للأبناء على آبائهم حقوق كثيرة، ليست مجرد الكسوة والطعام، والحرص على الصحة والتعليم والتأهيل حتى يعتمدوا على أنفسهم، وإن كنت أرى في هذا الوقت أن الآباء لا يزالون يعانون من أبنائهم وبناتهم حتى بعد زواجهم، فهم لا يزالون رافداً لهم بالمال، والسعي بالجاه، وحل إشكالاتهم، وتيسير ما يصادفهم من عقبات.
وأعود لموضوعنا، وما ابتدأت به، وهو حقوق الأبناء على الآباء، فحتى اختيار الأم أو الزوجة هو حق سابق للأبناء على آبائهم، فمن حق الابن الذي لم يأت أن يحسن والده اختيار أمه، التي هي زوجته، وإن لم يحسن الاختيار فلن يجني تربية سليمة، ولكنني بصدد الحديث عن حق من حقوق الأبناء على آبائهم ذلك الحق، هو اختيار الاسم الطيب المناسب.
والاسم الطيب فأل حسن حتى في المنام، وكان رسول الأمة يتفاءل بالأسماء الطيبة، والسلف الصالح كذلك كانوا يتفاءلون بالأسماء الحسنة، وهناك من غير الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة أسماءهم إلى أسماء حسنة بعد أن كانت أسماؤهم مستهجنة.
ومع أننا في عصر يزخر بالقواميس في منازلنا، وأعمالنا، وبشتى أنواعها الورقية والإلكترونية، إلا أن البعض ما يزال يعيش في عالم بدائي، حينما نرى البعض يختار لابنه أو ابنته اسماً غاية في القبح، تشمئز منه النفس، واقرؤوا إن شئتم بعض الإعلانات الفردية في الصحف أو جريدة (أم القرى)، وانظروا من يغيرون أسماءهم أو أسماء بناتهم، وهناك من هجر أو هجرت المدرسة بسبب اسمه أو اسمها، لأنه معيب وكان مثاراً للسخرية من زملائهم أو زميلاتهم.
وهناك من يسمي ابنه أو ابنته إعجاباً بفنان أو فنانة، ولا يدري ما معنى هذا الاسم ولا مدلولاته، وإنما استحسن صوت الفنان، ووجه الفنانة، وركب الموجة، ولذلك فلا عجب أن تجد كل جيل متميزاً بأسماء معينة، وغلبت فيه لأن هناك من ظهر في ذلك الوقت من الفنانين والفنانات!
واليوم وقد غزت القنوات الفضائية العربية والعجمية، فلنتوقع اسماً لبطل مسلسل مكسيكي، أو تركي، أو حتى من دول شرق آسيا، وإن شئتم فاسألوا مكاتب المواليد، والمكتبات - ولله الحمد - تزخر بكتب التراث، والكتب المعاصرة التي تبين الأسماء ومعانيها، والأعلام الذين حملوها.
alomari1420@yahoo.com