مكة المكرمة - سعد العصيمي
ما زالت الأفراح مسيطرة على الشارع الكروي السعودي بعد الفوز الثاني على التوالي على منتخبي إيران والإمارات بجدارة عن المجموعة الثانية التي تضم أيضاً منتخبات الكوريتين الشمالية والجنوبية ونجح الأخضر في أن يقلب نتيجة المباراتين بعد تقدم إيران بهدف والإمارات بهدفين.
والحقيقة أن السعودي عزف أحلى سيمفونياته بالتصفيات حيث فاز على إيران ووسط جماهيرها الغفيرة وحتى بحضور رئيس الجمهورية (نجاد) ذات نفسه واسكت أكثر من (100) ألف مشجع حضروا لمساندة منتخبهم في ملعب الحرية كما يقولون ثم أسعد جماهيره العريضة هنا التي ملأت استاد الملك (فهد) الدولي بالرياض بعد أن حول تقدم الإمارات بهدفين في الشوط الأول ثلاثة أهداف ملعوبة في الثاني وأضاع مثلها، وعلى الرغم من صعوبة التصفيات ووجود منتخبنا في مجموعة حديدية إلا أن ذلك وضع أفراد المنتخب في تحدٍ خاص مع أنفسهم عبر منافسة طويلة وشاقة من نظام الذهاب والإياب، وكان السعودي في مستوى طموحات الجماهير على الرغم من غيابات بعض نجومه المؤثرين القحطاني ومالك معاذ وخالد عزيز إلا أن الشاب نايف هزازي قد أبدع ولفت الأنظار وصارت كل العيون تتابعه ليقود هجوم المنتخب وقد سجل هدفين وتسبب في مثلهما كانا كافيين لتحقيق الـ(6) نقاط كاملة، وهنالك الشاب الآخر محمد نامي في الدفاع الذي نال جائزة أفضل لاعب في لقاء إيران وكذلك أبدع عددٌ من النجوم في مقدمتهم الكابتن محمد نور ثم حسين عبدالغني الذي أشركه المدرب في الشوط الثاني وقلب موازين اللقاء لصالح المنتخب بعد أن لعب كمحور واستطاع تنظيم الدفاعات وتوزيع الكرات خصوصاً على الأطراف التي جاء منها الهدفان الأخيران، وعلى الرغم من انخفاض المؤشر قليلاً في شوط المباراة الأول إلا أن المستوى تبدل للأفضل في الثاني لتلغي كل الحسابات ويحافظ منتخبنا على حظوظه بالتأهل لكأس العالم المقبلة ويخرس ألسنة المنظرين الذي قلل بعضهم من هذا الفوز الكبير ووصفوه بأنه جاء بالحظ وغير مستحق ولا أعرف على أي أساس استند هؤلاء وتحدثوا، فريق يتأخر بهدفين في لقاء مصيري وهام ثم يعود ويفوز بالـ(3) ويضيع منه أكثر من هدف محقق يقال عنه إنه فاز بالحظ مع أن هذا الانتصار أتي عنوة وبجدار واستحقاق وتفوق واضح وجهد كبير قدمه اللاعبون على أرض المستطيل الأخضر وبقيادة المدرب خوزيه بيسيرو الذي لم يدخل أي تعديل على هيكلته العناصرية إنما استطاع توظيف اللاعبين جيداً في مراكزهم.
ونأمل إن شاء الله أن يواصل لاعبو المنتخب العطاءات نفسها في اللقاءين القادمين فلا وقت للراحة أو التثاؤب ولابد من التحضير والإعداد النفسي وحتى موعد المباراتين أمام الكوريتين فنحن نبحث عن التأهل حسب تأكيدات سمو الرئيس العام ونائبه وتفاؤلهما المتواصل بالتأهل على الرغم من قوة الفرق المنافسة إلا أن المنتخب السعودي سوف يحقق آمال ورغبات محبيه ليس في المملكة وحسب بل في كل أرجاء الوطن العربي والتي تنتظر صعوده لترافقه إلى جنوب إفريقيا.
fhad60601@hotmail.com