Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/04/2009 G Issue 13344
السبت 15 ربيع الثاني 1430   العدد  13344
تعليم النساء عن بُعد
د. خليل إبراهيم السعادات

 

التعليم للمرأة أمر ضروري خصوصاً التعليم العالي، وذلك لتحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، ولمساعدتها على التكيف مع التغيُّرات الحادثة من حولها، ولحمايتها من الاستغلال.

إن تيسير الأمور بالنسبة للمرأة من أجل الولوج إلى معترك التعليم العالي أو التعليم بوجه عام سوف يفتح أمامها الفرص الوظيفية ولا يجعلها حكراً على النساء القادرات من اللاتي خدمتهن فقط ظروفهن الاقتصادية أو الاجتماعية، فمن الواضح للعيان أن الدول النامية إن لم تستثمر في تعليم المرأة والاهتمام بصحتها فإن التخلف سيصيب رأس المال البشري وسيعاني الاقتصاد من التعثر بسبب قلة الإنتاجية وانخفاض مستوى الرخاء العائلي وارتفاع النمو السكاني.

أفادت بذلك دراسة حول التعليم عن بُعد ودوره في تنمية المرأة العربية.. وذكرت أن تقرير اليونسكو يشير إلى أن تعليم النساء والفتيات يُعتبر من أفضل الاستثمارات للمستقبل، وسواء كان الهدف هو تحسين الحالة الصحية للأسر أو زيادة عدد الأطفال المسجلين في المدارس أو تحسين الحياة الاجتماعية فإن جهود المجتمعات لن تتكلل بالنجاح إلا عن طريق تعليم الأمهات وتحسين أوضاع المرأة بوجه عام. وأشارت الدراسة إلى أن الأدبيات التربوية تُظهر أن النساء اللاتي يلتحقن بمقررات تعليم البالغين يكنَّ أكثر ثقة بالنفس بما ينعكس على قدراتهن على التعبير والفهم والقدرة على اتخاذ القرارات وتحمُّل المسؤولية، كما تُبيِّن تلك الأدبيات أن أغلب النساء في التعليم العالي من اللاتي يتمتعن بدعم العائلة أو الزوج أو ممن لديهن توجهات واضحة للمهنة وممن يسكنَّ المدن.. ومن أبرز التحديات التي تواجهها المرأة أمام استكمال تعليمها العالي نقص الموارد المالية بسبب انخفاض المستوى المعيشي وثقل المسؤوليات الأسرية التي تجعلها في خوف دائم من عدم القدرة على الموازنة بينها سواء أكانت زوجة أم أُماً أو بنتاً أو أختاً بالإضافة إلى النظرة السلبية لتعليم المرأة وتبني فكرة أن التعليم مهم للرجل أكثر منه للمرأة.. وبحسب الدراسة فإن تبني فكرة دعم المرأة للاستفادة من أسلوب التعلُّم عن بُعد وما صاحبه من مرونة في التعلُّم نتيجة للتطورات التكنولوجية الهائلة يمكن أن يكون طريقة مثالية لتقليل التأثير السلبي لمثل تلك التحديات والمتطلبات الاجتماعية والثقافية، فالتعلُّم عن بُعد يمكن أن يجلب معه الكثير من الفرص التي تُمكِّن المرأة من النهوض بمستواها الثقافي الذي سينعكس على مستواها الاقتصادي والاجتماعي، فالأسلوب التسويقي للبضائع الذي ظهر خلال التسعينيات والقائم على سياسة 24 ساعة لمدة 7 أيام متواصلة والذي بسببه أصبحت الأسواق المركزية ومحلات البضائع مفتوحة للزبائن لمدة 24 ساعة انتقل الآن إلى التربية، فالطفرة التكنولوجية يسَّرت ظهور أسلوب التعلم عن بُعد الذي جعل التعليم متوافراً للراغبين فيه في أي مكان وفي أي وقت من اليوم من دون حاجة إلى مغادرة المنزل للالتحاق بالمؤسسة التعليمية التي تقدم التعليم النظامي.. فتذكر الدراسة أن الأدبيات العالمية تشير إلى الكثير من النجاحات التي تحققت للعديد من النساء بسبب التعلم عن بُعد وما جلبه لهن من فرص ما كانت ستتوافر لهن بدونه، وهناك مزايا أخرى يمكن أن تستفيد منها المرأة حتى بعد استكمال تعليمها منها: استفادتها من التعامل مع التكنولوجيا وما يمكن أن توفره لها من الالتحاق بمهن تكنولوجية يمكن أن تدر عليها عائداً مالياً جيداً، ويمكن للمرأة ومن خلال تواجدها في منزلها وتعاملها مع حاسوبها الشخصي أن تمارس مهناً متعددة كالطباعة والإخراج الفني وبناء المواقع الإلكترونية وغيرها.. وهذه دعوة لزيادة مشاركة المرأة في عمليات التعلُّم عن بُعد حتى تحقق كل ما تصبو وتطمح إليه وتحصل على المعارف والمهارات التي قد لا تتمكن من الحصول عليها بطرق التعليم التقليدية وعلى الله الاتكال.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد