لم تكن لحظات عادية تلك التي غرس فيها الصقور الخضر مخالبهم في ملعب (آزادي) أمام أكثر من 120 ألف متفرج إيراني يتقدمهم أحمدي نجاد. فالأخضر السعودي كان في الموعد ولم يخيب الآمال وأعتقد بأن أكثر السعوديين تفاؤلاً لم يكن يتوقع الفوز على الإيرانيين وسط هدير جماهيرهم، وكان التعادل - فيما لو تم - مكسباً للأخضر بالنظر للظروف المحيطة به قبل المباراة التي لا تخفى على الجميع، ومن أبرزها قصر المدة التي قضاها المدير الفني بسيرو مع الأخضر وكذا غياب عدد كبير من الأسماء البارزة وعلاوة على ذلك التحكيم الآسيوي السيء الذي بات بصمة مميزة لآسيا بضمان (همام والسركال) وأصبح للأسف ملازماً على ما يبدو لكل مواجهة يكون طرفها منتخبنا السعودي، وإني لأستغرب من الاتحاد الآسيوي كيف يتم إسناد مهمة التحكيم في مباريات مصيرية لتصفيات نهائية مؤهلة لأكبر تظاهرة كروية عالمية على الإطلاق لحكام متواضعين جداً بل إنهم ينتمون لبلدان بلا تاريخ كروي؟! ورغم وجهة نظر همام حيال الاستعانة بحكام من أوروبا عندما قال في إحدى المقابلات بأن الأخطاء واردة من الجميع إلا أنني أعتقد بأن نسبة الأخطاء لدى الحكام الأوروبيين أقل بكثير من حكام فئة (بوطقة) بتشديد حرف القاف على حد تعبير الأشقاء الكويتيين للشيء الرديء أو غير الجيد أمثال حكام جنوب شرق آسيا تحديداً؛ صبح الدين وزين الدين وقمر الدين وهلم جرا، لدرجة أنني أصبحت أضع يدي على قلبي كلما سمعت أمثال تلك الأسماء قبل مباريات منتخبنا لإحساسي بأنهم سيأتون بما لم يأت به الأوائل من عجائب التحكيم الكروي، ورغم كل التحديات والعوائق فاز الأخضر على إيران بفضل الله وأكاد أجزم بأنه قدم نتيجة إيجابية أمام الإمارات أمس لأني أكتب هذه الأسطر قبل المباراة لكن المهم ألا نركن لنتيجة تلك المباراتين وتنسينا الفرحة المنعطف الأخطر المتمثل في لقاء الكوريتين في الجولة ما قبل الأخيرة والأخيرة؛ لأن المشوار لم يزل صعباً ويجب أن يدخل لاعبو منتخبنا مباراتي كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية بشعار الفوز ولا بديل عن الفوز حتى نضمن أحد المقاعد المؤهلة بشكل مباشر للمونديال وللأمانة من شاهد مستوى أداء منتخبنا أمام إيران خصوصاً في الشوط الثاني يدرك بأن هناك نهجاً فنياً وتكتيكاً واضحاً يسير عليه اللاعبون رغم أن المدرب بسيرو كما أسلفت لم يأخذ الوقت الكافي لإظهار المجموعة بذلك التجانس الجميل والإيقاع السريع في نقل الكرة من الدفاع إلى الوسط إلى خط الهجوم وهذا بلا شك يحسب للسيد بسيرو. بقي أن أشير إلى الدور المفصلي والمهم للجمهور في مباراة كوريا الشمالية التي ستقام في الرياض، ففي ذلك اليوم بالذات أتمنى من الجميع أن ينسوا الهلال والاتحاد والأهلي والشباب والنصر والاتفاق وجميع ألوان الأندية وألا يتذكروا إلا علم مملكتنا الغالية الذي يحمل النور المسطر وصور الملك عبدالله والأمير سلطان والأمير نايف - حفظهم الله - كما يجب أن نقف مع المنتخب سواء لعب في خط الهجوم ياسر القحطاني أو نايف هزازي أو مالك معاذ أو ناصر الشمراني فالجميع جنود لخدمة هذا الوطن بلاشك، وأتمنى أيضاً من الإعلام الرياضي المرئي والمقروء أن يؤجل طرح أي قضية لا تخدم منتخبنا حتى نتأهل رسمياً لجنوب إفريقيا 2010 فالتأهل الخامس على التوالي للمونديال بات ليس مسؤولية الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل فحسب وليس مسؤولية المدرب واللاعبين والإعلام الرياضي فقط، بل نحن أيضاً كجمهور شركاء في هذه المسؤولية باستشعارنا للأهمية المترتبة على تأهلنا لتلك التظاهرة العالمية مهما كان هناك من اختلاف في وجهات النظر والميول فيما بيننا نظل أبناء وطن واحد فرحنا جميعاً من فرحه وعزه وتميزه على كافة الأصعدة والأمل بالله سبحانه لا حدود له بأن تأهلنا الخامس لكأس العالم سيأتي لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى مهما وضعت في طريق الأخضر العراقيل، فصقورنا لن يرضوا بغير التأهل بديلاً وعلى دروب الخير والانتصارات دوماً نلتقي.

بالمختصر المفيد:

* خالص الدعوات بالشفاء العاجل لصاحب السمو الملكي الأمير مساعد بن عبدالعزيز أمير الزهد والتقوى والتواضع.

* أزكى التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز عضو شرف نادي الهلال الفعّال بمناسبة الثقة الملكية الغالية بتعيينه أميراً لمنطقة نجران بمرتبة وزير.

* خالص الدعوات بالشفاء العاجل لصاحب السمو الأمير سعد بن نواف بن سعد والعودة لأرض الوطن سالماً معافى.

* عندما زأر أسد آسيا وعميد لاعبي العالم محمد الدعيع في وجه لاعبي فريقه أمام الوحدة بعبارة (حسوا) شعرت بأن المباراة لن تضيع بوجوده بعد توفيق الله.

* إطلاق خدمة جوال الأستاذ صالح السليمان صاحب (السهل الممتنع) والإبداع غير المنقطع إضافة جديدة للسعرات الإبداعية الرياضية التي لا يتقنها سوى صالح السليمان فقط!

* علي دائي ذاق عاقبة غروره وعنجهيته وعدم احترامه لنفسه وللخصم بأن تم طرده من تدريب المنتخب الإيراني.

* كنت أخشى في مباراة منتخبنا أن (يطق فيه عرق) بعد هدف التقدم لإيران ولكن لأن (الأصايل ما تلحق إلا تالي) قلب نجوم الأخضر النتيجة في دقائق فلاذ بالصمت وجلس في مقعده دون أن يحرك ساكناً!

* لم تكن المرة الأولى التي نقصي فيها إيران فقد اعتدنا على ذلك بل أصبحنا نتفاءل بوجود الإيرانيين معنا في أي نهائيات أو تصفيات!

* لن تنسى الأجيال نصف نهائي أمم آسيا عام 84 بسنغافورة ونصف نهائي أمم آسيا عام 88 بالدوحة ونصف نهائي أمم آسيا عام 96 في أبوظبي وكذا التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم عام 98 والتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم عام 2002م كلها كانت شواهد ودلائل على أن الانتصارات السعودية مرت عبر الجسر الإيراني!