد جفت، والعيون الكبريتية في قرية الكاف والحواس في منطقة القريات.

أما في منطقة الدرع العربي فتنتشر المناطق البركانية والمسماة الحرات والتي تنتشر عليها مئات البراكين الخامدة، والحرات المنتشرة في الدرع العربي هي من الجنوب إلى الشمال: حرة السراة، البرك، البقوم، النواصف، هادان، الكشب، رهط، حلة أبو نار، خيبر، العويرض، الشامة والحماد، وتحوي حرة رهط وحدها حوالي (700) مخروط بركاني، كما أن حرة رهط صنفت من قبل الهيئة العليا للسياحة، كأول متنزه جيولوجي في المملكة يمثل (متحفا بركانيا مفتوحا) ضمن مشروع (حماية المعالم الجيولوجية) في المملكة كما تعتبر تلك المناطق مدارس فريدة من نوعها لدراسة جيولوجيا البراكين، حيث تحتوي على جميع أنواع الصخور البركانية والتشكلات والفوهات والأنفاق البركانية وهي أمثلة فريدة عظيمة لدارسي علم البراكين.

كما تتميز جزيرتنا العربية بوجود مناطق رملية عظيمة، فهذه رمال النفود الكبير شمال حايل والربع الخالي يعتبر أكبر جسم رملي متصل في العالم بسحره وخفاياه وما يحتويه من أسرار، ويوجد جنوب غرب العبيلة أحد مواقع ارتطام نيزك بالأرض تسمى (الحديدة) والموقع فريد من نوعه في الربع الخالي حيث من المتوقع أن يجذب علماء النيازك لمحاولة اكتشافه والبحث عن آثار الارتطام وبقاياه، هذا بجانب مناطق الرمال الأخرى مثل الجافورة والدهناء، وتلك الأجسام الرملية جذبت سياحة رياضة السباقات والراليات التي يمكن أن تكون عالمية.

وهناك ظاهرة ورود الصحراء شمال أبقيق والتي تعتبر بقايا بحيرة تشكل فيها معدن الجبس على هيئة وردود تسمى (ورود الصحراء).أما مناطق الأشجار المتحجرة في القصيم التي تعود للعصر البرمي منذ أكثر من 240 مليون سنة وكذلك الموجودة شرق مدينة الرياض والتي يعود عمرها للعصر الطباشيري لأكثر من 70 مليون سنة فتدل على أن جزيرة العرب كانت خضراء في تلك العصور هذا بجانب مناطق كثيرة ليس هنا مجال لذكرها وتعتبر تلك المناطق من المناطق الواعدة لتطوير السياحة الجيولوجية في السعودية، وتستمد هذه المواقع جاذبيتها من التنوع الفريد للسجلات الصخرية والتي تعد إرثاً جيولوجياً يمكن وضعه على خريطة المملكة العربية السعودية السياحية.وهل تصدقون أن جزيرة العرب مرت عليها عصور جليدية تركت وراءها رواسب جليدية موجودة في وديان جليدية قديمة مثل تلك الموجودة حاليا في شمال كندا وشمال أوروبا، وتلك الرواسب الجليدية تكونت في العصر الأردوفيشي في منطقة القصيم منذ ما يقارب من أكثر من 440 مليون سنة وهي تعتبر من الأمثلة النادرة للعصور الجليدية القديمة.أما البحر الأحمر الذي يعد محيطاً بدائياً بمياهه الدافئة وشواطئه الفريدة الخلابة وخلجان المتنوعة، وما يحتويه من شعاب مرجانية وأسماك متنوعة مختلفة الألوان له سحر سياحي فريد.








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد