Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/04/2009 G Issue 13344
السبت 15 ربيع الثاني 1430   العدد  13344
إذا كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب
إعداد:خالد بن عبدالرحمن الطياش

 

كم هو رائع رافائيل بينيتز مدرب نادي ليفربول الإنجليزي وهو يرد على ذلك الصحفي الذي سأله عن فحوى الحرب الكلامية التي شنها عليه السير أليكس فيرغسون عندما قال (لا أرى أنها معركة شخصية بيني وبينه وأكن له كل الاحترام والتقدير).

** تلك الكلمات خرجت من المدرب الأسباني الحكيم الذي لم ينطق بكلمة واحدة من شأنها تشتيت ذهنه وذهن فريقه الذي تحدث عن أوضاعه في المباريات المُقبلة وطالب لاعبيه بالتركيز أكثر نظراً لصعوبة المنافسين وقوتهم رافضاً الدخول في أي صراعات صحفية مع السير الخبير.

** السير أليكس فيرغسون نقل المنافسة بينه وبين ليفربول بعيداً عن الملعب بهدف التشويش على أقوى منافسيه ليخلوا له الجو وينطلق نحو حصد الألقاب للسنة الثانية على التوالي وهو ما لم ينجرف وراءه بينيتز الذكي.

** فيرغسون بدأها مع بنيتيز عندما رفض العرض المُقدم له من ليفربول مطالباً بعقد أفضل وشامل على كامل الصلاحيات في التعاقد مع لاعبين يدعم بهم صفوف الفريق المرصع بالنجوم وهو حق مشروع لأي مدرب.. إلا أن فيرغسون حاول إثارة بينيتز عندما قال عنه إنه لا يرغب في التجديد مع الريدز ويرغب في الانتقال لتدريب ناد آخر.. وواصل التشويش عليه بأنه سيرهق خزينة ليفربول بشراء لاعبين جدد وهم يشتكون من مشاكل مالية.

** ولم يتوقف عند هذا الحد بل عاد للمقارنة للكيفية التي بُني بها فريقه والكيفية التي بُني بها فريق بينيتز وأن الأموال التي صرفها ليفربول تصل لضعفي ما صرفه المان يونايتد في إشارة واضحة إلى أن بينيتز يصرف أموال النادي بشكل مبالغ فيه.

** هل هي غيرة السير؟ أم تخوفه من تقوية ليفربول لصفوفه في المستقبل القريب؟ أم أنها حنكة المدرب الخبير الذي يهدف لهز ثقة المدرب الأسباني في نفسه حتى تهتز نتائج فريقه؟

** بينيتز قال بهدوء في أحد المؤتمرات الصحفية مؤخراً: أعتقد بأن فيرغسون خائف من ملاحقة ليفربول لفريقه في بطولة الدوري ويحاول أن يلعب على الأمور النفسية ليؤثر علينا.

** الأكيد أن من تأثر بهذه الحرب الكلامية -كما أُطلق عليها من قبل الإعلام الإنجليزي- هو السير أليكس فيرغسون وفريقه مانشستر يونايتد متصدر الترتيب العام والدليل هو الخسارة التاريخية التي تلقاها مانشستر يونايتد من ليفربول بالأربعة، واهتزاز نتائج الشياطين الحمر بالتعرض لهزيمتين متتاليتين بعدها وفوز صعب في الجولة الماضية جاء من عنق الزجاجة.. وأين؟ في الأولد ترافورد!.

** النقد موجه للهجوم غير المبرر الذي شنه المدرب فيرغسون.. وليس للفريق ونجومه الكبار وجماهيره الكبيرة الرائعة. أتمنى أن يركز السير على تحسين أداء فريقه والعودة لتحقيق الانتصارات دون عناء.

** كل تلك النقاط التي تحدثت عنها تعيدني لموضوع المقال وهو (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) وواقع الحال بين فيرغسون وبينيتز يثبت للمتابع الكروي كل ذلك.



Khaled_altayyash@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد