متابعة - محمد المنيف
اختتم الأسبوع الماضي بمركز الأمير فيصل للفنون بمعهد العاصمة النموذجي المعرض التشكيلي الأول لنتاج الدورات الفنية للسجناء والمفرج عنهم وإبداعات الموهوبين من أبنائهم وأسرهم التي تتضمنها برامج الإصلاح بمشاركة عدد من التشكيليين، وقد حمل المعرض رسالة مهمة لمن لديه أدنى شك في كيفية التعامل مع السجناء بما أبانه المعرض من جزء لا يقل عن بقية السبل الإصلاحية التي تقوم عليها وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للسجون هذه الدورات التي تقام للموهوبين من السجناء في مختلف السجون بالمناطق والمحافظات وعلى مختلف ميولهم تمثل جزءا من النهج العام للإصلاح وتقويم السلوك ابتداء من التوعية الدينية وإعادة تأهيله للعودة إلى الحياة بعد انتهاء محكوميتهم وهم مسلحون بالعمل وبالقدرات الفنية والمهنية.
نواف.. فرع الشجرة الطيبة
حظي المعرض بالموقف المعهود من صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بما عرف عن هذا الرجل الفرع من الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء من رجل يحمل في صدره قلبا نابضا بالمشاعر قلب تشكل من قلوب احتضنت الوطن ومن فيه سبقته في فعل الخير والحب، كيف لا وهو حفيد حبيب الشعب الملك فهد - يرحمه الله - الذي بكاه البعيد والقريب في كل بقاع العالم وكيف لا يكون مفعما بالعاطفة وحب الخير للناس وهو ابن فيصل بن فهد - يرحمهم الله - الرجل الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة الذي لا زال يذكر فيشكر في كل صلاة ليتيم أو محتاج، لقد كان موقف الأمير نواف في معرض السجناء حينما أعلن دفع القيمة الإجمالية للوحات التي قام على تنفيذها السجناء والمفرج عنهم والموهوبون من أسرهم مع منح اللجنة حق بيعها مرة أخرى ما أعاد للمشاركين من السجناء وأسرهم الأمل والتفاؤل بما قد يتحقق لهم في حال الاهتمام بمواهبهم إضافة إلى ما سيعود على اللجنة من دعم يسهم في سد جوع أسرة تركها السجين دون راع فكان لها من الخيرين من يقف ويساند أمثال الأمير نواف.
قد لا يستطيع أي من هؤلاء الذين اقتنيت لوحاتهم أو أعمالهم الفنية على البوح وإعلان شكره ولكننا شعرنا بها عن بعد وشعر بها كل من تلقى الخبر، فشكرا لك على هذا الموقف وشكرا لمنح الأعمال فرصة للبيع مرة أخرى فقد كنت بهذا ساعيا إلى زيادة الأجر لك ولمن تعلمت وورث منهم هذا الإحساس وهذه الأريحية.
تجربة ناجحة وسنة محمودة
يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومنها ما قام به الأمير نواف في دفع هذا المبلغ وما تبعه من إتاحة فرصة لبيع الأعمال فكان للكثير منها بيع مرات عدة أسوة بموقف سموه الذي يشكل مصدر أمل كبير للمعارض التشكيلية الخيرية بان تحظى بمواقف مماثلة لهذا الموقف الإنساني الكبير الذي أثلج صدور المحتاجين وعزز الدور الإنساني لهذا الفن فكانت ردود الفعل بكل السبل والعبارات منها الدعاء له بان يجعلها الله في موازين أعماله ومنها الإشادة من الفنانين الذين حملونا الرسالة على ما حظي به الفن التشكيلي من اهتمام وتقدير تمثل في اعتباره سبيلا وجسرا وحلقة وصل يسهم في أعمال الخير.
حيث أثبتت هذه التجربة الأولى في مجال الاهتمام بإبداعات السجناء والمتمثلة في المعرض الأول للفنون التشكيلية بمشاركة نخبة من التشكيليين الشباب وحققت المكاسب المتعددة التي من أهمها اطلاع الجمهور على ما يلقاه السجناء من عناية واهتمام وإصلاح عبر منهج نابع من القيم الإسلامية الهدف منه إصلاح وتأهيل السجناء وإعادتهم لمجتمعهم ليشاركوا ويساهموا في بناء الوطن، منهج تعددت فيه المشارب أتيح فيه لكل صاحب إبداع فرصته في العلوم والهوايات والأنشطة ومنها الفنون التشكيلية الوسيلة المهمة في مجال العلاج وبناء الشخصية.
