تردد الأنباء حول تورط عثمان العمري مجدداً في خلية الـ 11 التي خططت لتنفيذ اغتيالات واعتداءات على رجال الأمن وحجز رهائن وسطو على البنوك وصلت مراحل تخطيطاتها لعمليات إرهابية لمستويات متقدمة، أثار فضول وذهول واستفهامات عدة من قِبل متابعين ومراقبين وتدعو إلى التدقيق أكثر في المتورطين في أعمال إرهابية قبل إطلاق سراحهم دون محاكمة، إضافة إلى سيرتهم الخاصة.
بعد أن استفاد من عفو ملكي سابق وسلم نفسه ليطلق سراحه وليمارس حياته بهدوء بعد أن تكفل سمو مساعد وزير الداخلية بمسكن وسيارة وراتب شهري له، اختفى عثمان العمري مرة أخرى في الكهوف على الحدود اليمنية كما ردد.
والعمري من مواليد عام 1387 في قرية الشبارق التابعة لمحافظة النماص، حاصل على التعليم الابتدائي، التحق بمدرسة سلاح الصيانة بالطائف، ليتخرج منها برتبة عريف فني.
وقد تزوج الأولى وانجب 4 أبناء، لينفصل عنها ويتزوج بأخرى انجب منها. وتدرج العمري في العمل العسكري حتى تقلد رتبة رقيب، وبعد فصله عمل كاتباً بمحكمة النماص ثم تقرر طي قيده، ليتجه بعد ذلك إلى التجارة البسيطة ويفتتح محلاً لبيع الخضار والفاكهة، ثم يختفي فجأة قبل أن تبرز أنباء حول تورطه في تهريب وبيع الأسلحة.
ليظهر اسمه كأحد المدرجين على قائمة الـ26 الإرهابية، قبل أن يسلم نفسه في عام 2004 للسلطات الأمنية، وهي القائمة الثانية التي أعلنت في بداية المواجهات والحرب ضد (القاعدة).
وها هو يرتد مجدداً للفكر الضال مرة أخرى، ليظهر اسمه مع إعلان الداخلية أنها عطلت نشاط خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة.
العمري كان من المستفيدين من برنامج المناصحة الذي شارك في تأهيله فقهاء وأطباء ونفسيون سعوديون، بهدف إعادته إلى جادة الصواب.
وهو برنامج حظي بإشادات كبيرة داخلياً وإقليمياً وعالمياً، وحقق نجاحات كبيرة، حيث استطاع تصحيح أفكار عددٍ من المتورطين في أعمال العنف والتنظيمات الجهادية، وفي مقدمتهم الأشخاص المعتنقون لفكر (القاعدة).
لكن ذلك لا يعني بأي حالٍ نجاح البرنامج المطلق، فقد حدث أن أفراداً تعرضوا لبرامج المناصحة واستفادوا منه، لكنهم عادوا إلى الفكر الضال، وإلى ممارسة أعمال عنف ومنهم من تسلل إلى خارج البلاد وساهم في تجنيد آخرين، صحيح أنهم لا يشكلون إلا نسبة محدودة جداً، لكن ذلك لا يعني أن نسلم بنجاحات برنامج حساس ويتعامل مع فئة غير عادية، ففي حالة العمري وغيرها الكثير المثير والغريب الذي يتطلب مراجعة البرنامج وإعادة تقييم مراحله التي يمر بها المؤهل خلال فترة إعادة التأهيل قبل أن يهتدي ويرتد ويعود إلى العنف وينقلب على البلاد والعباد.
إلى لقاء..