واشنطن - رويترز
قال محللون واقتصاديون خلال مؤتمر للطاقة الأربعاء إن ضعف الاقتصاد العالمي وتحول السياسة في الولايات المتحدة صوب الطاقة المتجددة سيدفعان الشركات إلى إلغاء مشروعات للنفط، وهو اتجاه يثير قلق المنتجين. ومع تراجع سعر النفط من ذروة 147 دولاراً للبرميل في يوليو تموز الماضي إلى حوالي 50 دولاراً اليوم سيكون على شركات النفط خفض الإنفاق، وقد يواجه بعضها خطر الإفلاس إلى أن تتحسن الأسعار.
وقال بول سانكي محلل النفط لدى بنك دويتشه خلال المؤتمر السنوي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (نرى فعلاً أن الانتقال من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين يتمثل في موت النفط ونهاية عصر البترول). وقال إن ضعف الاستثمار بمشروعات النفط في ظل انخفاض الأسعار سيخلق حتماً أزمة معروض حالما يتحسن الطلب مما سيدفع الأسعار مجدداً إلى مستويات قياسية مرتفعة.
وقالت سوزان فاريل من شركة بي.اف.سي انرجي الاستشارية إنها تتوقع تراجعاً حاداً بنسبة 29 أو 30 بالمئة في الإنفاق على التنقيب والإنتاج. وأبلغت المؤتمر (إذا انتظرت فإن السعر لن يرتفع فحسب بل وستنخفض التكلفة ومن ثم توجد محفزات كثيرة للعدول عن المشروعات الجديدة). وأشارت إلى أن بعض الشركات أرجأت الإنفاق على عمليات الدمج والاستحواذ في العامين الأخيرين ومن ثم أصبح لديها سيولة كبيرة.
في المقابل استدانت شركات أخرى مبالغ كبيرة لزيادة الطاقة الإنتاجية ومن ثم يتعين عليها الآن سداد الفواتير عندما ينحدر الطلب. وقال سانكي إن عاماً آخر يستمر فيه سعر النفط عند 50 دولاراً للبرميل سيفضي إلى انهيار الكثير من شركات النفط الصغيرة التي تبلغ نسبة ديونها إلى رؤوس أموالها مئة بالمئة بالفعل. واتفقت فاريل معه في الرأي قائلة (نعتقد أنه ربما في 2010 ستكون هناك هزة كبيرة) مشيرة إلى احتمال حدوث اندماجات بين الشركات.
وقالت إن شركات كثيرة ستختفي على الأرجح. وأضافت أن زيادة الاندماجات قد تكبح الاستثمار بدرجة أكبر. وقالت (عندما ترى اندماج شركتين من الحجم المعقول فإن شيئاً لا يحدث لمدة عام). وقالت إن الاندماجات تنطوي على (تأجيل كبير للمشروعات) نظراً لحاجة الشركات إلى إعادة تقييم محافظها وإعادة ترتيب أولوياتها.
لكن جون فيلمي كبير الاقتصاديين لدى معهد البترول الأمريكي قال إن تراجع الطلب على النفط أقل حدة بكثير عنه في الثمانينات. وقال إن الأسعار قد تتحسن وقد تحدث تغيرات كثيرة بسرعة وهو ما يقدم مبرراً وجيهاً لمواصلة الاستثمار رغم انخفاض أسعار النفط.