جدة - فهد المشهوري
أسهمت وسائل الاتصال المبتكرة من (شركة الاتصالات السعودية) منذ تدشين خدمة (جود) (وجود بلس) في أبريل 2007 في الإبقاء علي الهاتف الثابت في حياة الأسر السعودية.
تقول نورة العمري (في الأربعينيات من عمرها ربة منزل) إنها كانت تعاني من صعوبة التواصل مع بناتها الأربع وكانت تكتفي بالاتصال الأسبوعي بالهاتف النقَّال للاطمئنان عليهن وذلك بسبب ارتفاع التكلفة، وتضيف: (منذ أن دشنت الخدمات الجديدة للهاتف الثابت وأنا في تواصل يومي معهن، حيث ساعدت التكاليف المخفضة برسم ثابت شهرياً في هذا). وتوضح نورة أنها كانت لا تهتم بنوعية جهاز الهاتف الثابت في السابق لقلة استعمالها له. وعن الصفات التي تحددها لشراء الهاتف الجيد تجيب (قدرته على الاحتمال والبلد الذي صنع فيه إضافة إلى المميزات التي قد يوفرها).
وإذا كانت خدمات الهاتف الثابت الجديدة سهلت على نورة العمري التواصل مع بناتها الأربع في المناطق الشمالية والشرقية والوسطى والغربية، فإن أم سلطان (19 سنة ربة منزل) لا تخفي أن هذه الخدمة ساعدتها في ممارسة (دور وكالات الأنباء) حسب قولها، (نتبادل آخر الأخبار والمستجدات بين نساء العائلة من أفراح وأحزان)، وترجع أم سلطان استخدامها المبالغ فيه للهاتف الثابت، بأحدث خدماتها، إلى أنها تعيش وحدة البقاء في المنزل خلال غياب زوجها في العمل كونها ببساطة (عروس جديدة) أيضاً.
وتقول أم سلطان بنوع من الطرافة: (منذ دخول الخدمة إلى منزلي لم أعد بحاجة إلى الخروج للجيران وسماع الأخبار الجديدة). وفي جولة ل(الجزيرة) على محلات بيع الهواتف الثابتة أكد محمد اليافعي (بائع) أن هناك انتقائية في اختيار أجهزة الهاتف الثابت، إضافة إلى وجود إقبال كبير من قبل السيدات، حيث يكثرن الأسئلة حول الجهاز الذي يرغبن في شرائه سواء من ناحية بلد الصنع، أو الضمان. وحول الأجهزة الأكثر مبيعاً يقول محمد المغربي (بائع): يزداد الطلب على الأجهزة التي يمكن التجول بها داخل المنزل، مشيراً إلى أنه انتقل من بيع أجهزة الجوال إلى الهاتف الثابت وذلك بعد كثرة السؤال عنها وقلة المحلات التي تعرضها. يذكر أن مشتركي الهاتف الثابت قد ارتفع بأكثر من 40% خلال عام ونصف بسبب الخدمات المبتكرة قليلة التكلفة.
وكان التقرير الإحصائي السنوي التابع لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الذي صدر قبل إدخال هذه الخدمات المخفضة قد أشار إلى أن هناك نحو 4 ملايين خط هاتف ثابت بنهاية 2007، بلغ عدد الهواتف المنزلية منها أكثر من 2.9 مليون خط بنسبة 72 % يمثّل هذا نسبة انتشار تصل إلى حوالي 66.5 خط هاتفي لكل مائة مسكن، وأن الإقبال على خطوط الهاتف الثابت في المملكة تقريباً تراجع رغم توفر الخدمة وزيادة عدد الخطوط المركبة.
وسبب عزوف المشتركين عن الهاتف الثابت هو الإقبال المتزايد على خدمات الاتصالات المتنقلة بسبب سرعة انتشارها وسهولة الاشتراك فيها والانخفاض الملحوظ في تكلفتها. وأشار التقرير إلى أن ظاهرة (الهجرة إلى الاتصالات المتنقلة) هي ظاهرة عالمية في عدد كبير من دول العالم التي تنمو فيها قطاعات الاتصالات بشكل متسارع وليست خاصة فقط بالمملكة.