اختتم السوق السعودي تعاملات الأسبوع الماضي متجاوزاً مستوى 5.000 نقطة وهو الإغلاق الأول للسوق أعلى من هذا المستوى منذ 12 أسبوعاً وتوقفت تحركات مؤشر السوق عند مستوى 5.039 نقطة مرتفعاً بنسبة 6.82% خلال الأسبوع ما يمثل مكاسب للمؤشر بـ321.65 نقطة, وبلغت قيمة التداول الأسبوعية 27.3 مليار ريال, فيما بلغ حجم الأسهم المتداولة خلال الأسبوع 1.455 مليار سهم نفذت بعدد صفقات بلغت 830.678 صفقة وتذبذب المؤشر خلال الأسبوع في مدى بلغ 378 نقطة بعد أن سجل المؤشر أعلى مستوياته الأسبوعية يوم الإثنين عند ملامسة مستوى 5.095 نقطة، وكان الأدنى الأسبوعي للسوق هو المستوى الذي افتتح السوق فيه تعاملات الأسبوع عند مستوى 4.717 نقطة وكما أن المستوى الأعلى للسوق سجل في جلسة الإثنين فإن الإغلاق اليومي الأعلى للسوق قد تم تسجيله أيضاً في إغلاق الإثنين وجاء الإغلاق اليومي الأدنى للمؤشر بنهاية جلسة السبت عندما توقفت تحركات المؤشر عند مستوى 4.966 نقطة.
أداء الشركات
وعن أداء الشركات فقد سجلت شركة ساب تكافل مكاسب بنسبة 60% خلال أسبوع بعد أن أغلق السهم عند مستوى 108 ريالات يليها سهم أسيج الذي ارتفع بنسبة 39.91% بعد أن توقفت تحركات السهم عند مستوى 79.75 تلاهما سهم التعاونية للتأمين الذي أغلق عند مستوى 37.5 ريالاً مرتفعاً بنسبة 29.31%، وفي قائمة الشركات الأكثر تراجعاً جاءت شركة الأحساء للتنمية التي تراجعت بنسبة 12.16% بعد أن أغلق السهم نهاية الأسبوع عند مستوى 11.2 ريالاً تلاه سهم كهرباء السعودية الذي تراجع بنسبة 7.92% بعد أن أغلق عند مستوى 9.3 ريالات تلاهما سهم شركة البابطين الذي انخفض بنسبة 7.46% بعد أن أغلق السهم عند مستوى 39.7 ريالاً وفي قائمة الشركات الأكثر نشاطاً جاء مصرف الإنماء على رأسها بحجم تداول تجاوز 176.9 مليون سهم تلاه سهم إعمار الذي تداول ما يزيد على 85.2 مليون سهم تلاهما سهم شركة زين الذي قارب حجم تداوله مستوى 85 مليون سهم، وجاءت شركة سابك على رأس قائمة الأسهم الأكثر تداولاً بحسب القيمة حيث تداولت شركة سابك قيمة قاربت 2.7 مليار ريال، وبهذا الإغلاق يكون السوق قد حقق مكاسب منذ بداية العام بنسبة 4.91% وتأتي المكاسب الأكبر في القطاعات منذ بداية العام بقطاع التأمين الذي ارتفع بما نسبته 36.75% وما زال قطاع التشييد والبناء يسجل أكبر نسبة تراجع منذ بداية العام على الرغم من تقليص خسارته إلى 13.4%، وبهذا الإغلاق يكون مكرر أرباح السوق قد ارتفع ليقارب 11 مضاعف.
نتائج الشركات:
بدأت الشركات خلال الأسبوع الماضي في الإفصاح عن نتائج أعمال الربع الأول لـ2009م وفي القطاع البنكي لم يفصح أي بنك حتى إغلاق الأربعاء عن نتائج أعماله ومن قطاع الصناعات البتروكيماوية أعلنت شركة البولي بروبلين المتقدمة عن تحقيقها أرباحاً بلغت 42.87 مليون ريال. ومن قطاع الأسمنت جاءت الإفصاحات الأكبر حيث أعلنت أسمنت اليمامة عن تحقيق أرباح بلغت 125.9 مليون ريال وتمكنت أسمنت القصيم من تحقيق مكاسب بــ151.5 مليون ريال وحققت أسمنت ينبع 152 مليون ريال عن الربع الأول وأخيراً شركة أسمنت الشرقية التي حققت مكاسب بقيمة 106.8 ملايين ريال وبمقارنة أداء شركات القطاع الأسمنت، فمن الملاحظ تحقيق كامل الشركات المعلنة تراجعاً في أرباحها بالمقارنة بأرباح الربع الأول من العام الماضي ونمواً في الأرباح بالمقارنة مع أرباح هذه الشركات في الربع الرابع من العام الماضي, ويستدل من هذا زيادة المبيعات في هذا القطاع، حيث جاء النمو عن الفترة نفسها التي طغت فيها الأزمة العالمية على أداء الأسواق ويعتقد أن سبب التراجع في الأرباح بالمقارنة مع الربع الأول من العام الماضي إلى استمرار حظر تصدير الأسمنت مما أحدث انعكاساً على أرباح الشركات تزامناً مع انحسار رقعة التوزيع لمنتجات هذه الشركات.
