لا تتصوروا أن الصحراء مأهولة في الماضي فقط، فاجترار ذكريات وقصص وأحاديث كبار السن أو ما كتبناه خلال السنوات الماضية في زاوية (صور من الصحراء) من قصص وأشعار يدل أن الصحراء إلى أيامنا هذه وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها تعج بالحياة النابضة بالكرم والطيبة المعهودة لدى أبنائها أو لدى من كانوا من سكانها واستوطنوا المدن وأخذوا بالحنين إليها والعودة بمخيمات أو اقتناء الإبل أو الأغنام. ولقد عشت قبل أيام ليلة من ليالي الصحراء الجميلة في ضيافة الأخ الشيخ محمد بن عبدالله الطيار رئيس مجلس إدارة قناة أوطان ورجل الأعمال، المعروف أيضا بالتواضع وحب الغير وإيثارهم على نفسه حتى في المجلس، وهذا ما لمسته شخصيا منه، وكانت ليلة امتزج فيها صوت الربابة بالهجيني وصوت سالم الجهبل مع الدواحيح وصوت حمود بن عواد بصوت الرواديد الذين كنت أحدهم. إنها ليلة تغسل ما علق بالصدر من غبار وهموم المدن، وهي نقية كنقاء الصحراء، آملا التكرار من القادرين على الدعوة لأمثال تلك الليلة الصحراوية الجميلة.