الجزيرة - الرياض:
لم تمضِ أيام طويلة على تحذيرات أطلقها اقتصاديون عبر (الجزيرة) قبل أسبوعين من تراكم مخزون الإنتاج المحلي من الإسمنت بنهاية 2009م قبل أن تقرر شركة أسمنت المنطقة الشرقية إيقاف أحد خطوط الإنتاج الذي ينتج 3500 طن يومياً وعزت الشركة قيامها بهذه الخطوة لتنفيذ صيانة دورية في ظل تراكم المخزون بشكل كبير نتيجة لاستمرار قرار حظر تصدير الأسمنت والكلتكر وقالت الشركة: بهدف الاستفادة قدر الإمكان من هذه الظروف السلبية قررنا إجراء صيانة طويلة لأحد خطوط الإنتاج القديمة وستستغرق أعمال الصيانة ما يقارب أربعة أشهر ولم تخفِ الشركة رغبتها بإعادة النظر في تقليص فترة الصيانة لخط الإنتاج متي ما استجد جديد بشأن التصدير.
وقد حذر خبير اقتصادي عبر الجزيرة من تراكم مخزون الإنتاج المحلي من الإسمنت 50 مليون طن بنهاية 2009م في ظل استمرار إيقاف التصدير وبرر أستاذ الاقتصاد بجامعة الإمام الدكتور سعود المطير ذلك لتكدس المعروض بالمصانع وأبان أن عدداًَ كبيراً من شركات جديدة حصلت على تراخيص لإنتاج الإسمنت ستواجه إشكالية تكدس منتجاتها وقد لا تبدأ نشاطها في ظل الأزمة الحالية.
ودعا المطير وزارة التجارة بفتح التصدير خصوصاً في هذه المرحلة التي تقوم خلالها بعض دول الخليج باستيراد الإسمنت من دول أجنبية على الرغم من توفر ووجود فائض في السوق السعودية، وأضاف: إيقاف التصدير يتعارض مع أولويات منطقة التجارة الحرة لدول المجلس والتي تسعى لإزالة كل العوائق التي تمنع أو تحد من انسياب السلع والخدمات فيما بينها، كما أنه يتعارض مع السياسة الاقتصادية في البلد في تنويع مصادر الدخل ويقلل من مشاركتها في الإنتاج المحلي الإجمالي.
كما أن غرفة الرياض قد أكدت بأن الصادرات السعودية تواجه معوقات ومصاعب أثرت على فاعلية مساهمة قطاع الصادرات بشكل أفضل في دعم الاقتصاد الوطني حيث أكد رئيس لجنة الصادرات بالغرفة أحمد الكريديس علي أهمية التحرك السريع لمواجهة تلك المعوقات مبينا أن الغرفة تسعى إلى بلورة رؤى إستراتيجية لتعزيز وضع الصادرات السعودية على خارطة السوق الإقليمي والعالمية.
وكانت وزارة التجارة قد طلبت من المستثمرين تخفيض سعر كيس الإسمنت لعشرة ريالات إذا رغبوا في تصديره للخارج، وكانت الوزارة متفهمة وجود فوائض في إنتاج الإسمنت غير أن هذا الطلب لم يجد قبولاً من المستثمرين كون منظمة التجارة العالمية التي تعتبر المملكة أحد أعضائها تعتمد بأسعارها على العرض والطلب وشهدت الصادرات السعودية انخفاضا خلال 2008 بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية.