تفضل المولى تعالى على وطننا المسلم الحبيب بفرحتين غمرتا مجتمعنا الودود الوفي، المحب في الله، وهاتان المناسبتان السعيدتان هما: شفاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئاسة مجلس الوزراء.
وهاتان الفرحتان الشاملتان في مجملهما صادقتان صادرتان من الأعماق، لأن أهل هذه البلاد عبر أجيالهم المتتابعة يحبون من يذب عن الدين وينافح عن أهله، وهي صفة متواجدة في هذين الأميرين الفاضلين، أما سمو الأمير سلطان فحبه يسري في قلوب شعبه بلا حدود، لمبررات عديدة لا تخفى على أحد، لعل في مقدمة تلك المزايا: أنه يفرج الكربات بكرم متواصل مع كل من طرق بابه يشكو معاناة أقضت مضجعه، إضافة إلى تلمسه الدائم لاحتياجات أفراد شعبه أثابه الله تعالى، على الرغم من كثرة عدد الأثرياء في بلادنا إلا أنه من النادر أن نجد ذلك الثري الذي يخرج من حصار شح نفسه، أو الانفلات من بوتقة مصالحه الشخصية.
وأما نايف بن عبدالعزيز فتغلغل حبه في وجدان المجتمع نتيجة دعمه ورعايته لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي هي علامة بارزة من علامات الشرع الإسلامي الحكيم الذي يعلم كيفية صلاح المجتمعات والأفراد، ولم يرضخ سموه لاندفاع المتهورين غير المقنع مطالبين بإنهاء دورها الإصلاحي البناء، من خلال أساليب قاسية فجة دونما حجة مقنعة، رغم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر إلهي لا يخفى على أحد، وردت حوله آيات كريمات متعددة، فأمر الله أحق أن يتبع، ورضاه أهم من رضا قاصري التفكير أو المغرضين، ولكن حنكة نايف بن عبدالعزيز الدينية والدنيوية ورؤيته الأمنية الشاملة جعلته يبني ولا يهدم، فأمر بالأخذ بالنقد البناء مع الحفاظ على هذا الصرح الإصلاحي الديني الذي يمتاز به مجتمعنا المسلم، والذي فوق ذلك تنادي به كل الشعوب، ولكن كل بطريقته فشرطة الآداب بحزمها وغلظتها لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات وإن اختلفت التسميات، والأمير نايف يعلم حق العلم أن دور الهيئة دور عظيم لاجتثاث الرذيلة ووأد الفساد، ولولا رحمة الله ثم جهودها لازداد عدد اللقطاء، والمبتزين، والمفسدين من الداخل والخارج، ولفقد المجتمع أمنه الأخلاقي.
وليست جهود سمو الأمير نايف الدينية والإصلاحية تقف عند هذا الحد فحسب، بل إنها تتجاوز ذلك إلى مجالات متعددة، لعل أهمها: توليه قيادة خدمة السنة النبوية في مجالات علمية وعملية متعددة، من أبرزها جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة حيث طبق فيها مبدأ المساواة بين جميع المسلمين والمسلمات، فقد نالت إحدى المواطنات السعوديات وهي الدكتورة نوال العيد الداعية والباحثة المعروفة فرصة الفوز بهذه الجائزة العظيمة التي تخدم سنة نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، في عصرنا الذي كثرت فيه البدع والانحرافات العقائدية.. هذا غيظ من فيض هذين الأميرين الفاضلين، حفظ الله تعالى بلادنا، وولاة أمرنا، وشعبنا، وأمة التوحيد، من الشرور وأهلها، في ظل مرضاته جل شأنه.
g.al.alshaikh12@gmail.com