طالعتنا بعض الصحف المحلية الأيام الماضية بأخبار صحفية مصورة عن فوز قيادات شابة سعودية من القطاعين العام والخاص بجوائز لأفضل رئيس تنفيذي في قطاعات مختلفة. وقد اعتدنا سابقاً على مثل تلك الجوائز، لكن الغريب هذه السنة أنها جاءت بكرم حاتمي (وبالجملة)، فهي ليست لشخصية واحدة بل لشخصيات عديدة. وإن صدقت تلك النتائج فهذا مؤشر يجب أن نعتز به، حيث إن لدينا قيادات تنفيذية على المستوى المطلوب.
أنا شخصياً أضع أكثر من علامة استفهام على كيفية تنظيم مثل تلك الجوائز، ولا أعلم كيف تتم عملية اختيار الشخصيات المرشحة للفوز بالجوائز وآلية تقييم النتائج واختيار الفائزين. الجهة المنظمة لتلك الجائزة هي بالمناسبة دار نشر أجنبية، هدفها الرئيس تجاري بحت وتسويق لمجلتهم التي لم تنجح بالانتشار لضعف محتواها فلجأت لتلك الطريقة بترشيح مجموعة من القيادات السعودية للفوز بالجوائز. ولا تكتفي بذلك بل تنظم هذه الجائزة بكل دولة خليجية وترشح مجموعة قيادييها للفوز بجوائزها.
كنت قد وصفت ذلك في مقال سابق لي بأنه (ضحك على الذقون) واستغلال من شركات وجهات أجنبية لقادتنا التنفيذيين. وأؤكد رأيي السابق أن القادة التنفيذيين البارعين والمميزين في وطننا الغالي معروفون وهم ليسوا بحاجة إلى جوائز (بهرجة) وأعمالهم وأنشطة منشآتهم تتحدث عنهم، وكفاية أن نكون تابعين لهذه الجهات والوكالات التي تخدم مصالحها من خلال مؤسساتنا العامة والخاصة. ومثل تلك الجوائز ستكون ذات قيمة ومعنى لو تمت من خلال جهات وطنية وليست أجنبية، فمن الأولى أن تنظمها إحدى الغرف التجارية الصناعية في المملكة وتشكل لها لجاناً متخصصة وتوضع لها معايير وآليات واضحة للترشيح.
جميعنا نفخر بأن لدينا في المملكة كفاءات وقدرات إدارية مميزة تفوق ما هو موجود في كبريات الدول التي سبقتنا في كثير من المجالات، وما يضيرنا هو أن يأتي بعض الدخلاء لاستغلالنا بطرق أكل عليها الدهر وشرب.
Fax2325320@ yahoo.com