جازان - إبراهيم بكري
(محمد بن ناصر) أمير يقرأ المستقبل ويعيش المرحلة بعيون الأمل شخصية مزيج (القوة والطموح والإصرار) جعل من أرض جازان (ثروة) فهو ليلاً ونهاراً يغرس المشاريع (بذرة بذرة) ويسقيها بعرق (جهده) ويشمر السواعد كأول من يحفر الأرض بروح سباق الزمن.
(جازان) اليوم تنام على وسادة من (ذهب) تحتاج فقط من يقترب منها ويداعبها بمشاريع استثمار.. وتبقى (الثروة) الحقيقة هي (العقول) ومن يجيد استثمار العقل كسب الرهان وحقق المراد وصنع المعجزات..
(عقول جازان) الأكاديمييون والمثقفيون تلك العقول المهاجرة في بداية الثمانينات لأن الأرض حينها كانت (طاردة) جمعها ولم شملها (أمير جازان) في مساء عنوانه (العقول هي الثروة الحقيقية) ولأن نفس الرجل (محمد بن ناصر) يدرك أن لا تنمية ولا ازدهار يشرق بضياء إلا من عقول أبناء الأرض حضروا فراداً وجماعات هم 300 شخص أكاديميين ومثقفين التفوا حول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان في اللقاء الدوري السابع للأكاديميين والتربويين والمثقفين من أبناء منطقة جازان.
مساء صريح شهد ولادة الشفافية دون قيود والأمير محمد بن ناصر من البداية هو من طلب الحديث بصراحة وهو دوماً ما يردد في كل محفل (لا تجاملوني.. كونوا أكثر شفافية) وجلس في المنصة اثنان يتوسطهم الأمير وعلى كراسي المسرح ارتصت الأجساد متلاحمة بجوار بعضها تتأمل وتنصت وخلف حاجز من الخشب نسمع صوتهم ولا نراهم جلسن 50 امرأة من الأكاديميات والمثقفات!!.
أمير جازان: يتطلع من المواطن المشاركة في عملية التنمية والتفاعل مع معطياتها!!
عبر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان عن سروره البالغ بلقاء الأكاديميين والمثقفين من أبناء منطقة جازان من داخل المنطقة وخارجها ورفع سموه التهاني إلى أبناء المنطقة الذين اختيروا في القضاء الأعلى ومجلس الشورى أو في التصحيحات الإصلاحية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأشار سموه أننا ضمن ثلاث عشرة منطقة والتي تحظى بدعم متواصل من الدولة الرشيدة ونلاحظ دائماً صدور قرارات متلاحقة فيما يتعلق بنمو المنطقة وآخرها إقرار الخطة العشرية التي تم مناقشتها في لجنة تحضيرية.
وأكد سموه أن الدولة تسعى إلى استكمال البنية التحتية في كافة المجالات حتى تصبح منظومة متكاملة لخدمة المواطن والمقيم والوصول إلى أعلى مستويات الأداء والرفاهية حيث إن هناك مشاريع مستقبلية تعزز هذا الجانب ومن ضمن ما اعتمد هذا العام خمسة آلاف ومائة وثمانية وستون مليون ريال وهذا رقم يعتبر عاليا وأن هناك مشاريع تحت التنفيذ بقيمة أحد عشر ألف مليون ريال.
والحمد لله أصبح لنا جامعة جازان التي تسابق الزمن بتحقيق إنجازات عظيمة وهي فرصة لعودة العقول المهاجرة لأن الهجرة تعطل التنمية والمنطقة اليوم جاذبة بمختلف مقوماتها ويسعدنا جميعاً بالوضع الإداري ونحتاج إلى جهود لتقديم الدراسات والآراء منوهاً سموه بجهود المجالس المحلية والبلدية ومجلس المنطقة التي تنبع منها لجان تختص بمتابعة المشاريع.
واختتم سمو أمير جازان كلمته إلى أنه يتطلع من المواطن المشاركة في عملية التنمية والتفاعل مع معطياتها في كل ما يحقق الخير له ولمجتمعه.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان في اللقاء الدوري السابع للأكاديميين والتربويين والمثقفين من أبناء منطقة جازان والذي عقد بصالة الأمير محمد بن ناصر بكلية التقنية بجازان بحضور معالي مدير جامعة جازان الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع ومعالي وزير الدولة السابق الأستاذ الدكتور مدني بن عبدالقادر علاقي ووكيل الإمارة الدكتور عبدالله السويد والوكيل المساعد الدكتور عبدالرحمن الناشب والوكيل المساعد للشؤون الأمنية الدكتور حامد الشمري وجمع كبير من أبناء المنطقة برعاية صحيفة الجزيرة إعلامياً.
