الرياض - حازم الشرقاوي
دفعت الأزمة المالية شركات الطيران العاملة في المملكة إلى ابتكار وسائل تسويقية متعددة لجذب أكبر حصة ممكنة من سوق السفر بالمملكة والذي يقدر بأكثر من 40 ألف مسافر سنوياً، فمن بين وسائل جذب المسافرين قيام بعض شركات الطيران الأجنبية العاملة بالسوق السعودية بتقديم تذكرة طيران مجانية مقابل كل تذكرة يتم شراؤها، وبعضها اتجه نحو تقديم أسعار موحدة نحو بعض الوجهات وخاصة الأوروبية منها والبعض الآخر قدم تخفيضات تراوحت ما بين 25% - 40%، ويأتي ذلك في ظل تحذيرات من منظمة الأياتا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن شركات الطيران منطقة الشرق الأوسط ستخسر حوالي 200 مليون دولار في العام الجاري 2009 وذلك بسبب تراجع نمو الحركة الجوية بشكل كبير. وفي هذه الحال، ستكون الشركات بحاجة إلى كل مبلغ يتم صرفه، وقد لا يتحمل كل من قطاع الطيران ولا البيئة وجود نظام للسيطرة على النقل الجوي يتسم بانعدام الجدوى، وأن الشرق الأوسط واحدة من الأسواق الأكثر نشاطاً في قطاع الطيران على مستوى العالم، حيث مثلت هذه المنطقة 10% من حركة النقل العالمية خلال السنوات السبع الأخيرة، بعد أن كانت تمثل 5% فقط. لكن المنطقة ليست محصنة من الركود الاقتصادي العالمي.
ويقول الدكتور ناصر الطيار رئيس مجموعة الطيار للسياحة والسفر: إن المنطقة العربية الخليجية والعربية التي لم تتأثر بها حركة الطيران بصورة ظاهرة تعبر عن وجود أزمة، وذلك لعدة عوامل مهمة وهي: وجود عروض فندقية جيدة، انخفاض أسعار تذاكر الطيران، وتراجع أسعار العملات الأجنبية وبخاصة اليورو والجنيه الأسترليني ويخشى الطيار من عودة ارتفاع الأسعار مرة أخرى مع بدء موسم الصيف حيث الإجازات الصيفية، وموسم السياحة للسفر للخارج.
بينما توقع مهيدب المهيدب مدير عام الصرح للسياحة والسفر عودة وارتفاع الأسعار من شهر مايو المقبل وذلك مع بدء موسم الإجازات الصيفية، مشيراً إلى أن معدلات الانخفاض في الأسعار على مختلف الجهات تراوحت ما بين 25%-40%.
العروض الترويجية
وحول العروض الترويجية وصف المهيدب قيام بعض شركات الطيران العالمية العاملة في المملكة بتسويق تذكرة مجانية مقابل تذكرة يتم شراؤها بأنها لعبة ومداعبة وهو نوع من التسويق الذكي، مدللاً على ذلك بأن التذكرة إلى أوروبا التي تقوم بعض الشركات ببيعها قيمتها 2400 ريال ويضاف عليها 1300 ريال ضرائب، و1300 ريال ضرائب التذكرة المجانية ليصبح إجمالي قيمة التذكرتين 5000 ريال في حين أن الخطوط السعودية طرحت سعراً ترويجياً موحداً للتذكرة.
فيما أوضح د ناصر الطيار أن استخدام مثل هذا الأسلوب التسويقي أمر طبيعي لعمليات الترويج التي تتم في أوقات معينة، مشيراً إلى أن شركات الطيران تقدم تذاكر مجانية مقابل شراء تذاكر بهدف زيادة عدد الركاب على مقاعد هذه الشركات، وهذا الأسلوب تستخدمه العديد من الشركات العربية والعالمية، وذكر أنه يكون عادة في مصلحة العميل لأن السعر سيكون في كل الحالات أقل من سعر التذاكر المطروحة في الأسواق من شركات الطيران.
ودعا الطيار شركات الطيران إلى أهمية تقديم المزيد من تخفيض الأسعار عل تذاكر الطيران خلال الفترة المقبلة من أجل جذب المزيد من الركاب، وأعرب عن أمله بأن تكون أسعار التذاكر واقعية بعيداً عن استغلال الظروف مثلما حدث في الأشهر التسعة الأولى من 2008 من ارتفاع خيالي لأسعار الطيران لعدد كبير من الوجهات في العالم، مؤكداً على أن التوازن في الأسعار أمر مهم فهو يحدث نوع من الارتباط بين الراكب وشركة الطيران، وأضاف: الفترة المقبلة المتعلقة بموسم الصيف يجب أن تكون الأسعار خلالها مناسبة وأية زيادات يجب أن تكون مناسبة ومنطقية.
هذا وقدرت الإحصاءات الصادرة عن هيئة الطيران المدني بأن إجمالي عدد المسافرين والقادمين عبر كافة مطارات المملكة 40.5 مليون مسافر في 2007 من بينهم 32.1 ملايين مسافر دولياً.