وفي قطاع التجزئة كانت شركة جرير الوحيدة التي أفصحت عن نتائج أعمالها، حيث حققت أرباحاً بلغت 107 ملايين ريال مسجلة نمواً في الأرباح بالمقارنة مع الفترتين الربع الأول من العام الماضي والربع الأخير ويعزى هذا النمو في الأرباح إلى ارتفاع مبيعات الشركة وتوسعاتها ولم يشهد قطاعا الطاقة والمرافق الخدمية والفنادق والسياحة أي إعلان لأي شركة مدرجة فيهما حتى الآن عن نتائج أعمالهم عن الربع الأول، وكانت شركة جازان للتنمية المعلن الوحيد عن نتائجه الربعية في قطاع الزراعة والصناعة الغذائية حيث حققت أرباحاً ب1.068 مليون ريال مسجلة نمواً عن الربع الرابع من العام الماضي والذي حققت فيه الشركة خسائر ب3.42 ملايين ريال وانخفاضاً عن الربع الأول من 2008م ومن قطاع التطوير العقاري كانت شركة الرياض للتعمير المعلن الوحيد عن نتائج أعمالها الربعية حيث حققت الشركة 22 مليون ريال لتنجح في تحقيق نمو في أرباحها بالمقارنة مع الربعين الأول والرابع من العام الماضي.
الأداء الأسبوعي للسوق:
نجح مؤشر سوق الأسهم في الإغلاق أعلى من مستوى 5000 نقطة لأربع جلسات تداول بعد الاندفاع القوي الذي شهده السوق منذ مطلع تداولات الأسبوع ويظهر من خلال تحرك السوق والرسم البياني أن المؤشر بدأ خلال الأسبوع الماضي في تشكيل قمة تظهر إشارة إلى توجه السوق نحو جني الأرباح خلال المدى القصير والمتوسط خصوصاً مع استمرار تراجع قيم التداول حيث انخفضت هذه القيم من 6.3 مليارات ريال إلى أن تراجعت لما دون 4.5 مليارات ريال خلال الأسبوع ويسجل للسوق من الناحية الإيجابية تمكن المؤشر من تجاوز مستوى 4.975 نقطة والذي كان يمثل مستوى مقاومة صعبة للسوق، حيث كان يشكل هذا المستوى منطقة مقاومة يتراجع منها المؤشر بشكل قوي عند كل ملامسة لهذا المستوى باستثناء انطلاقة السوق مطلع العام نحو مستوى 5.300 نقطة ونجح مؤشر السوق في تجاوز مستوى المتوسط المتحرك الموزون 50 يوماً الواقع عند 4.704 والذي يمثل الآن أهم مستويات الدعم حيث إن البقاء أعلى من هذا المستوى يزيد من انتظام التداولات فيه وتجدر الإشارة إلى أن المؤشر لم يتمكن من تجاوز مستوى المتوسط المتحرك الموزون 50 يوماً منذ نهاية أغسطس الماضي وفشل السوق في تجاوز مستوى المتوسط المتحرك الموزون 100 يوم بعد عدة محاولات فاشلة للثبات أعلى منه, ويغلب التوقع نحو توجه السوق إلى جني الأرباح ليعود المؤشر نحو منطقة الدعم الواقعة بين مستويي 4.860 و4.710 نقطة مروراً بمنطقة الدعم التي لم تختبر عند مستوى 4.975 نقطة، وفي حال استمرار المؤشر في الارتفاع فإن منطقة المقاومة لمؤشر السوق عند مستوى 5.095 نقطة يليها مستوى المقاومة الثانية الواقعة عند 5.220 نقطة وفي حال الإغلاق أعلى من هذا المستوى فإن الهدف القادم للسوق يقع عند مستوى 5.345 نقطة. وبكل تأكيد فإن التأثير الأكبر في السوق ومؤشره سيكون من نتائج الشركات عن أعمالها للربع الأول من العام الحالي.
ثامر بن فهد السعيد
محلل أسواق مالية - عضو جمعية الاقتصاد السعودية