البحرين - خاص بـ(الجزيرة)
أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية في مملكة البحرين الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح أن الوعي بتراث أمتنا الإسلامية يعيننا على فهم واقعنا المعاصر، والتعامل معه على أسس وثوابت سليمة قوية مستمدة من الكتاب والسنة، لافتاً إلى أن هذا التراث يتعرض اليوم إلى حركة تهميش، وتشويه، وإبعاد.
جاء ذلك في حديث للدكتور فريد المفتاح عن جملة من القضايا التي تتعلق بتراث الأمة وواقعه وسبل الاستفادة منه وتهذيبه، ومنها مفهوم التراث الإسلامي، والمنزلة الدينية للتراث الإسلامي، والموقف من التراث الإسلامي قبولاً أو رداً، وحاجة الأمة إلى التراث الإسلامي، حيث أسهب من خلال دراسة بحثية في شرح هذه القضايا.
ثم خلص إلى عدد من الاقتراحات التي رأى أنها ستساعد في إخراج التراث وإحيائه، تتضمن مجموعة من المراحل أولها وضع منهجية الكشف عن التراث والتعرف على أماكن وجود المخطوطات وحصرها، وهذا يستوجب مسحاً شاملاً لجميع المخطوطات العربية في مكتبات العالم، المرحلة الثانية: (الفهرسة والتصنيف العلمي للمخطوطات)، والتي تعين الباحث إلى الاهتداء إلى المخطوطة التي يطلبها، ونسخها في مكتبات العالم، والمرحلة الثالثة: الصيانة والترميم، نظراً لطول عمر المخطوط العربي وعدم توافر الظروف البيئية المناسبة للحفظ نتيجة للعوامل الجوية السائدة في أغلب المناطق العربية من حرارة ورطوبة وجفاف، وبفعل ما تعرض له المخطوط من إهمال نتيجة عدم الوعي بقيمتها حينا، والجهل بوسائل الحفظ والصيانة حيناً آخر، الأمر الذي يفرض علينا الحاجة إلى صيانتها وترميمها.
وقال: أما المرحلة الرابعة فتتضمن التصوير، والهدف منه هو الحفاظ على الأصول المخطوط، وتداول المصورات بين الباحثين بدلا من النسخ الأصلية، والمرحلة الخامسة: مرحلة الاختيار والانتقاء، وتقويم المخطوطات، ويراعي في ذلك جوانب كثيرة من أهمها: النظر إلى الأهمية العلمية للمخطوطات، وما فيها من إضافة علمية متميزة، والمرحلة السادسة: تحقيق ما لم يسبق نشره، حسب الأهمية، مما يستحق النشر، وكذلك تحقيق ما سبق نشره ناقصاً، أو دون تحقيق علمي، والمرحلة السابعة: النشر، بعد ظهور المطابع ودخولها بلاد المسلمين خاصة مصر في القرن التاسع عشر تمت عملية نشر التراث، والذي تحول معه الكاتب المخطوط ذو النسخ المحدود والمختلفة الصفحات من ناحية إلى كتاب مطبوع منتشر النسخ نسبياً، واضح الخط متحد الصفحات.
ودعا الدكتور فريد المفتاح إلى تأسيس مراكز متخصصة للأبحاث التراثية، على جميع المخطوطات، وصيانتها، والتقاء بعضها ونشراً علمياً محققاً، وإنشاء شبكة معلوماتية تربط بين جميع المراكز والمؤسسات العلمية في العالم الإسلامي وغيره من أجل التعريف بالتراث الإسلامي ونشره، وإنشاء جائزة للتراث الإسلامي تمنح لأحسن نص تراثي محقق قدمه محققون أفراد أو هيئات، وتنظيم دورات وندوات متخصصة تتعلق بخدمة التراث الإسلامي.