للشريعة الإسلامية وضوح ونصوع وهو ذلك البيان الذي لا يترك لأحد الحديث من بعده، فها هي تأمرنا بأن نقوم بمهمة الفلاح بالأمر والنهي عن المنكر قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104)سورة آل عمران، كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ (110) } سورة آل عمران. واعتبرت ذلك من الأركان العظام في هذا الدين. وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذا إجماع الأمة.
وإننا في خضم هذه الأيام لنحتاج للتذكير بحكمة مهمة جدا ترتبط ارتباطاً بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي ضمن ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (للناس ثماني عشرة كلمة كلها حكم قال: ما كافأت من يعصي الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً، ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة في يديه، وعليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك الصدق، ولا تعرض لما لا يعنيك، ولا تسأل عما لم يكن فإن فيما كان شغلا عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلى من لا يحب لك نجاحها، ولا تصحبن الفاجر فتعلم فجوره، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا خشي الله، وتخشع عند القول، وذل عند الطاعة، واعتصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين يخشون الله، فإن الله يقول {ِإنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(28) سورة فاطر ويظهر من الكلمات تمثيلها فعلا لحكم تترى تطلب التفكر ووضعها في ميزان التطبيق.
ويظل لتطبيقها ظروف وملابسات تستلزم البذل والمثابرة والجد والاجتهاد والسعي الحثيث لبذل الغالي والنفيس في سبيل تطبيقها وهي غنية عن التعليق والتذكير بها يفتح باب التساؤل أيننا من هذه؟! وهل من وقفة مع النفس حول مدى تطبيقنا لها؟!!