ما كانت تفعله الأنظمة والأحزاب العربية في حقبة الستينات من القرن الماضي التي وَّلت والتي كانت تعلق (قميص فلسطين) وترتكب الموبقات السياسية والسلوكية وترجع كل الأخطاء مدعية بأن الدافع وراء كل ذلك هو خدمة القضية الفلسطينية.
تلك المرحلة وَّلت من المسلك العربي بعدما كشفت الجماهير العربية تلك الأعذار، ولكن ما عافته الأنظمة العربية الانقلابية والأحزاب القومية واليسارية ورثته وتفعله الآن جماعات التسيس الديني التي أفرزت نظامين أشد شراسة ونفاقاً من أنظمة الحقبة الستينية ذات التوجهات القومية واليسارية. فنظام طالبان الذي تمت تصفيته في أفغانستان وقضي على محاولات إحيائه في بعض أجزاء العراق، والنظام الآخر فهو نظام الملالي في إيران، وجدا في القضية الفلسطينية مبتغاهما وهذا النظامان يرفعان (قميص فلسطين) ناسبين كل فعلة شينة بأنها تهدف لدعم (الجهاد) لتحرير فلسطين.
ابن لادن والظواهري يحرضان شباب الأمة، ويحشوان رؤوسهم بالأفكار الضالة، ويدفعونهم للخروج على حكوماتهم وهجرة بيوتهم للإقامة في المغارات والجحور وتنفيذ الأعمال الإرهابية وقتل الأبرياء في المملكة العربية السعودية واليمن ومصر من أجل تحرير فلسطين.. رغم أن الضحايا سعوديون ومصريون وليسوا إسرائيليين..!!.
نظام الملالي في طهران (الطبعة الشيعية) للتطرف والغلو يسلك نفس المسلك فينشر عناصر إرهابية تم تدريبها على أرض إيران وفي الأماكن التي أصبح لأتباعه نفوذاً فيها كلبنان والعراق وجيب الحوثيين في شمال اليمن.
فهذا النظام يحتضن ويرسل فرقاً إرهابية يخطط لها، بل يقود بعض مليشياتها ضباط مخابرات إيرانيون، وقد نفذت العديد من الأعمال الإرهابية في بعض الدول العربية وبعضها تم الكشف عنها والقبض على عناصرها مثلما حصل في مصر.
وخلية (المغارة) التي كشفتها أجهزة الأمن في المملكة العربية السعودية في إحدى المغارات عند الجبال الحدودية مع اليمن لإحدى الفرق الإرهابية التي أعدتها ودربتها المخابرات الإيرانية بالتعاون مع من خانوا وطنهم في اليمن ممن يطلقون عليهم (الحوثيين) نسبة لكبيرهم الحوثي الذي التجأ إلى الجبال في محافظة صعدة عند الحدود مع المملكة متلقياً من إيران الأسلحة والمال ليقيم (جيباً) (تخريبيًا) يحشد من خلاله عناصر الشر لتخريب أمن دولتين عربيتين اليمن والسعودية، ويقيم مكاناً لإيواء الشباب السعودي واليمني المخطوفين فكرياً لاستغلالهم في محاربة بلدانهم وأهلهم بعد غسيل أدمغتهم بأفكار مضللة تتعارض مع جوهر العقيدة الإسلامية وإيهامهم بأن تحرير فلسطين يمر عبر الرياض وصنعاء..!!.
في الذاكرة كثير من الوقائع والأحداث الأليمة التي تؤكد عمالة الجماعات والأحزاب التي جنّدها ودربها نظام الملالي في إيران سواء في جنوب لبنان أو في بلدان عربية أخرى.. وكلّنا نتذكر حادثة تفجير الخبر.. إلا أننا تجاوزنا كل ذلك من أجل الحفاظ على علاقات جوار طيبة، ولكن لأن صاحب الطبع لا يغير طبعه، فها هم ينشرون عملاءهم في جحور ومغارات الجبال.. وفي أماكن أخرى.. وتشاء حكمة الله أن تفضحهم، فتسبق أجهزة الأمن أشرارهم وتحبط خططهم الإجرامية ومع هذا لا يزال المحرض على نشر الإرهاب وتخريب أمن واستقرار العرب يمارس شروره وإجرامه مستثمراً صبر وحكمة وسمو القادة العرب الذين وإن ضاقوا ذرعاً بأفعال هؤلاء الأشرار واستغلالهم لقميص فلسطين بعد أن زادت أفعالهم المشينة، وبعد تواصل كشف أفعال هؤلاء الإرهابيين وتوالي الاعترافات وتجميع القرائن مما قد يدفع أكثر الحكماء صبراً على مواجهة هذا الشر بالبتر.. فلقد عانت الرياض وصنعاء والقاهرة والرباط كثيراً من توظيف نظام الملالي للمنحرفين فكرياً والمجرمين وتسخيرهم لخدمة مخططات هذا النظام الذي يسعى لإعادة (إمبراطورية الطائفية) على حساب أرض العرب.. وهو ما يتطلب وقفة عربية جماعية وليست (هبّات) فردية كالذي قامت به المغرب.. ومصر الآن.. فالقضية أصبحت استهدافاً للأمن القومي العربي وهو ما يتطلب مواجهة حقيقية ومكاشفة للنظام المخرب وللذين لا يزالون مغشوشين فيه ومن حملة الشعارات الذين لم يملوا من تعليق قميص فلسطين في غير مكانه.