Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/04/2009 G Issue 13345
الأحد 16 ربيع الثاني 1430   العدد  13345
المنشود
يوم مدرسي مفتوح بالعطاء والتضحية!!
رقية سليمان الهويريني

 

انتقدت في أكثر من مقال الأيام المفتوحة في المدارس، وعلمت فيما بعد أنها في مدارس البنين ذات أهداف نبيلة وأبعاد تربوية راقية، بخلاف الأيام المذبوحة أو المنفوخة في مدارس البنات التي يكون هدفها تجارياً بحتاً من خلال اهتمامها بالبيع على الطالبات.

أقول ذلك حين قرأت عن فعاليات اليوم المفتوح وما تضمنه من نشاطٍ هادف في ثانوية الإمام الألوسي بحي المنصورة في الرياض. وكان مقصده التوعية والتذكير بفضل أعظم فرائض الدين وعمود الإسلام وهي الصلاة، حيث كان شعار اليوم (صلاتي نجاتي).

ويعد ذلك النشاط الحيوي في ثانوية للبنين من الجهود والنشاطات المفيدة التي تذكر فتشكر للقائمين على المدرسة من إدارة ومعلمين، ممن يحرصون على إرساء قواعد الدين الحنيف ونشر الفضيلة وبيان الحق ونصح الطلاب وغرس مبدأ الإخلاص لله، والعمل للوطن ولولاة الأمر.

والجميل في ذلك اليومتنافس المعلمين نحو تحفيز أبنائهم الطلبة على أداء بفروض الصلاة والمحافظة عليها، حيث بذلوا أموالهم وأوقاتهم في سبيل تشجيع الطلاب، ورفع هممهم لأدائها في أوقاتها. والأجمل أنهم قاموا بذلك دون مراعاة لمسؤول أو إدارة! ولعلي في مقالي هذا لم أفسد عليهم سرية عملهم ونبل مقصدهم! ولو كنت حاضراً ذلك اليوم المشرق لرأيت بعض المعلمين وهم يفتحون محافظهم ليمنحوا أبناءهم الطلاب النقود، تماماً كما يفعلون مع أبنائهم!.

وما يؤسف له حقاً غبن جهود أولئك المعلمين وغيرهم ممن يتشرف بهم التعليم فعلاً، إذ تغفل وتهمش تلك الأنشطة ولا تكاد تذكر، ويتم التركيز على السلبيات الموجودة في كل قطاع، رغم أنها لا تشكل ظاهرة!

ولعلنا سمعنا وقرأنا عن الافتراءات والاتهامات التي تدَّعي دون دليل أنَّ المدارس منبع إرهاب وضلال، وتطلق التحذيرات من أنشطة المدارس التوعوية والفكرية، ويجد هؤلاء المشككون والمحبطون الفرصة للكتابة والحديث عبر كافة وسائل الإعلام!.

والحقيقة أن معظم مديري المدارس والمعلمين والطلاب مثال المواطن الصالح الذي يعمل لدينه ووطنه سواء من خلال الندوات والإرشادات التي يدرب الطلاب على إلقائها عبر أجهزة العرض المختلفة التي قد يوفرونها شخصياً لتعليم الصلاة بطريقة صحيحة، وكيفية أداء الفروض.

كما يحددون أوقاتاً لتجهيز وإعداد اليوم المفتوح بطباعة المنشورات والمطويات، ويلتزمون بالمواعيد المضنية من خلال الحضور المسائي خارج وقت الدوام سواء معلمين أو طلاب تبرعاً منهم وبلا تردد، ودون أن يرقبوا فضلاً أو شكراً من أحد. والرائع مشاركة أمهاتهم بتجهيز إفطار أوعشاء جماعي تضامناً مع المدرسة وبرامجها، شعوراً من الأسرة بفضلها عليهم بتعليم أبنائهم وتربيتهم في الوقت ذاته. والأروع هو مشاركة عمال المدرسة بجهدهم ووقتهم لإنجاح يومهم الساطع بالعطاء، فلا يكون حينئذ بمستغرب تكريم الإدارة لأولئك العمال القائمين على خدمة مدرستهم ونظافتها ممن يقضون أغلب وقتهم بين ركام النفايات فلا يعبأ بهم أحد.

إن الشعور بروح العائلة الواحدة داخل صرح تعليمي قائم على الإخلاص والتضحية والعطاء؛ لهو شعور يملأ النفس بالثقة والارتياح، لتكون المدرسة عندئذ جاذبة للقدرات، غير طاردة للطاقات، ممتعة غير متعبة.

rogaia143 @hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض: 11342





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد