لا تزال ثقافة المعرفة قاصرة لدى العامة، بل تكاد تلحق بالخاصة ممن يتوقع أن يكون لديهم العلم بكيف يتصرفون عند الأزمات وتحديداً البيئية كالتي نمر بها؛ إذ يبدو أن المتغيرات الطبيعية التي تظهر في مستجدات المناخ، وتداخل المواسم، وهجمة العواصف الترابية بأشكال لم يعهدها المرء، توحي بمرور منعطفات مفصلية في تركيبة كل شيء حول الإنسان، ليس فقط متغيرات الأرض والإنسان فوقها بل أيضا الفضاء وأجواؤه؛ لذا فهناك ما يدعو لنشر ثقافة المعرفة بكيفية التعامل مع هذه المتغيرات حين تداهم الرعود والصواعق والأمطار العزل في الدروب الطويلة، وفي الصحراء الفسيحة، وخارج البيوت والعربات، فحادثة الرجل الذي صعقته العاصفة الرعدية وقطيع أغنامه وأردته أثرا بعد عين، لوحظ في الصورة التي نشرت له جهاز هاتفه النقال ملقى عن قُرب من جثته، الأمر الذي يؤكد أنه أصيب أثناء إجرائه مهاتفة، فكما تعرف الإنسان بمختلف مستويات مداركه، وثقافته كيف يقتني الهاتف النقال ويجري مهاتفاته ويقيم علاقاته بالآخر عنه ويقضي حاجاته به، وسيلةً تقربه مما وممن يريد وهو في مرعاه، فإن هناك الكثير من المعلومات اللازمة من الضرورة أن يتلقاها الصغير والكبير، داخل المدن وفي القرى والهجر، بمختلف مستوياتهم المعرفية تتعلق بكل ما يستجد من متغيرات وطوارئ البيئة والأجواء والصناعات والمستهلكات في حياتهم، وطرق الوقاية منها أو الحفاظ عليها. إن معرفتها لا تقل أهمية عن معرفة الأساليب الصحيحة للغذاء والنظافة واتخاذ الفعل المناسب في الوقت المناسب للحيطة والحذر كي لا تلحق الخسائر بالإنسان كما أخذت تجتث في دخيلته قيماً كثيرة ومبادئ جميلة.