تغطية - عبدالله الزهراني
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة على حق المواطن في معرفة ما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه من المشاريع التنموية في المملكة، ووصف التجربة التنموية التي تشهدها منطقة مكة المكرمة حالياً بأنها غير مسبوقة في شكلها وبرامجها وآلياتها ليس على مستوى المملكة فحسب بل على المستوى العالمي، وتمنى أن تكون المرحلة القادمة أفضل من المرحلة السابقة التي عاشها شخصياً وأن ينتهز المجتمع فرصة التعلم، وطالب الفيصل بعدم الالتفات إلى الماضي والتحسر على ما فات من فرص للتعلم والتقدم.
وتحدث سموه مخاطباً أكثر من 600 مشاركاً من المسؤولين والطلاب والطالبات في الاجتماع السنوي الأول الخاص بالرؤية التنموية بمنطقة مكة المكرمة والذي عقد مساء أمس الأول الأربعاء بكلية دار الحكمة بجدة بقولة: (أنتم المستقبل.. أنتم المعنيون بهذه الخطط التنموية، كل هذا يعمل من أجلكم، نحن ورثنا نقلة حضارية كبيرة حققها الآباء والأجداد بعد أن كانت الجزيرة العربية قبائل تعيش على الماء والحليب والتمر، كانوا قبائل متناحرة على الماء والكلأ، والآن نحن نترك لكم قيادة هذه المشاريع التنموية وأرجو من الله أن تحقق نقلة فكرية وعملية واجتماعية واقتصادية).
واستعرض سموه في بداية كلمته إستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة والمخطط الإقليمي للمنطقة وكذلك الخطة العشرية لمشروعات المنطقة ومعالجة وتطوير الأحياء العشوائية بها، موضحاً أن إستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة تنطلق من ثلاث مرجعيات هي نظام المناطق والخطط الخمسية للدولة والمخطط الإقليمي التنموي للمنطقة.
ورجع سموه بالذاكرة إلى بدايات تسلمه مهام أمير منطقة مكة المكرمة حيث أوضح أنه بدأ بالاستعانة بأهالي مكة للمساعدة في تنفيذ إستراتيجية الدولة للتنمية في المنطقة، ولفت إلى أن إمارة منطقة مكة لديها إستراتيجيات تنموية عديدة وخطط وميزانيات سنوية بالإضافة إلى الأوامر والمراسيم الملكية وقرارات مجلس الوزراء وهي تحدد لها مسار وحركة التنمية في المملكة بصفة عامة.. وطالب سموه بالتفاعل مع هذه الخطط والإستراتيجيات التي وضعتها القيادة الحكيمة وقام على تنفيذها مجموعة من أبناء الوطن حيث أمضوا أياماً عديدة وساعات طويلة لإيجاد آليات مناسبة وعملوا على الرفع بمستوى الأداء العام في القطاعين الحكومي والأهلي.
وذكر سموه العديد من المشاكل التي كانت تضج بها وسائل الإعلام إبان توليه مهام إمارة المنطقة، والتي تم حلها ومعالجتها بشكل نهائي وهي شح المياه ومرمى النفايات، كما أن مشكلة بحيرة المسك وصالات المطار هما في طريقهما إلى الحل النهائي قريباً، وأشار سموه إلى أن نجاح حج العام الماضي قد تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهود غير عادية بذلتها القطاعات الحكومية والتي أثمرت ولله الحمد بنجاح مشرّف يفخر به كل سعودي.
هذا وقد حظي ملف العشوائيات بنصيب الأسد من مساحة كلمة سموه مبيناً أن هناك 60 حياً عشوائياً بمكة و52 حياً عشوائياً بجدة، وقد تم إنشاء شركة لمعاجلة هذه العشوائيات في كل من جدة ومكة، وقريباً سيتم إنشاء شركة أخرى في الطائف، مشيراً إلى أن مشاريع معالجة تلك العشوائيات ستضمن مساكن ومدارس ومستشفيات ومعاهد تدريب مهني، كما سيتم خلق فرص وظيفية، وقال سموه في هذا الجانب (أنا متأكد أن هذا الشروع إذا كتب له النجاح فسيكون من أكبر المشاريع على مستوى العالم.. فهنيئاً لكم خوض تجربة هي الأولى من نوعها).
وعن مكة المكرمة أكد سموه على ضرورة تحويلها لأجمل المدن في جميع التقنيات والاتصالات والمواصلات والنقل والخدمات، وقال سموه: (لا بد أن تكون مكة المكرمة فعلاً قبلة المسلمين ويشعر كل من يدخلها بأنها مدينة مميزة من جميع النواحي بمبانيها المميزة وتراثها وروحانيتها، وهذا ما سوف يتم إن شاء الله). واختتم سموه كلمته بالحديث عن الاختلاف بين اليوم والأمس، فبالأمس كان الإحباط واليأس سمه كل ما يقابل سموه وكأن المشاكل مستحيلة الحل، واليوم فالوجوه يراها سموه يكسوها الأمل ومتعطشة للمزيد من التقدم والتطور وأن الجميع متجه إلى العالم الأول بتوفيق الله.