علاقي: بلا شك نهج مبتكر في التفاعل بين الرئيس والمرؤوس ينبض بالشفافية!!
وقد ألقى معالي عضو مجلس الوزراء وزير الدولة سابقاً أ.د مدني بن عبدالقادر علاقي كلمة شكر فيها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز على دعوته لحضور هذا اللقاء الدوري مشيداً معاليه بهذا العمل الفريد من نوعه الذي يتكرر على مدار العام ليتدارس فيه المجتمعون قضايا المنطقة واحتياجاتها وما تم إنجازه وما يراد له تخطيطه في نهج يغلب عليه الشفافية والصراحة والوضوح مشيراً معاليه إلى أن هذا اللقاء قد استنَّ سنة حميدة هي الاحتفاء ببعض أصحاب الإنجازات على مستوى الوطن والمنطقة وتكريم من كانت له بصمات في مجالات شتى في مسالك الحياة. وهذا بلا شك نهج مبتكر في التفاعل بين الرئيس والمرؤوس وليس هنا عقد هذه اللقاءات فحسب بل الإعداد الجيد لها والخروج منها بنتائج وتوصيات تخدم مسار العمل الدؤوب لقيادة المنطقة وأبنائها في شكل تعاوني وصريح وأثنى معاليه على مدراء هذه الجهود من أفراد ولجان مشيراً معاليه إلى أن هذه اللقاءات الدورية بين أبناء المنطقة ذات أهداف متعددة في دراسة الحاضر وتطلعات المستقبل واستشراف المشكلات والعوائق ومناقشتها. ويجب أن نؤكد هنا أن هذه المناقشات والمصارحات لن تصبح فعالة ومثمرة إلا بمتابعة دائمة لتنفيذ ما يتمخض عنها من توصيات وإزالة ما يطرأ من عقبات وقد يكون من الأوفق أنه في الوقت الذي تكلف به لجان لإعداد هذه اللقاءات أن تكلف لجنة من داخل الإمارة أو مجلس المنطقة للتأكد من تنفيذها أو ما اعترضها من معوقات ووجه معاليه رسالة إلى المكرمين والمحتفى بهم قائلاً: إننا فخورون بكم ونعتز بكم وأنتم رسالتنا إلى أبناء الوطن في جازان وصورتنا المشرقة إلى الوطن الأكبر من قدم منكم الخير لأمته ووطنه فإن رسالته لم تنته بعد وعطاءه لم ينضب أمامه الأبواب مشرعة للتواصل مع أهله ووطنه في وطن ديدنه الحب ومنهجه الوفاء وأقول لمن يتبوأ منهم منصباً جديداً إن اختيارك لمن يكون بالصدفة ولم يكن بالمحسوبية بل أنتم أهل لذلك وإنما الشرف والوفاء في ليلة الوفاء والعطاء ونحن نحتضن الليلة ونكرم نخبة من كواكب لمعة من أبناء المنطقة بيد الأمير المحبوب محمد بن ناصر بن عبدالعزيز.
وهنأ علاقي أبناء المنطقة قائلاً: رجل الشورى تحت قبته والعالم الشرعي في صومعته والأكاديمي في معمله ومدرجه والقاضي في ميزان الحق والشاعر في قضائه ورجل الأعمال في أرقامه.
الشيخ بشير: لفتة رائعة من الأمير والتكريم حافز للعطاء!!
وألقى الشيخ أحمد محمد بشير معافا كلمة المكرمين الذي أكد أن وقوفه في هذه المناسبة لإلقاء كلمة نيابة عن المكرمين سوى حسن الظن بي فجزى الله خيراً من أحسن بي ظنه ومن منحني من ذاته لطفه وقال إن جازان لتقدر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ولسمو أمير منطقة جازان الجهود المباركة في تنمية هذا الوطن ورفعه مواطنيه وما التغيرات الوزارية التي أعلن عنها والتنظيمات الإدارية التي تمس المواطن بشكل مباشر تعليماً وصحة وإعلاماً وقضاء إلا دليل على تلمس احتياجاته والرقي بمطالبة وشكر معافا سمو أمير جازان على هذه اللفتة بتكريم من يخدم الدين والوطن وسأل الله أن يكون التكريم حافز لمواصلة العطاء والبناء.
هيجان: ضرورة تأسيس مرصد حضاري!!
بعد ذلك استعرض عضو مجلس الشورى أ.د. عبدالرحمن أحمد هيجان محور اللقاء الدوري تحت عنوان (متطلبات التنمية في المرحلة القادمة نظرة مستقبلية) أشار فيها إلى مفهوم التنمية في المناطق بل في المملكة وهو مفهوم ومألوف ومستأنس لكافة المسؤولين والمواطنين في المنطقة يشهد بذلك ما تلحظه من أمثلة حاضرة على تسارع خطى التنمية في كافة المناحي الإدارية والاقتصادية والاجتماعية إلى جانب ذلك فإن تحقيق التنمية هو ضرورة وليس ترفاً وناقش موضوع متطلبات التنمية في المرحلة القادمة من خلال التركيز على المحاور التالية:
- تشخيص الوضع الراهن للمنطقة (توفير المعلومة).
- دعوة المسؤولين في الدولة إلى زيارة المنطقة.
- الاطلاع على تجارب الآخرين.
- الاستفادة من خدمات الدولة المتاحة.
- إعداد الخطط الإستراتيجية المعممة للمنطقة لتحقيق التنمية.
- إعداد البرامج والمشاريع.
- توفير البيئة الملائمة لنجاح جهود التنمية في المنطقة.
- رصد تجارب التنمية في المنطقة من خلال إقامة رصد حضاري لها الهدف.
المداخلات: الأمير يطالب بتفعيل تعاميم توظيف المرأة..!!
بعد ذلك تم فتح المجال لمداخلات للحضور من الأكاديميين والمثقفين والتي شكلت أهمية كبرى في سبيل توسيع المدارك وتلبية احتياجات المنطقة التنموية وشارك فيها نخبة من خبراء الإعلام والاقتصاد ولقد أدار الحوار أمين عام اللقاء الدكتور علي بن حسين صميلي وقد أجاب سموه عن هذه التساؤلات مبرزاً سموه المنجزات الاقتصادية والتنمية والمشاريع الخدمية على مدار الأعوام الماضية وشملت البنية التحتية ومشاريع التنمية وبرامج الإصلاح الاقتصادي والتنمية المحلية وتجربة اللامركزية والاستثمار في جازان وتطرق سموه إلى أنه صدرت توجيهات لإيجاد مجالات للمرأة التي تشكل نصف المجتمع وحث كافة الجهات المعنية وأفرع الوزارات بتطبيق والتعاميم التي صدرت لإيجاد مجالات عمل للمرأة التي تعد شريك حيث إنها تربي النشء الصالح ومربية الأجيال.
وفي مداخلة للدكتور على الشعبي متسائلاً عن التنمية السياحية وما تزخر به المنطقة من مقومات هائلة وما صدر من قرارات باستثمار الجزر وتدشين العبارات الجديدة.
العريشي: جامعة جازان أول جامعة في المملكة تدرب طلابها في مستشفيات عالمية!!
وفي مداخلة أخرى من عضو مجلس الشورى الدكتور جبريل عريشي أكد أن أول مواطن سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية كان من أبناء منطقة جازان وأول من اكتشف حمى الوادي المتصدع في جنوب المملكة وشخص الحالات كان من أبناء المنطقة وقد حصل على ميدالية الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى والتي تعطي عادة إلا لرؤساء الدول ومنطقة جازان تزرع وتنتج 132 صنفاً من المانجو وأول دفعة تخرجت من كلية الشريعة نواة جامعة الإمام كان عددهم أربعة منهم اثنان من منطقة جازان وكان ذلك قبل خمسون عاماً وتعتبر جامعة جازان أول جامعة في المملكة تدرب طلابها في مستشفيات عالمية ولديها خطة للاستمرار في تدريب الطلاب بمستشفى جامعة البنوي في أمريكا خلال العطل الصيفية.