الأمير نواف والذكرى الطيبة
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلنا أن نعيد القول ونكرره بكل سعادة احتفاظا بالحق في دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تأسيس الفن التشكيلي وتبنية على مدى ثلاثة عقود ونيف بدعم ومتابعة وحرص من الراحل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد التي لا زالت آثاره باقية في تصاريحه الصحفية وبكلماته التي سجلها بكل حب وثقة في أبنائه التشكيليين في سجل الزيارات لكل المعارض التي قام بافتتاحها الفردية والجماعية تحمل الإشادة والإعجاب والتقدير بالأعمال المعروضة بها فأصبحت تلك العبارات اكبر محفز للفنانين على العطاء والمنافسة مع ما كان يرحمه الله يتابعه عن قرب ويوجه به ليصل الفنانون إلى مصاف الفنانين العالميين حضورا في المناسبات الدولية فكان لهم ذلك محققين المراكز المتميزة.
كما ان في افتتاح هذا المعرض بمركز الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله بمعهد العاصمة النموذجي ما أعاد لنا الذكريات الطيبة للأمير الراحل عند افتتاحه اغلب معارض الرئاسة والمسابقات التشكيلية الخليجية والمعارض العربية التي تستضيفها الرئاسة في هذا الموقع والمكان الذي لا زال يحتفظ بعبق طيبه وصدى عباراته المشجعة للفنانين.
آراء وإشادات
تلقت الصفحة الكثير من الآراء حول المعرض حيث تحدث الاستاذ غانم الغانم المدير التنفيذي للجنة رعاية السجناء قائلا نحمد الله قبل كل شيء الذي يسر لنا إقامة أول معرض خيري للموهوبين السجناء وأسرهم وأود أن الفت انتباه الجميع أن نجاح المعرض جاء بعد اهتمام ومتابعة شخصية من سعادة رئيس اللجنة الأستاذ عبدالسلام بن صالح الراجحي الذي قام بالإشراف على سير العمل بشكل مباشر, حيث كان لمتابعته الحثيثة وتوجيهاته المستمرة لطاقم العمل دور فعال في تذليل كل العقوبات والصعوبات التي واجهتنا في إقامة المعرض.
كما سرنا تكرم سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب تشريف حفل الافتتاح ومبادرته الكريمة في شراء جميع لوحات المعرض. وتبرع سموه بمبالغها لدعم الأسر المستفيدة من برامج اللجنة.
حيث فتحت هذه المبادرة فرصة أمام الجميع لشراء اللوحات من جديد ليكون ريعها للفئات المستفيدة من برامج اللجنة..
كما أشار الأستاذ مطر الشمري مسؤول العلاقات العامة والإعلام إلى أن إقامة المعرض الخيري الأول للموهوبين السجناء وأسرهم والذي احتضنه مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون بمعهد العاصمة النموذجي وافتتح على شرف صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد جاء ليؤكد أن دور اللجنة وما تقوم به من أعمال إنسانية وأنشطة خيرية ليس مقتصرا على الفئات المستفيدة وحسب بل يعم ويصل جميع أفراد المجتمع ليطلعوا عن قرب ما نقوم به ويستشعروا أهمية المساهمة معنا في إكمال مسيرة العطاء, لذلك حرصت اللجنة على تنوع أدوارها وأنشطتها وبرامجها وتعمل جاهدة لتلمس حاجيات من ترعاهم والوقوف معهم في محنتهم.
إن أهداف اللجنة التي نؤمن بها ووضعناها نصب أعيننا جعلتنا نعمل كمنظومة واحدة.
الفنان ناصر الموسى قال إن مثل هذه المعارض الخيرية تأكيد على ما يحمله هذا الفن من دور فعال في الاعمال الانسانية ولهذا نحن مع هذه التجربة للجنة وعلى استعداد للمشاركة في معارضها القادمة، من جانبه تحدث الفنان سعود الدريبي احد المشاركين باعماله ان مشاركته تنبع من دور الفن في خدمة المجتمع خصوصا الاعمال الخيرية كما اشاد الفنان عبد العزيز الناجم بهذه الخطوة من اللجنة في اقامة الدورات للسجناء ممن يمتلكون المواهب كأسلوب تأهيل وإصلاح.