على مدى قرابة أربعين عاماً عشتها مع النصر لم أصل خلالها إلى المرحلة التي نعيشها معه حالياً نحن أنصار النصر وقد وصل بنا الحال إلى طموح المركز الرابع في الدوري السعودي وقتل هذا الطموح على يد أحد الفريقين الهابطين للدرجة الأولى الموسم المقبل وإن كان أبها ما زال يملك الفرصة للبقاء على الرغم من صعوبتها فمع كل التقدير والاحترام للاعبي فريق أبها على الرغم من ظروف المباراة التي صاحبت النصر من عوامل نقص في الفريق إلا أن مشكلته ظلت كما هي عبر لاعبين مجتهدين لا يمكن أن يوجه لهم اللوم لأن هذه إمكاناتهم وليس بإمكانهم تقديم أفضل مما قدموه ويظل العزاء لجماهير النصر التي لم تتجاوز في حضورها للمباراة والتي قدرت بثلاثمائة وسبعة متفرجين والذي كان هذا العدد أفضل وصف لحالة الإحباط التي مر بها الجمهور النصراوي هذا الموسم في وقت كان فيه جمهور النصر سواء الدور الأول من هذا الموسم أو في المواسم السابقة هو صاحب الكلمة الفصل والأقوى حضوراً وتأثيراً بين أندية المملكة ونيله الموسم الماضي لقب أفضل جمهور في استفتاء جريدة الجزيرة وكما ظل جمهور النصر يمني النفس بأن يرى فريقاً يصارع على اللقب توقف طموحه عند آمال متعلقة بالمركز الرابع من أجل التأهل لبطولة الأندية الآسيوية وربما كان عدم التأهل انتصار لكثير منهم حيث يرون أن المشاركة في بطولة الأندية الآسيوية تحتاج فريقاً مختلفاً عن الحالي وعناصر لديها الاستعداد لتقديم درجة (الاستحقاق) بارتداء الفانلة الصفراء وقد يخرج أحدهم بتساؤل بأنه في حال التأهل سيتم استقطاب أربعة لاعبين أجانب أصحاب مستويات متميزة فهذا لا يكفي وحده فهم أيضاً يحتاجون إلى من يقف معهم وليس ضدهم فلاعبو النصر الحاليون لا يملكون الكفاءة لتقديم نصر مختلف عما شاهدناه هذا الموسم ومع أن كثيرا منهم يملك الخبرة الكافية إلا أنه لا يستطيع توظيفها لمصلحة الفريق وإذا كان النصر قد بلغ هذا الموسم نهائيين ولم يحالفه التوفيق بالفوز بأحدهما وبعد تقديم الفريق لنتائج جيدة في الأدوار التمهيدية إلا أنه في النهائي كان قد شارك بعد أن كان مرض (العقم الهجومي) قد أصاب الفريق والأرقام خير شاهد على ذلك ففريق لعب في الدور الثاني من الدوري عشر مباريات لم يسجل خلالها أكثر من ثمانية أهداف (ثلاثة منها عن طريق ضربات جزاء) وثلاثة أخرى في مرمى الوحدة الذي تلقى من الرائد ستة وهدف واحد في الرائد آخر في الاتفاق بينما كان سلبياً في نهائي أندية الخليج ذهاباً وإياباً ثم أمام الشباب في نهائي كأس الأمير فيصل ولم يكن غياب سعد الحارثي هو السبب في ذلك وإنما إلى افتقاد الفريق إلى لاعب الحسم فلم يكن ريان بلال أو الشهراني هما من يستطيعان إيجاد الحل وترتب على ذلك خسارة الفريق في الدور الثاني لست مباريات وسيظل جمهور النصر وأنا أحدهم نبكي على أطلال الفريق وما كان عليه سابقاً عندما كان خط هجومه يقوم بأدوار مزدوجة فعندما يمنى مرمى الفريق بهدفين يكون قد سجل أربعة أو خمسة وحالات أصيب مرماه بالثلاثة فردها بالأربعة والستة ورابعة أصيب مرماه بالأربعة فانهاها بالتعادل وكان في أحد مواسمه الذهبية قد سجل خلال مسابقتي الدوري والكأس فقط ما مجموعه 75 هدفاً كرقم صعب ولا يزال قائماً ويصل بنا الحال إلى أن يلعب النصر عشر مباريات لم يسجل عبرها أكثر من ثمانية أهداف فهل قائمة النصر الحالية هي من تستطيع حمل لواء النصر وإعادته إلى سابق عهده ومعها طموحات جماهيره التي بدأت تتلاشى حتى يصل بها الحال إلى أن تندب حظها وتتمنى الفوز أمام فريق مثل أبها مع كامل التقدير لأبها الذي أثبت أن كرة القدم لن تظل تاريخاً وإنجازات ونجوم فأين المسار الآن قد أودى بفرق كالرياض والنهضة والروضة والجبلين والكوكب التي كانت في سنوات سابقة ضمن الفرق الممتازة وإن شاء الله سيكون رجال النصر قد أعادوا الفريق إلى ما كان عليه قبل أن ينضم للقائمة.
