الجزيرة - عبدالرحمن السريع
في مفارقة ليست بغريبة ومشهد تكرر كثيراً في الآونة الأخيرة تسببت أم الكبائر (الخمر) في قضيتي قتل منفصلتين داخل مدينة الرياض.. الأولى وقعت بأحد أحياء وسط المدينة.. والثانية وقعت في وقت آخر بأحد أحياء شرق العاصمة.. واتفقت القضيتان في اجتماع الجاني والمجني عليه على شرب المسكر... وعندما ذهبت العقول وخامر المسكر العقل بدأ الشيطان في رسم خيوط الخلاف بين ندماء الكأس فطوعت لكل منهما قتل صاحبه.. فحدثت جريمة القتل في القضيتين.. شرطة منطقة الرياض ضبطت الجانيين وسلمتهما لجهات التحقيق...
أما الأولى فتمكنت فيها شعبة التحريات والبحث الجنائي من الإطاحة بالجاني بعد الغموض الذي أحاط بالقضية.. حيث وجد جثمان المجني عليه داخل شقته مسجى على الأرض وبه آثار ضربة في مؤخر رأسه وبجواره قارورة المسكر المستورد.. ولا يوجد بمسرح الحادث ما يشير إلى شخصية الجاني أو إلى سبب إقدام القاتل على القتل.. تقرير الطبيب الشرعي أشار إلى أن الوفاة حدثت بسبب ضربة قوية على مؤخرة الرأس بآلة حادة..تمت دراسة علاقات الجاني ومن يرتبط به بصلات قرابة أو معرفة.. ودراسة صلاته الشخصية.. تقارير البحث والتحري أشارت إلى أنه كان على موعد مع أحد رفاقه لاحتساء المسكر قبل الحادثة بفترة قليلة.. الذي اتضح أنه حرص على تغيير مقر سكنه وتخفى عن الأنظار بعد وقوع الجريمة.. وتم الاستدلال على المكان الذي يختبئ فيه.. وقبض عليه في كمين محكم.. وأقر واعترف بضربه للمجني عليه بعد أن أذهبت الخمر عقلهما وفقدا السيطرة على تصرفاتهما.. ولما تأكد له وفاته.. فر هارباً.. المشهد نفسه تكرر بذات فصوله في القضية الأخرى التي باشرها مركز شرطة منفوحة.. وتمكن فيها من القبض على الجاني بعد أعمال بحث وتحرٍ استمرت لثمانٍ وأربعين ساعة.. والعامل المشترك بين القضيتين.. هو الخمر والاجتماع عليها..