كتب - ماجد الزعاقي
حذر فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن أحمد القاسم الأستاذ المساعد بالمعهد العالي للقضاء خطر الطرح الذي يسعى إلى تهميش الرؤية الشرعية حيال المسائل الاجتماعية والتنظيمية مؤكداً على أن ديننا الإسلامي جاء كمنهج حياة، ومن ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} ولم يكن أبداً في يوم من الأيام كشريعة تمارس فقط في المسجد، أو بين جدران البيت، لأنه لو كان كذلك لكان قاصراً عن الوفاء بمتطلبات العصر، وحاشاه في ذلك.
مفاسد اجتماعية
وعرج فضيلته على موضوع الاختلاط الذي كثر الجدل حوله بقوله: وفيما يتعلق باختلاط النساء بالرجال إن الشريعة الإسلامية لم تمنع الاختلاط بين الرجال والنساء إلا لما يؤدي إليه من مفاسد اجتماعية كثيرة، ومن أراد أن يتعرف على المفاسد فليرقب المجتمعات غير المسلمة، ولينظر ماذا جنت تلك المجتمعات جراء الاختلاط من أضرار ومفاسد لا تحصى، يأتي في مقدمها فساد خلقي، وعلاقات محرمة، وانهيار أسري...، ناهيك عما ترتب على تلك العلاقات من أمراض حديثة لم يستطع العلم الحديث الكشف عن علاجها حتى هذه اللحظة.
عمل المرأة
وعن عمل المرأة يقول الدكتور القاسم أما عمل المرأة فلم يقف الإسلام حجر عثرة أمام المرأة، ولكنه هيأ الأجواء المناسبة لعمل يتناسب مع المرأة، ويتناغم مع أنوثتها، دون الزج بها في أماكن لا تخدم مصلحتها، ولا تراعي وضعها كامرأة مكرمة مصونة، مؤكداًَ أن إقصاء الدين عن عمل المرأة محاولة خطيرة، يراد من ورائها نزع حجاب المرأة، كما حصل في بعض الدول معبراً عن اعتقاده بأن المرأة المسلمة اليوم واعية لمثل هذه المحاولات التي تكشف عما وراء الأكمة.
إيجاد فجوة
كما أوضح الدكتور القاسم أن محاولة إيجاد فجوة بين المجتمع والأجهزة الشرعية محاولة لإضعاف دور الدين في حياة المجتمع، مؤكداً أنها محاولة يائسة؛ لأن الدين ليس سلعة تنتج في الأجهزة الشرعية، وإنما هو عقيدة وفطرة مغروسة في نفس كل مسلم، والأجهزة الشرعية في الواقع لم تنشأ عبثا، وإنما أنشئت لتحقق الأهداف التي وضعت لأجلها، وشريعة الله تعالى، كلها هدى ورحمة للناس كافة، فوجود الأجهزة الراعية لها، والمحققة لأهدافها هو من المصالح العامة التي لا يجوز الوقوف أمامها، أو إيجاد الفجوة التي توسع من هوة الالتقاء بها، والاستفادة من برامجها، لا سيما أن برامج الأجهزة الشرعية عادة ما تقوم بأدوار مهمة جدا في المجتمع، بحيث تقوي العواطف الروحية، وتعمق الجوانب الإيمانية، وترفع من مستوى العلم الشرعي لدى العامة، وانحسار مثل هذه الأدوار المهمة يؤدي إلى تعميق الممارسات المادية الصرفية التي لا ترعى اهتماماً بالجوانب الروحية والأخلاقية.. ولا يخفى الأثر السلبي الكبير لاختفاء مثل هذه المعاني عن أي مجتمع، يصبح كمجتمع الغاب، لا سمح الله.