لنعود إلى وضع الفريق الحالي وعناصره التي تم استقطابها للمشاركة هذا الموسم فهل هي أسماء يمكن لها أن تقدم لكرة النصر جديداً وإنما تم ضمها لمجرد أن يكون الفريق كالبقية فلاعبون بإمكانات عبدالله حماد وأحمد الحضرمي وعلاء الكويكبي وقبلهم عبدالله الواكد ومرزوق العتيبي وأحمد البحري ليس باستطاعتها تقديم أداء يضع الفرق في مباريات النصر وقد يكون العذر لإدارة النصر في ذلك لكون الساحة المحلية تخلو من النجوم بعد أن (طارت الطيور بأرزاقها) فكان لفرق الاتحاد والهلال والشباب والأهلي النصيب الأوفر من تلك الأرزاق وعندما بحث النصر عن النجوم لم يجد أحد فتوقف عند الكويكبي والحضرمي وعبدالله حماد، وإن كان النصر قد رسم في علاج حماد والكويكبي ما يجب أن تكون عليه الأندية والتزامها عندما تكفل بعلاجهما ثم يأتي اللاعب الأجنبي في النصر وما كان عليه مع الفريق هذا الموسم فمن رزاق إلى حسام غالي وانتهاء بحسن ربيع فهل كان هذا الثلاثي هو الحل وهو من بإمكانه عمل إضافة في النصر حتى البرازيلي ألتون الذي يمكن أن يسري عليه المثل القائل (أعور في ديرة عميان) فكان بالنسبة لجمهور النصر هو ضالتهم في ظل وجود مثل هذه النوعية كذلك الحال بالنسبة لمواطنه أيدير الذي فرض عليه مركزه الدفاعي وتحمل خط دفاع النصر معظم مبارياته كان لابد أن يبرز قياساً بالمحاولات الهجومية التي يتعرض لها الفريق باستمرار حتى كان نجماً في معظم اللقاءات ومن بينها لقاء أبها الأخير.
وكطبيعة تفرضها كرة القدم يتم الاستعانة بعدد من اللاعبين الشباب الذين يبرزون مع فريق درجة الشباب فتمت الاستعانة بالثلاثي إبراهيم غالب وفهد الرشيدي وفهد المنيف من فريق درجة الشباب الذي لم يتجاوز مركزه منذ استحداث المسابقة فرق الوسط والدفع بهم للفريق الأول أمر مطلوب ولكن متى ما رأى الجهاز الفني أن باستطاعتهم التميز عن البقية كما يحدث لبقية الفرق التي خرج منها لاعبون من درجة الشباب للفريق الأول ووصلوا حالياً إلى قائمة المنتخب السعودي الأول.
والحديث عن النصر لا يمكن أن ينتهي طالما هو يمر بهذه الظروف الصعبة التي تحتاج إلى عدة حلول يجب على الإدارة القادمة أن تراعيها وتحاول تلافي السلبيات التي حدثت خاصة هذا الموسم وعلى كافة الأصعدة من لاعبين وجهاز فني وإداري إذا ما أرادت أن تكون على وعد بأن تقدم نصرا مختلفا ترتفع طموحاته إلى ما هو أكبر وموازيا لتطلعات جماهيره التي ما زالت تتمنى أن ترى النصر قد عاد إلى سابق عهده وتدرك جيداً ماذا حدث الموسم الماضي وماذا كانت ردّة فعل جماهير الفريق بعد الفوز بكأس الأمير فيصل وماذا شكل لها هذا الفوز.
وإذا كان جمهور النصر هو من يضع نسبة احتمالية فوز الفريق عبر جوال النصر والتي لم تصل إطلاقاً عن 94% حتى عندما كان النصر في مواجهة الاتحاد أو الهلال أو الشباب أو نجران أو أبها فإنه غير واقعي إطلاقاً أما إذا كانت النسبة وعدد المصوتين الذي يتجاوز الألفي مشجع تتم من قبل إدارة جوال النادي فإنهم لا يختلفون عن فريقهم حيث يملكون طموحات تفوق قدراتهم.
قد تكون هذه المعطيات لحال النصر هذا الموسم تغضب الكثيرين من أنصاره إلا أن (العشم) في الواقعيين منهم الذين يعرفون النصر سابقاً وحالياً وهم يأملون في تعديل الوضع قبل فوات الأوان وأتذكر أنه في عام 1387هـ وبعد أن وصل حال الهلال إلى وضع صعب مشابه لما يمر به النصر حالياً مع اختلاف الظروف والإمكانات كتب موضوع عن الهلال تحت عنوان (الهلال جنازة تنتظر الدفن) فتم تعديل الحال وعاد الهلال قوياً فبلغ نهائي كأس الملك عام 1388هـ ولكن إن شاء الله لن يصل الحال بالنصر إلى وصفه بالجنازة التي تنتظر الدفن ولكن يظل الرجاء والأمل في الإدارة القادمة أن تضع إستراتيجيتها وفق إمكاناتها وأن تقدم نصرا آخر يستطيع أن ينسينا ما حدث هذا الموسم وكان قد شهد عام 1413هـ حالا مشابها تقريباً إلا أن وقوف الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله مع الفريق أعادته سريعاً فحقق لقب الدوري موسمين متتاليين.
اعتذر لجماهير النصر التي سألتني كثيراً عن موعد عرض البرنامج الذي تم تصويره لمصلحة قناة العالمي (مباراة في الذاكرة) فقد أنهيت تصوير 28 حلقة وبدأت عام 1428هـ إلا أنها لم تر النور حتى الآن على الرغم من حالات التنويه الكثيرة التي تمت للبرنامج عبر القناة فهذا الأمر ليس بيدي إطلاقاً مع التأكيد أن عملية (المونتاج) للحلقات تم الانتهاء منها منذ فترة طويلة.
mosaibih.yahoo.com