الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو غير معنية بالسلام. هذه حقيقة واضحة، لا نقولها نحن بل يؤكدها ويرددها وزراء هذه الحكومة، وعلى رأسهم وزير خارجية إسرائيل المتطرف أفيغدور ليبرمان الذي دشن نشاطه في الوزارة بالتنصل من اتفاق أنابوليس الذي أطلق المفاوضات مجدداً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، من أجل الوصول إلى حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية جنباً إلى جنب.
هذه التصريحات ووجهت بتأكيدات من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضرورة حل القضية عبر إنشاء دولة فلسطينية وفقا لما تم الاتفاق عليه في أنابوليس. فهل هذا يعني أنه ستكون مواجهة حادة بين أمريكا وإسرائيل، أم أن أحدهما سيرضخ للآخر، فإما أن تستسلم أمريكا للواقع الإسرائيلي الرافض والمتنصل مما تعهدت به الحكومة السابقة، أو أن ترضخ إسرائيل للإصرار الأمريكي وتقبل على مضض بدولة فلسطينية؟
ما نعتقده هو أن تقوم إسرائيل كعادتها بمراوغات، بحيث ستقبل الدخول في مفاوضات جديدة مع الفلسطينيين، ولكنها مفاوضات لن تنتهي إلى شيء، لأن المفاوض الإسرائيلي عود المفاوض الفلسطيني على ما يمكن تسميته بالغرق في التفاصيل، وتفاصيل التفاصيل!، لتستمر المفاوضات إلى سنوات وسنوات دون أن يحصل الفلسطينيون على شيء. وربما في غضون المفاوضات تفتعل إسرائيل أزمة أو حتى تشعل حربا تحت أية ذريعة من أجل تعطيل المفاوضات والعودة إلى المربع صفر، وربما سعت إلى تقديم المبررات للراعي الأمريكي بضرورة التخلي عن فكرة حل الدولتين في ظروف تفتعلها إسرائيل وتضع الفلسطينيين في صورة الطرف الذي لا يريد السلام. وخاصة في ظل وجود خلاف فلسطيني فلسطيني حول مسائل عديدة أبرزها اتفاق أنابوليس نفسه!
لذلك، لا بد من التنبه إلى أن إسرائيل طرف لا يمكن الوثوق به، ولا بد من الحذر في الدخول فيما نسميه بفخ المفاوضات اللانهائية، وذلك عبر تحديد جدول زمني صارم ينتهي بنيل الفلسطينيين بعض حقوقهم على الأقل. ولذلك أكد العرب، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين في خطابه في قمة الكويت الاقتصادية، بأن مبادرة السلام العربية لن تظل على الطاولة إلى الأبد!.