الأصداء الإيجابية التي أعقبت أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باختيار سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء لم تأت من فراغ، وما شاهدناه وتابعناه من ابتهاج عبر عنه المواطنون بالأقوال والمقالات وإعلانات الصحف لم يكن فعلاً مجاملاً ولا هو من باب القيام بالواجب في مثل هذه المناسبات، فاختيار خادم الحرمين الشريفين جاء متميزاً من عدة وجوه: فالرجل المختار فعلاً هو الرجل المناسب للمكان المناسب، وأزيد عليه في الوقت المناسب، فالأمير نايف بن عبدالعزيز رجل دولة متمكن وركن أساسي من قيادة هذه البلاد التي تزخر بالرجال من أبناء عبدالعزيز رحمه الله.
وسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز قدم خدمات جليلة لدينه ثم لمليكه ووطنه وأبناء شعبه منذ اضطلاعه بأول عمل له في الدولة حينما اختير أميراً لمنطقة الرياض ومن يومها عرف عنه التدين الشديد والإخلاص والتفاني والابتعاد عن الكلام حيث كانت أفعاله تتكلم عنه، ومن ثم اختير نائباً لوزير الداخلية وبعدها وزير دولة للداخلية وبعدها تسلم مسؤولية واحدة من أهم الوزارات.. الوزارة المسؤولة عن أمن الوطن وأبنائه، وقد تفوَّق الأمير نايف بن عبدالعزيز على نفسه وأقرانه وأدار مؤسسات أمنية شهد لها الجميع بالنجاح والتفاني والإخلاص والتفوق، والوطن والمواطنون لا ينسون ما قام به سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ورجاله أبناء المؤسسات الأمنية بترجمة وتحقيق توجيهات وتعليمات قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتصدي لعناصر الفئة الضالة واستئصال شرورها، ويحسب للأمير نايف بن عبدالعزيز ورجاله من أبناء الأجهزة الأمنية مواجهة أعتى وأشرس العصابات الإرهابية التي لا يتوانى أعضاؤها من القيام بأبشع الجرائم، وقد عانت كثير من الدول من جرائمها، ولا تزال تعاني وتعجز هذه الدول عن مواجهتها، إلا أن المملكة وبعون الله ثم بتوجيهات وتعليمات خادم الحرمين الشريفين الذي أوكل المهمة لنايف بن عبدالعزيز قد نجحت والحمد لله في القضاء على شرور القاعدة وأذنابها وأصبح فعل ونجاح المملكة وتجربتها الرائدة مثالاً يحتذى بها، وتدرس في الكليات والأكاديميات الأمنية.
اجتياز هذا (النفق الأمني) الخطير الذي أراد من خلاله أعداء الإسلام والأمة والمملكة تفتيت أكبر دولة داعمة للإسلام هو إحدى نجاحات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز العديدة، واختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذا الرجل الصموت المتفاني لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه اختيار موفق جاء في وقته ومكانه الطبيعيين، وما غبطة المواطنين وفرحتهم إلا تأكيد إضافي على حكمة القيادة وتميز المختار.
jaser@aljazirah.com.sa