بالطبع ليس لدى شعبنا السعودي النبيل والأصيل ما هو أغلى من الوطن الغالي ومليكه المفدى الغالي. وحينما يقوم مليكنا الغالي بإهداء وطننا الغالي أية هدية فإنها ستكون أغلى الهدايا.. فكيف إذا كانت تلك الهدية تتمثل في رمز غال من رموز وطننا الحبيب، وهذا الرمز قد خدم وطنه طويلاً من خلال أصعب مهمة تلقى على رجل يعد عن آلاف الرجال، يحركهم ويفكر لهم ويوجههم إلى أية ثغرة مهما كانت ضئيلة تتعلق بأمن الوطن، إلى أن ضُربت به الأمثال في ضبط أمن بلاده على مستوى الشرق الأوسط كله. وبالطبع هذا الرجل يتميز عن غيره من الرجال بسعة الأفق والتحوط والرؤية الثاقبة واستشراف الأحداث ووضع تصوراته النافذة لمعالجتها أوان الوقوع. ولكي لا نذهب بعيداً في التخمين فإننا نعني هنا نايف الأمن والنائف من الرجال، وأقول النائف من الرجال لأن كل الذين خبروه عن قرب وتشرفوا بمقابلته رأوا فيه سعة الصدر والاستماع والاقتناع أو الإقناع مهما كانت القضية المطروحة أمامه، وفوق هذا وذاك يمتلك لغة مقنعة لا تتخطى خطوطه الأمنية مهما كان محاوره يملك من مهارة المنطق والعبارة المراوغة الذكية؛ وذلك لأن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يكره المراوغة والمراوغين والمواربين والكذابين والانتهازيين، وهو العدو الأول للسوء مهما كان ذلك السوء كبيراً أو صغيراً.
ولعل ما يدهش في نايف حقاً أنه قد رأى في الإرهاب ما لم يره المهادنون والمطبطبون على ظهر الإرهاب الذين يعطونه التسميات المواربة الملتبسة لهذا الشر المستطير كقولهم (الضلال) أو من يقوم به (الضالون) أو الخارجون أو المغرر بهم؛ وذلك لأن سموه وحده حينما يتحدث عن هذا الوباء الداهم يشير بما لا يتعارض مع الدبلوماسيين إلى أن هؤلاء المجرمين تحركهم دول تريد زعزعة الأمن في هذه البلاد، ويكاد في كل حديث يقترب من كشف القناع عن الوجه القبيح والبغيض لهذه الدول التي ترتدي قناع الصديق.
وهذا بالطبع ما كشفه صراحة أحد قادة الإرهاب حينما آب إلى رشده وأحس بأنه وكل المجموعات الإرهابية كانت تحركهم دول لتقويض نظام بلادهم الأمني، ونعني بذلك المطلوب أمنياً المستسلم أخيراً محمد العوفي، ناهيك عما وقعوا فيه من شبهات شرعية دفعت بعضهم إلى تكفير أنفسهم.
وهذا بالضبط ما كان يشير إليه صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، وإن لم يُسمِّ الدول والجهات المشبوهة التي تقف وراء هذه الحركات التي تنوي ببلادها شراً. ولكن ها هو يقولها العوفي على رؤوس الأشهاد (ومن فمك أدينك) كما يقول المثل.
* * *
يبقى القول أخيراً أننا نهنئ أنفسنا ونهنئ هذا الوطن الغالي الجميل بهدية مليكه الغالي لاختياره أميرنا الغالي نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً دائماً لأمن هذا الوطن الحصين بإيمانه ورجاله المخلصين.