وشارك في المداخلة الزميل الإعلامي موسى محرق بما تعيش المنطقة من تشبعاً وضخامة في التنمية بكل مجالاتها المختلفة ودعوته إلى تنمية وسائل الإعلام لتكون أكثر فعالية وتأثيراً في ممارسة صياغة الأفكار والرؤى الحقائق والمعلومات باحترافية بما يتفق وخطط التنمية كما شارك الإعلامي والكاتب أحمد مجلي عن دعوته إلى تنمية الريف في القرية ورفع المستوى الاجتماعي وتنمية الريف والقضاء على الفقر.
وأشار الدكتور محمد الحازمي إلى ما شهدته المنطقة من تطور في المجال الصحي وخاصة مكافحة الملاريا وطالب بمراكز متخصصة للقلب ومستشفيات تخصصية.
أما الدكتور محمد ربيع المدخلي طالب الاهتمام بتوسعة الطرق وافتتاح كلية للشريعة بجامعة جازان فهي مطلب لأي جامعة حسب وصفه.
آل هيازع: خطط وإستراتيجية لافتتاح كليات جديدة يحتاجها سوق العمل!!
ومن جانبه معالي مدير جامعة جازان الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع أكد بأن بدعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان جامعة جازان تسابق الزمن وتحقق إنجازات كثيرة وأكد أنه هناك خطط وإستراتيجية لافتتاح كليات جديدة يحتاجها سوق العمل مضيفاً أن بدعم حكومتنا الرشيدة تشهد اليوم المدينة الجامعية حراك بناء بأكثر من 2 مليار ريال مشاريع مختلفة وفي المستقبل القريب ستحتضن الجامعة أكثر من 50 ألف طالباً وطالبة ولا يخفى على أحد أن نسبة القبول في الجامعة هذا العام 160% لتحتضن اليوم أكثر من 33 ألف طالبا وطالبة ومما يجب ذكره أنه اليوم بنات المنطقة يدرسن في كليتي طب وعلوم طبية تطبيقية وتخصصات أخرى سوف تساهم في تعزيز دور المرأة مستقبلاً. وأشار مدير جامعة جازان إلى شراكة الجامعة واتفاقيات تعاون مع جامعات عالمية في أوربا وأمريكا وأستراليا مطمئن الجميع بأن المستقبل مشرق في ظل دعم حكومتنا الرشيدة وتوجيهات سمو أمير منطقة جازان ومتابعة معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري.
كما شارك في مداخلات مماثلة أمين جازان المهندس عبدالله القرني ومدير عام الشؤون الصحية الدكتور محسن الطبيقي ومدير عام المياه المهندس حمزه القناعي تتطرقوا من خلالها إلى ما تشهده منطقة جازان من مشاريع تنموية في مختلف المجالات.
أما الدكتور حمود أبو طالب بحديث الصراحة أكد أن لا مكان في جازان لأي مقصر مشيراً إلى أن على مدراء الجهات الحكومية إدراك حجم المرحلة والتفاعل معها وفي مداخلات أخرى للدكتور محمد منور والدكتورة مريم طالبي والدكتورة بدرية بهكلي طالبوا جميعاً استثمار عقول أبناء المنطقة وتعزيز حضور المرأة ومشاركتها في التنمية.
لغة التكريم والوفاء تعزز العطاء في جسد كل مخلص ومخلصة بأنامل أمير جازان!!
بعد ذلك قام سمو أمير منطقة جازان بتكريم عدد من أبناء المنطقة، وهم: د. عبدالرحمن هيجان ود. جبريل عريشي بمناسبة انضمامهما إلى مجلس الشورى، والشيخ علي حكمي لانتقاله من الشورى إلى هيئة كبار العلماء، وعضو مجلس المنطقة الشيخ أحمد بشير معافى، ود. عبدالله باصهي عميد كلية المجتمع سابقًا، وحسن القربي مدير إدارة التربية والتعليم سابقًا، والأديب د. عبدالرحمن الرفاعي، ورجل الأعمال عبدالرحمن عقيلي، ووصيف أمير الشعراء محمد إبراهيم يعقوب، وسيدة الأعمال مليحة بابقي.
كما تم تكريم أمين عام اللقاء الدكتور علي بن حسين صميلي نظير جهوده في نجاح اللقاء.