Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/04/2009 G Issue 13344
السبت 15 ربيع الثاني 1430   العدد  13344
جداول
رسالة إلى كاتب غائب..!
حمد بن عبدالله القاضي

 

هذه الرسالة الأدبية استللتها من (دولاب محفوظاتي) كنت بعثت بها - في زمن مضى - إلى صديق وكاتب توقف عن الكتابة.. أغمد قلمه وصمت حرفه بعد أن كان يتماهى مع عطاء الحرف إبداعاً وجمالاً.. لقد آلمني غيابه وهو الذي كان يشكل حضوراً زاهياً بكلماته وكيانه.. وها أنا ذا أنشر هذه الرسالة.. ولا أدري ماذا سيقول عنها الآن.. وبقدر ما هي موجهة إلى هذا الكاتب فهي تتجه إلى عديد من الكتاب الذين آثروا الانكفاء.. نأوا عن ساح الحرف إما انشغالاً بزينة الدنيا أو اشتياقاً إلى عالم أنقى أو إحباطاً من دور الكلمة.

** (أيها الغائب المفجوع بعواصف هذا العصر: لن أسعى إلى إضافة رقم جديد في قائمة جراحك فأنا أدرك سلفاً ذلك (الناي) الذي يبكي في أعماقك، ولأنني أدرك أيضاً أنك أصيل في إحساسك.. وأن حرفك (دانة) لن تستطيع شوائب المادة أن تشوه نقاءه وصفاء مداده.. لكن لا أريد أن يبلغ بك اليأس من قيمة الحرف ما بلغ ذلك الشاعر الذي قال:

(بعتُ قيثارتي واشتريت هروباً!)

أنا موقن أنك لم تبع قيثارتك.

أريد أن أخرجك من (صمت جدرانك).. لأنه يؤلمني أن يتراجع جواد أصيل من ساحة تبكي فقدان فرسانها..!

أيها العزيز: إننا قد نعوِّض بائعاً انصرف عن بيع الفجل إلى البطيخ.. ولكننا عاجزون أن نجد بديلاً لثاقب لؤلؤة ومجسد فكرة وفنان لوحة!.

أيها الغائب: إن الذين يسودون البياض بعدد حبات الرمل والنمل ولكن الذين يملؤون هذا البياض ضوءاً وإبداعاً نادرون جداً كندرة الهدوء في هذا العالم الصاخب.

=2=

** د. يماني..

- د. محمد عبده يماني إن كان غاب وزيراً أسبق للإعلام، فقد ظل حاضراً في حضوره الاجتماعي وحبه للعمل الخيري، وفي استمرار قلمه وعطائه الفكري، ولعل من أهم الموضوعات الفكرية التي حفل بها: كتاباته عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وبيان القيم التي دعا إليها لتأخذ وتقتدي الأجيال الجديدة بها وبخاصة أنه طرحها بأسلوب عصري يتناغم مع عقول الشباب.

إن الكاتب الإسلامي الكريم د. يماني حرص على تجلية هذه القيم وتحبيبها للشباب والشابات بأسلوب عربي مبين.

إنني أدعو معالي د. يماني إلى المبادرة لجمع كتاباته عن السيرة وعن الرسول صلى الله عليه وسلم والقيم التي دعا إليها لتكون في (سفر) أمام الأجيال الحاضرة والقادمة فينهل الشباب من أخلاق وسلوك وقيم رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله على خلق عظيم.

ما أحوجنا إلى مثل هذا الكتاب من مثل معالي المربي الفاضل ليكون أحد الملاذات الآمنة للشباب في زمن العولمة الذي أحد أهم مفرداته ضياع القيم أو إضاعتها.

=3=

- كلما أعلن عن صلاة الاستسقاء رجاء فيما عند الله من خير ومطر أحس بعظمة الإيمان ينبض في شرايين أبناء هذا الوطن وبين شعابه..!

إن عظمة صلاة الاستسقاء في أنها تجسد الأمل.. وتحيي الرجاء.. وتشعر الإنسان أنه إنما يرجو الله وليس إنساناً مثله.. إنها تعني أن الإجداب إنما لامس الأرض والمظهر فقط ولم يقترب من القلوب والدواخل.. وهذا هو الأهم.. حسب المؤمن ارتياحاً أنه يعيش الأمل في الله مقدر الأرزاق.. ومنزل الأمطار.. ودوماً المؤمنون موقنون أن رزقهم في السماء وما يوعدون..!!

وباب السماء يظل - أبداً - مفتوحاً.. ولو أغلقت كل أبواب الأرض والناس والدنيا أمامك..!!

=4=

** كل الامتنان لقراء (الجزيرة) الذين تفاعلوا أو عقبوا على موضوع جداول السبت الماضي: (أجل القرآن ليس عقوبة) لهم كل الشكر سواء منهم المتفقون معي أو المختلفون.

=5=

** للشاعر الرقيق عبدالعزيز خوجة:

(أماه إني قد أتيت

ما بين قلبي والهوى

عهد توثّق من سنين

ما بين حبي والمنى

شكّ يداعبه اليقين

إني أتيت وفي يدي

حلم الطفولة والحنين)

الرياض 11499 - ص.ب 40104
فاكس 014565576


Hamad.alkadi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد