بريدة - خاص بـ(الجزيرة)
تقوم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة حالياً بتنفيذ مناشطها بأحدث الأنظمة والتقنية الإلكترونية المتطورة لتعليم طلبتها وطالباتها كتاب الله تعالى، وفق نظام تواصل عبارة عن برنامج إلكتروني يتم التعامل به بين الإدارة ومديري المجمعات والمشرفين عبر البريد الإلكتروني ورسائل الجوال.
وقال ل(الجزيرة) رئيس الجمعية الدكتور علي بن إبراهيم اليحيى: إن الجمعية وقعت مؤخراً عقداً مع متعهد لربط جميع إدارات الجمعية ووحداتها وحلقاتها بنظام إلكتروني يسهل التواصل حتى بين البيت والحلقة، وبين الحلقة والجمعية، كما أقامت الجمعية قاعة تقنية لتعليم القرآن في المجمعات القرآنية والدور النسائية، وكذا اعتماد التعليم عن بُعد عبر المواقع الإلكترونية بواسطة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، مؤكداً أن الجمعية تقوم بدراسة المشروعات القائمة ومدى تحقيق طاقتها المؤملة منها واتخاذ الخطوات اللازمة، واختيار كوادر ذات كفاءة عالية لتنمية الموجود واستقطاب الجديد، إلى جانب إعطاء العاملين بالموارد المالية اهتماماً أكثر ومتابعة أدق، وكذا اعتماد الأساليب الحديثة والابتكارات الجديدة لمواكبة التطور، واستقطاب أكبر عدد من الداعمين.
وأبان رئيس جمعية تحفيظ بريدة أن الإدارة تعتمد الاستراتيجيات العلمية، ذات المدى البعيد، والمبنية على دراسة الحاجات الفعلية، والمتلائمة مع أحوال المستهدفين لاعتماد الاكتفاء الذاتي، ومحاولة الاستغناء بالإيرادات الثابتة (أصول)، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة موحدة على مستوى المملكة للجمعيات الخيرية، في فن وأساليب وجديد الموارد المالية (قاعدة تنمية معارف)، وربط التوسع بالبرامج بمستوى الدخل والإيرادات (التلازم بين المصروفات والإيرادات).
وأكد د. علي اليحيى على أن المنهج الذي تتبعه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمختلف مناطق المملكة في تعليم طلبتها وطالباتها يعتمد على المنهج الوسط الذي عاشه حُفّاظ كتاب الله تعالى في هذه البلاد، وأن خير دليل على أن المنهاج الذي تسير عليه الجمعية في تعليمها مبني على الوسطية ما مر بنا من أحداث إرهابية؛ حيث أثبت طلاب جمعيات التحفيظ القيم الراسخة في الوسطية التي اكتسوها من كتاب الله تعالى ومن توجيه معلمي الحلقات الذين نعني في جمعيتنا العناية التامة باختيارهم وتطويرهم والإشراف على أعمالهم وتصحيح المسار والتشجيع والتحفيز، حامداً فضيلته الله تعالى على أنْ منَّ علينا بولاة يستشعرون الأمانة ويحملون الهمّ ويعينون عليه ويكافحون من أجله والحفاظ عليه.
ولفت فضيلته - في حديثه - الأنظار إلى أن جمعية تحفيظ بريدة تنفذ العديد من البرامج التخصصية للطلبة والطالبات مثل برنامج حلة الكرامة للطلاب، ومسابقة (نافس) للطلاب والطالبات، مبيناً أن أبرز الوسائل المنتجة في تحقيق رسالة الجمعية تتبلور في طرح البرامج التخصصية في حفظ كتاب الله تعالى وتجويده، والعناية التامة بالحفاظ قبل تخريجهم بعامين، والمتابعة الدقيقة للمناهج القرآنية في أوساط الحلقات، واعتماد برامج للحفاظ المتميزين لمواصلة العلم في كتاب الله تعالى عن طريق أهل الإقراء المجازين بالإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها برنامج الإمام حفص، وبرنامج الإمام عاصم، والمسابقات السنوية لعامة طلاب الجمعية، واعتماد جوائز تشجيعية للفائزين، وبرامج تطوير المعلمين في الحفظ والإتقان والأداء لكتاب الله تعالى.
وأعلن رئيس الجمعية أن إجمالي عدد الدارسين والدارسات بحلق ودور التحفيظ (13.625) دارساً ودارسة، منهم (7.200) دارسة، يتلقون جميعهم تعليمهم في (352) حلقة للبنين، و (20) مجمعاً للبنين، ومعهد واحد للبنين، و (40) داراً نسائية، ومعهد واحد للبنات، مشيراً إلى أن الجمعية ببريدة تتشرف بالمشاركة في المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للبنين والبنات، وأن المسابقة آتت ثمارها يانعة في أوساط أبنائنا وبناتنا في أنحاء المملكة، فنعمت البذرة التحفيزية للمنافسة في حفظ القرآن الكريم وتجويده، حيث عاشت الجمعية هذه المسابقة في دوراتها العشر السابقة ونافسنا فيها، ووضعنا لجانا تعمل لتفعيل دورها على مدار العام على مستوى الجمعية، لنحقق الثمرة التي من أجلها وضعت الجائزة ألا وهي حفظ القرآن الكريم وضبطه وتجويده، وثمار ذلك أن فازت جمعيتنا للعامين الماضيين على مستوى البنين والبنات، وما ذاك إلا بفضل الله تعالى ثم بفضل التحكيم المتزن العادل والجهود التي بذلها أبناؤنا ومعلموهم، واللجان المتخصصة للرقي في الحفظ والإتقان والتجويد والأداء.
وفي السياق ذاته، طالب د. علي اليحيى بتكوين لجنة برئاسة الأمين العام للمسابقة وعضوية الجمعيات العمومية للدراسة التطويرية للمسابقة بغرض الأخذ بآراء الجمعيات من شتى مناطق المملكة ليوحد الجهد ويدفع الهمم ويصنع التميز.
واختتم رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن ببريدة حديثه بالتنبيه إلى أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة تعاني من العديد من المشكلات والصعوبات في أداء واجباتها المنوطة بها وفي مقدمتها تحفيظ طلبتها وطالباتها، من نقص الكفاءات العاملة في الميدان، وتسرب أعداد من الطلاب لعدم تواصل أولياء أمورهم مع الحلقة أو المعلم أو المشرف، وحاجة كثير من الأحياء لإحداث حلقات ودور نسائية وعدم توافر الكفاءات الإدارية والمهنية العاملة، وكذا الحاجة الملحة للمقرئين المتخصصين بالإقراء بالأسانيد والقراءات.