Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/04/2009 G Issue 13344
السبت 15 ربيع الثاني 1430   العدد  13344
كن حذراً من الأطباء
فهد الحوشاني

 

عندما تصاب بعارض صحي وتذهب للطبيب فإنه سيعطيك العلاج اللازم وفي بعض الأحيان العلاج غير اللازم! وتكتشف أن العلاج غير لازم عندما تشعر بعدم التحسن فتذهب إلى طبيب آخر فيقول لك بامتعاض من ذلك ال.. الذي كتب لك هذا الدواء!!

ثم ينظر إليك من فوق نظارته ويقول بكل ثقة أوقف هذا العلاج لأنه لا يصلح وطبعا توقف العلاج ولكنك لن توقف علامات الاستفهام ولا دوران العصافير التي وجدت فرصة (سانحة لتزقزق) فوق رأسك!

وأحيانا يطلب منك أن تراجعه بعد خمسة أيام، وقد يعتقد البعض أنه يقول ذلك حرصاً على صحة المريض لكنهم لا يعلمون أنه يقول ذلك ليعرف هل كان مصيباً في وصفه للعلاج أم كان مخطئا! لأن هناك فئة من الأطباء تؤمن بنظرية (ثرونديك) التي تقوم على المحاولة والخطأ!!

كثير من المرضى ذهبوا إلى الطبيب يشتكون من علة واحدة ورجعوا بعلة أخرى حيث يتم إفراغ الجيب من محتواه بعد أن يجعل المريض يذهب إلى الثوابت الثلاث المختبر والأشعة والصيدلية لذلك يقال إن بعض الأطباء يفيد المستوصف أكثر من فائدته لمرضاه ويقاس ذلك بعوائده المالية!

لكن أكبر ضرر يمكن أن يحدثه الطبيب هو عندما يكون سببا لأن يغادر المريض الدنيا - بعد مشيئة الله طبعا - لكن قليل ما يتم اكتشاف ذلك مع أن المقابر بصمتها الرهيب تستضيف الكثير من ضحايا الأخطاء الطبية! أحد الأصدقاء أصابته شوكة في رسغه ذهب إلى طبيب (جراح) قام الأخ الجزار أعني الجراح بإعطاء الصديق عدة حقن مخدرة وبدأ بسلخ الجلد وفي طريقه إلى إتمام العملية قام بقطع بعض الأوتار والأوردة التي ربما رأى أن ليس لها داعي! الصديق اشتكى لله ولم يستطع أن يشتكي لوزير الصحة (رغم تحريضي) لأن المستوصف رفض أن يعطيه تقريراً!!

ورغم المآسي التي نواجهها من أطباء تخرجوا من جامعات عربية وهندية يصل فيها الزحام في قاعة المحاضرات إلى سبعين وثمانين طالباً مما يجعل التطبيق العملي لا يتم إلا بعد التخرج وبالتحديد في مستشفيات المملكة! فإن جامعاتنا للأسف ترفض مع سبق الإصرار والترصد أن تخفض نسب القبول العالية لكي يلتحق طلابنا في كليات الطب.. ولو فتحوا المجال لأبناء الوطن لكان ذلك منتهى الشعور بالوطنية وأن يتعلم فينا ابن الوطن أفضل من شخص يتعلم فينا ثم يغادرنا بعد أن نمنحه فرصة التطبيق العملي على أجسادنا وفوق ذلك ندفع له الثمن!



alhoshanei@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد