كثيراً ما ترد إلى الخطباء تعاميم تنص على التحدث عن موضوع معين، وعادة ما تكون هذه المواضيع في غاية الأهمية، أدرك المسؤولون في وزارة الشؤون الإسلامية أهميتها وجدوى نفعها وعواقب الحديث عنها في خطبة الجمعة لعموم الناس. ولم تكن هذه التعاميم ارتجالية حماسية اندفاعية بل هي عبر خطة جيدة ودراسة متأنية ومبادرة رشيدة.
موقف الخطيب من هذه التعاميم يجب أن يكون موفقا إيجابيا بعيدا عن التذمر والاستهجان، ومن هنا فأحب من إخوتي الخطباء التفطن لأمور كثيرة منها:
أولاً: التعبُّد لله بتنفيذ هذه التعاميم واحتساب الأجر في ذلك، وأن يتذكر الخطيب أن هذا الامتثال من الدين؛ فالذي أمرنا بالصلاة والزكاة وأركان الإسلام والإيمان وغيرها هو الذي أمرنا بطاعة ولاة الأمر فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ..} وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} والأخذ ببعض النصوص دون بعض هو صفة من قال الله عنهم: {..أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..}.
ثانياً: معرفة الهدف والمراد من الأمر بالحديث عن هذا الموضوع وتحقيقه كما طلب والبُعد عن تحوير الخطاب أو جعل المستمعين يخرجون بالملل من هذا الموضوع، وذلك بعدم إجادة الطرح أو جودة التحضير للموضوع.
ثالثاً: عدم الملل والسآمة من تكرار الحديث عن الموضوع المطلوب الحديث عنه كما يحصل عند البعض لما طلب منهم الحديث عن الأحداث الإرهابية مرارا. ولو أنهم تناولوا الموضوع من عدة جوانب لما ملوا من الحديث عنه فإنه حقا حدث وموضوع ذو شجون وشعب وجوانب عدة وحق أن يكرر ويتناول من جهات عدة.
رابعاً: بعض هذه التعاميم يطلب من الخطيب السرية فيه؛ فالعمل على تنفيذ ما طلب يجب أن يكون كما طلب، وأي أمر فقد السرية فيما حقه السرية فمآله إلى الفشل.
خامساً: لتكن أخي الخطيب عند حسن الظن فيك، قائماً بما أسند إليك، متقياً الله فيما تأتي وتذر.
* حائل