ياآآه
حزينة هذه الأوراق
رسوم أطفال
حروف بريئة
عبرات تجتاح ذلك الصمت
أقلب الأوراق
وتسقط عيني على تاريخها
مرت سنون..
ذهبت أيام..
تم نسيان كل ما جرى فيها..
هذه الصفحة تتمنى لك الفرحة الأبدية
والآن تراها وتختبئ تحت أدراج الصمت
وتلك حروف ثابتة
كحروف والدتك وأختك
***
أوراق أعادتني للوراء
كيف لهذا العمر أن يمر كلمح البصر
تخونني الكلمات
وتهرب عن التعبير
تفضل الصمت وكتمان صرخات تلك الضحكات
وفرحة تلك الأيام
أتعلمون أي أيام؟
هي أيام الطفولة
دفتر ذكريات طفلة
تتصفح أوراقه
تجد حروف بريئة
عبارات ناعمة كروعة الأطفال
وألوان أقلام محتها السنون فأصبحت شاحبة
تضع هذه الأوراق بين يديك
فتخونك الذكريات وتسقط حبات الدموع على خديك رغماً عنك
لا تتجرأ على مسحها
أو حتى إخفائها
كتلك الصفحات
لا تستطيع التخلص منها
لأنها ولدت معك
وعاشت بين أدراجك
وتحمل تواريخ موثقة
وثقتها حياتك
ذكرياتك
طفولتك
لم تنتهِ هذه الدموع
ولم تنتهِ صفحات تلك المذكرة
لا تستطيع إغلاقها
فكل حرف يشدك
تضحك على براءتك
وتسخر من حروفك وأخطائك الإملائية
تبحث عن تلك الأماني التي كتبت لك وتحققت
كنت تبحث عن أكبر عدد من الكتاب لصفحات دفترك
والآن تبحث عن أكبر عدد من الحروف البريئة
ذهبت
ولّت
تلاشت
أصبحت كالسراب
والسراب لا يصبح حقيقة إلا للحظة واحدة بالعمر
مال هذه الموسيقى أصبحت حزينة
هل تعلم أني أنبش عن ذكرياتي
وأحاول استرجاعها بضحكة تغمرها الدموع
***
للحظة حال الصمت
بدأت الذاكرة تسترجع أيامها
قهقهاتها
ضحكاتها
دموعها
أمنياتها
ونعمومة أطرافها
لم تهتم إلا بتلك الدمى
ولم تتمنَّ إلا تلك الألعاب
تستيقظ كل صباح والابتسامة على وجهها
تذهب فتقابل صديقتها والفرحة بين محياها
حديثهم مشوق
عن آخر إصدارات الدمى
وآخر حلقات برامج الأطفال
يبدأ الدرس
تلتزم كل(ن) منه(ن) الصمت
حاول(ن) جاهدات للوصول للقمة
عند الخطأ تبدأ دقات القلب بالسرعة
وتتحجر الدموع داخل محاجرها
وعند الصواب تبتسم لعبارات المديح
انتهى وقت الدرس
حان وقت الراحة بعد عمق المشقة
تستمع إلى صرخاتهن
وتشدك دقات ركض هذه وتلك
واحدة تسقط
وأخرى يغمى عليها من الضحك
معمعة
ازدحام
أصوات صراخ
حانت الدقائق
دق جرس تلك المدرسة
وصحوت من سرد ذكرياتي
أغلقت مذكرتي الصغيرة
وحاولت جاهدة تهدئة عينيّ المغمورتين بالدموع
كتبت على آخر صفحاتي
تلك هي مذكراتي في وقت طفولتي وبراءة تصرفي