ما كنا نشاهده في أفلام المغامرات والمسلسلات التلفزيونية التي تعرض القصص المثيرة، أخذنا نتابعه على مياه البحر الأحمر أو بصورة أدق عند المدخل الجنوبي لهذا الشريان البحري المهم الذي يمر بين سواحل عربية وتسيطر على مدخله الجنوبي دولة عربية هي الجمهورية اليمنية (باب المندب) وتسيطر على مدخله الشمالي جمهورية مصر العربية (قناة السويس)؛ ولهذا فإن كثيراً من الشكوك تدور حول مغزى ومعنى تفشي ظاهرة القرصنة في منطقة القرن الإفريقي بالقرب من سواحل الصومال، والتي أصبحت عملياتها أشبه بالأفلام السينمائية المثيرة، مثل الأفلام التي كنا نشاهدها ونحن صغار كفلم (القرصان الأحمر) للممثل الأمريكي برت لانكستر.. واليوم وبعد أن شبع برت لانكستر موتا.. تظهر له أشباه كقراصنة الصومال، والفرق أن قراصنة الصومال سود البشرة.. وأنهم قراصنة حقيقيون.. فقبل أربعة أيام شهدت سواحل الصومال واحدة من أكثر أفلام القراصنة الحقيقيين إثارة، فبعد استيلاء قراصنة صوماليين على سفينة الحاويات الأمريكية (مايرسك الاباما) والتي يقودها قبطان أمريكي ومعه 19 ملاحا أمريكيا وتحمل العلم الأمريكي.. فبعد أن سيطر القراصنة على سفينة الشحن الأمريكية هذه، عاد الملاحون الأمريكيون للسيطرة على السفينة بعد معركة على طريقة أفلام القراصنة ولكن القراصنة الصوماليين استطاعوا الإفلات من الملاحين الأمريكيين واقتادوا قبطان السفينة الأمريكية بعد أن أجبروه على التوجه معهم إلى زورق إنقاذ كان مربوطا على جانب سفينة الشحن الأمريكية.
وحتى تكتمل الإثارة أرسلت البحرية الأمريكية التي تتواجد سفنها وبوارجها بكثرة في المنطقة (المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأحمر) أرسلت السفينة البحرية الأمريكية القاذفة للصواريخ (يو أس أس باينبريدج) والتي ترفع علم الولايات المتحدة الأمريكية، أولاً لحماية سفينة الشحن (الاباما)، ومن ثم للمساعدة في إطلاق سراح قبطان سفينة الشحن الذي لا يزال رهينة لدى القراصنة.
طبعاً سفينة الصواريخ الأمريكية لا تستطيع إطلاق صاروخ على زورق الإنقاذ الذي يتواجد فيه القبطان ومختطفوه، وإلا غرق الزورق ومعه القبطان، ولكن توجهها للسواحل الصومالية القاعدة التي ينطلق منها القراصنة كفيل بالضغط على قادة القراصنة لإطلاق سراح القبطان الأمريكي وهو ما سيدفع رفاق القراصنة الذين يطمعون بفدية القبطان من الدولارات الأمريكية إلى مساندة القراصنة المحاصرين فوق مياه البحر.. ولهذا السبب طلبت قيادة القوات البحرية الأمريكية من الشرطة الفدرالية الأمريكية (إف.بي آي) المساعدة في إجراء مفاوضات مع قادة القراصنة، لإنهاء القضية بدفع المعلوم (الفدية) وإنهاء القضية.. وأعتقد هذا ما سوف يحصل لإبقاء مشكلة القراصنة قائمة خدمة لأهداف لم تعد خافية.. مواجهة مثيرة تسهم في تصعيد الموقف حتى يتم استكمال كل مراحل سيناريو بسط الحماية الدولية على البحر الأحمر ومداخله.