لقد آلمني المساء كثيراً أذكر تلك الأيام البائدة.. تلك الأيام ما تبقى منها سوى صوت الحداء.. عرج أيها القلب الجريح تركت لك قصيدة عطشى بلَّلها الوجع، وناياً حزيناً يعزف على أوتارها المهترئة آمالاً مبعثرة.. لم يعد المسافر بعد.
هناك ضوء خافت في مكان ما وهن ربما تاه صاحبه نسي أنه يواجه ليلاً ضارباً في أتون غيب قصي، تنام أيها القلب.. حتى وجعك عافه الزمن، المكان اللحظات القاسية.
هناك كن لا معنى لأن تصرخ أو تشتكي أو تطلب من هذا المستلقي على فراش الموت أن يهبك ما تبقى من روحه أنت قلبي، وأنا حيث آخذك كن لأنك قلبي، وأنا لن أدركك تُرى لك معاد.. لك أوبة أتركني استلقي هناك ريثما تعود من غيابك، أيها المثخن بوجعك، عد انتظرتك اللحظة حقباً.. عد.. أنت تبحث عن يد تلملم ذلك الشتات.. دع لدمعتك وطناً تستريح فيه، قلباً تخلد فيه..
أنت تجالد هناك، عد لا مكان لك غير أوبتك ولا حلم لك غير أن تعود، قد يعزف المكان آخر ألحانه عند عودتك، سنخبرك كم كنا مشتاقين لك، وكم أنت لا درب لك، ولا أوبة ولا وطن.. عد أيها القلب.. بما تبقى منك، عد؟